افتتاح مهرجان التمور الأردنية الرابع.. حصاد وفير ومستقبل واعد

وادي الأردن- يعكس إقامة مهرجان حصاد التمور الأردنية الرابع، الأهمية المتزايدة لقطاع النخيل والتمور في الاقتصاد الأردني، إذ أصبحت التمور الأردنية علامة تجارية مرموقة عالميا بفضل جودتها وكفاءة عمليات التجهيز والتعبئة والتغليف وتلبيتها للطلب المتزايد في الأسواق العالمية.

وبحسب الأرقام التي وفرتها الجمعية، فقد تجاوزت المساحات المزروعة بالنخيل في المملكة 50 ألف دونم، فيما يقترب عدد أشجار النخيل من مليون نخلة، ومن المتوقع أن يصل إنتاج الأردن خلال السنوات القليلة المقبلة إلى أكثر من 50 ألف طن بقيمة تتجاوز 150 مليون دينار، فيما تقدر قيمة الصادرات بأكثر من 60 مليون دولار سنويا.
ووفق وزير الزراعة صائب خريسات، فإن “التمور الأردنية سجلت قصة نجاح بامتياز إذ وصل حجم الإنتاج إلى ما يزيد على 16 % من مجمل الإنتاج العالمي من صنف المجهول”، مضيفا “أن الإرادة السياسية المتمثلة بالاهتمام والرعاية الملكية تحفزنا على أن نبذل كل ما نستطيع في سبيل رفعة القطاع الزراعي بدءا من الاستثمار في قطاع النخيل”.
وأضاف خلال افتتاحه مهرجان حصاد التمور الرابع أمس “إن مجموع المساحات المزروعة بالنخيل وصلت إلى ما يقرب 50 ألف دونم بواقع ما يقرب من مليون نخلة، مع توسع مستمر في القطاع الذي بات يعد من أوسع القطاعات نظرا لتشابكه مع مختلف القطاعات الأخرى سواء الإنتاجية أو الصناعية وحتى العمالية والخدمية والغذائية وصحة المواطن والمستهلك”، لافتا إلى “أن ما تقوم به جمعية التمور الأردنية بالتشاركية مع الجهات المعنية أسهم في النهوض بالقطاع رغم التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي”.
“نموذج في التنمية”
ويؤكد رئيس جمعية التمور الأردنية (JUDA) الدكتور أنور حداد “أن قطاع النخيل والتمور الأردني أصبح معلما اقتصاديا ونموذجا في التنمية على طول سلسلة القيمة وأصبحت التمور الأردنية علامة تجارية وجغرافية مطلوبة إذ تلبي طلبا غير مسبوق في السوق العالمي بمنتج يتميز بجودة الإنتاج وحسن التجهيز والتعبئة والتغليف”، مشيرا إلى “أن الجمعية ستطلق قريبا النسخة المحدثة من الخريطة الجديدة لنخيل الأردن بصورتها التفاعلية الديناميكية والتي يتم تحديثها تلقائيا مع كل فسيلة جديدة ستزرع في الأرض”.
ويلفت إلى “أن قطاع النخيل يتميز باحترافية عالية في صناعة الجودة على امتداد سلسلة القيمة، ما يدفعنا إلى مواصلة العمل مع جميع الشركاء محليا ودوليا لتحقيق تنمية مستدامة تحافظ على إرثنا الزراعي وتعزز مكانة تمورنا الأردنية”، مشيرا في الوقت ذاته، إلى “أن قطاع التمور الأردني يوفر أكثر من 11 ألف فرصة عمل، معظمها للنساء العاملات في مشاغل التمور التي تعتمد أحدث التقنيات العالمية في عمليات التعبئة والتغليف والتسويق، ما يجعل هذا القطاع رافعة اقتصادية مهمة للاقتصاد الوطني والقطاع الزراعي”.
وأكد حداد “أن قطاع النخيل كما هو القطاع الزراعي يجابه مجموعة من التحديات على رأسها التغير المناخي وشح المياه المتاحة للري ونقص العمالة المتاحة للزراعة بشكل عام ولقطاع النخيل بشكل خاص والآفات الزراعية كالحشرات القشرية والدوباس وسوسة النخيل الحمراء”، مضيفا: ” أن أكبر هذه التحديات يظل في قدرتنا على المحافظة على تميز وجودة التمور الأردنية التي أصبحت علامة فارقة في الأسواق الإقليمية والعالمية في ظل منافسة تتسع دائرتها يوما بعد يوم رغم أن التمور الأردنية تتفوق دائما ولا تنافس”.
كما أكد حداد “أن جمعية التمور الأردنية تقوم بدور محوري في هذا المجال من خلال تنظيم ورش عمل متخصصة والعمل يدا بيد مع وزارة الزراعة لمكافحة الآفات الزراعية مثل سوسة النخيل الحمراء والتعاون مع سلطة وادي الأردن لإدارة ملف المياه خلال أكثر المواسم قسوة”، موضحا “أن الجمعية أقامت العديد من الشراكات الإستراتيجية لتحقيق النمو المستدام، إذ تم توقيع اتفاقيات تعاون مع مؤسسة التدريب المهني ونقابة المهندسين الزراعيين لتدريب العمالة الأردنية، ومع المركز الوطني للبحوث الزراعية لتعزيز البحث العلمي في هذا المجال. كما يجري العمل على توقيع اتفاقية مع مؤسسة الإقراض الزراعي لتوفير مزايا خاصة للقطاع”.
تعزيز الأمن الغذائي
من جانبه، يؤكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” في الأردن المهندس نبيل العطار “أن قطاع التمور ما يزال يحتل دورا محوريا في تعزيز الأمن الغذائي والاقتصاد الأردني، قائلا: “لقد شهد الأردن خلال العقدين الماضيين توسعا ملحوظا في إنتاج النخيل إذ ساهمت المبادرات الحكومية المؤثرة والجهود التحفيزية ومرونة هذا القطاع ومشاركة القطاع الخاص في زيادة المساحة المخصصة لزراعة نخيل التمر 15 ضعفا مقارنة بعام 2001، رافقه ارتفاع غير مسبوق في الإنتاج”.
وأضاف “أن قطاع التمور حقق فوائد اقتصادية كبيرة وساهم في تمكين الأسر الأردنية والأفراد العاملين فيه حيث يوظف هذا القطاع 14 ألف عامل ماهر وموسمي مما يساهم في تعزيز سبل العيش المحلية وتقليل معدلات البطالة ويحقق القطاع عائدات سنوية”، لافتا في الوقت ذاته، إلى “أن المنظمة ستبقى شريكا ملتزما في دعم نمو واستدامة قطاع النخيل في الأردن والقطاع الزراعي بشكل عام، وقد قدمنا دعما يهدف إلى مواجهة التحدي الرئيس المتمثل في آفة سوسة النخيل الحمراء التي تؤثر على نمو القطاع، وقدمنا المساعدة الفنية ونظمنا الدورات التدريبية المتنوعة وأتحنا الموارد اللازمة لمزارعي التمور لتمكينهم من إدارة هذه الآفة المدمرة والسيطرة عليها بفعالية”.
وأشار العطار إلى “أننا ومن خلال مبادرة (بلد واحد منتج واحد) سنعمل على تطوير إستراتيجية وخطة عمل لتعزيز الاستثمار وبناء الشراكات بين مختلف الجهات الفاعلة في سلاسل القيمة للمنتجات ذات الأولويات”.
بدوره، يؤكد نائب نقيب المهندسين الزراعيين المهندس شادي القيسي “أن نقابة المهندسين الزراعيين تجدد التزامها الراسخ بدعم قطاع النخيل والتمور من خلال تسخير خبرات مهندسيها وكفاءاتهم وتقديم الاستشارات الفنية والمساهمة في تطوير سلاسل القيمة وتحسين الإنتاجية والجودة بما يضمن لهذا القطاع استدامته ورفع قدرته التنافسية”، مشددا كذلك على “أهمية المضي قدما في إنشاء علامة تجارية وطنية للتمور الأردنية تكون مظلة جامعة تعكس أصالة المنتج وجودته وتفتح أمامه آفاقا أوسع في الأسواق العالمية بما يحفظ حق المزارع ويعلي من قيمة المنتج ويعزز ثقة المستهلك محليا ودوليا”.

حابس العدوان/الغد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة