استمرار تعدي الأشجار على الطرق في الأغوار يبقي السائقين أمام خطر الحوادث

الأغوار- ما تزال الأشجار الحرجية على جانبي الطرق الرئيسية والفرعية في الأغوار، تشكل خطرا داهما على السلامة المرورية، إذ تسهم في حجب الرؤية وتعيق حركة السير، ما ينذر بوقوع حوادث خطيرة.

وتنمو الأشجار الحرجية، خصوصا أشجار السلم، بشكل عشوائي وغير منتظم وكثيف على جنبات الطرق، ملحقة ضررا بالغا بالبنية التحتية، إذ يمكن لجذور الأشجار أن تتغلغل في قاعدة الطريق أو تدمر الأرصفة، لا سيما في ظل عدم وجود آلية مستدامة للحد من نموها، وعدم نجاعة عمليات التقليم التي تتم عادة بأدوات بدائية.
ويؤكد مواطنون أن معظم الطرق تقلصت سعتها نتيجة تعدي أغصان الأشجار، مشكلة عائقا أمام المركبات التي يعمد سائقوها إلى تفاديها بالسير في منتصف الطريق، موضحين أن هذا الفعل تسبب أحيانا كثيرة بحوادث سير، خصوصا مع وجود حركة سير للشاحنات الكبيرة، وتحديدا في الطرق ذات المسرب الواحد، وذلك رغم مناشدات كثيرة سابقة لضرورة إيجاد حلول فعالة.
ويطالب الأهالي وسائقو المركبات بضرورة وضع خطة شاملة ومستدامة لتنظيم وتقليم الأشجار على جميع الطرق بشكل دوري وممنهج، للحفاظ على السلامة العامة والمرورية.
ويشير المواطن نايل العدوان إلى “أن قلة المتابعة الدورية وعدم وجود برنامج صيانة منتظم للأشجار على الطرق، من أبرز الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشكلة”، قائلا “مع نمو الأشجار بشكل طبيعي تصبح الأغصان المتدلية أكثر كثافة وطولا، مما يزيد من خطورتها على السائقين والمارة”.
“إهمال بعض الطرق”
ويبين “أن غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة، كالبلديات ووزارة الأشغال العامة والزراعة، يؤدي إلى إهمال بعض الطرق، سواء كانت رئيسية أو فرعية، مما يجعلها عرضة لتكاثر هذه الأشجار”، مشيرا في الوقت ذاته، إلى “أن أغصان الأشجار الكثيفة تغطي معظم اللوحات الإرشادية والتحذيرية وتعيق رؤية السائقين للمنعطفات والتقاطعات، ما يجبرهم على القيادة بحذر شديد، ويقلل من قدرتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت المناسب”.
ويرى العدوان “أن سلامة المواطنين على الطرق أولوية قصوى، وتتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة”، مضيفا “يجب على الجهات المسؤولة التدخل السريع لتقليم الأشجار وإزالة الأغصان الخطرة، وإعادة فتح الطرق بكامل سعتها، ووضع برامج صيانة دورية لضمان استمرارية الحل، لأن نموها مجددا قد يجبر السائقين على الانحراف نحو المسار الآخر، ما يزيد من خطر التصادم”.
أما المواطن محمد العجوري، فيؤكد من جهته “أن غالبية الطرق الرئيسية والفرعية بلا أرصفة نتيجة زحف الأشجار، وأن النمو الكثيف للأشجار يزيد من خطورة السلامة المرورية، خصوصا عند خروج المركبات من الشوارع الفرعية أو الزراعية، إذ لا يستطيع السائقون رؤية المركبات القادمة”.
ويبين العجوري “أن الخطر الأكبر أن عدم وجود رصيف في بعض المناطق يعرض المارة لخطر الدهس، كونهم يضطرون للسير على الطريق، في حين أن هذه الأشجار أصبحت مأوى للحيوانات الضالة التي قد تفاجئ السائقين بعبور الطريق، مما يزيد من احتمالية وقوع حوادث”.
ومن وجهة نظر المواطن محمد محمود، فإن “نمو الأشجار بشكل متسارع يشكل معاناة لسكان مناطق الأغوار، خصوصا ممن يقيمون في المناطق الزراعية، إذ إنها تتسبب بتغير مسار الطرق، وتضطر السائقين إلى السير على الأطراف للابتعاد عن غصونها التي تلحق ضررا بمركباتهم”.
تقلص سعة الشوارع
وقال محمود “إن عملية تقليم الأشجار تحتاج إلى معدات وجهد، فضلا عن أن قيام المواطنين بعملية قص الأشجار يعرضهم للمساءلة القانونية التي تصل إلى التحويل إلى المحاكم ودفع غرامات المخالفات التي تنظم بحقهم، لأن قانون وزارة الزراعة يمنع قص الأشجار إلا بموافقتها أو عن طريق كوادرها”.
وبحسب الناشط عمر السعد، فإن “خطورة الأشجار الحرجية لا تقتصر على الشوارع الرئيسية، بل تزداد خطورتها في الشوارع الفرعية والزراعية التي تربط التجمعات السكانية ببعضها بعضا، كونها بعيدة عن الأنظار”، مؤكدا “أن بعض الشوارع تتقلص سعتها لأقل من ثلاثة أمتار، في حين تسببت الأشجار بتغيير مسار بعض الطرق التي تآكلت بنيتها بشكل كبير”.
ويشير السعد إلى “أن الحلول ليست صعبة، وبإمكان الجهات المعنية القيام بإزالة الأشجار التي تهدد حركة السير وتقليم البقية بشكل متواصل، للحد من وقوع الحوادث المرورية الناجمة عن تعديها على بنية الطرق”، مشددا في الوقت ذاته، على “ضرورة القيام بحملة عاجلة قبل بدء فصل الشتاء، كون معظم الأشجار على جوانب الطرق ترتفع بشكل يؤثر على شبكات الكهرباء، ويؤدي غالبا إلى انقطاع التيار الكهربائي لساعات، وفي بعض الأحيان يستمر الانقطاع لليوم التالي”.
من جهته، يؤكد مدير زراعة الشونة الجنوبية المهندس خليل العدوان، أن كوادر الزراعة تقوم باستمرار بعمليات تقليم للأشجار الحرجية، لا سيما أشجار السلم المنتشرة على أطراف الطرق، بالرغم من الكلف الباهظة والجهود المضنية، مبينا أن القيام بحملة شاملة لتقليم الأشجار الحرجية الواقعة في حرم الشوارع الرئيسية والفرعية يحتاج إلى إمكانات وآليات وكوادر، ويجب أن يكون هناك تشاركية مع البلديات وسلطة وادي الأردن والأشغال العامة من أجل تنفيذها بالشكل المطلوب.
القيام بحملة موسعة
ووفق مدير مكتب أشغال الشونة الجنوبية المهندس محمد النسور، فإنه تم التواصل مع الجهات المعنية كافة للقيام بحملة موسعة لقص وتقليم الأشجار التي تهدد السلامة على الطرق الرئيسية، مشددا على ضرورة قيام سلطة وادي الأردن وشركة “مياهنا” بإزالة أنابيب الري التي تتواجد في حرم هذه الطرق، لتمكين الورش الفنية من القيام بواجبها على أكمل وجه.
بدوره، يوضح متصرف لواء الشونة الجنوبية رئيس لجنة السلامة العامة الدكتور صقر الدروع، أن معظم هذه الأشجار تنمو بشكل سريع، كونها لا تحتاج إلى المياه، وتنتشر بشكل عشوائي نتيجة انتقال بذورها من مكان إلى آخر عن طريق الرعي، مبينا أن نموها بصورة عشوائية يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الشوارع والطرقات ومرتادي المنطقة.
كما يؤكد الدروع أنه تم عمل حملات عدة لتقليم الأشجار على الطرق الرئيسية والفرعية أو تلك التي تهدد شبكات الكهرباء، وسيتم مخاطبة مديرية الزراعة وسلطة وادي الأردن والبلديات والأشغال للقيام بحملة جديدة لإزالة وتقليم الأشجار الحرجية التي تهدد السلامة المرورية وتحجب الرؤية على الشوارع والطرقات.

 حابس العدوان/ الغد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة