الأردنيون يتغنون بالمقاومة الفلسطينية.. ويستخدمون رموزها في كلامهم

أعاد الصراع العربي الإسرائيلي منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، شغف الشارع الأردني، المتمسك تاريخيا بالقضية الفلسطينية والدفاع عن حق شعبها في تقرير مصيره، ليصبح الأردنيون الأكثر تفاعلا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته، وخط الدفاع الأول في الصراع مع العدو الصهيوني.

ويقضي الشارع الأردني جل وقته بمتابعة وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ملاحقا أخبار قطاع غزة والعدوان الصهيوني عليه، ومتابعة بطولات المقاومة الفلسطينية في صد العدوان، وتكبيدها للعدو الصهيوني خسائر فادحة في القطاع، ناهيك عن متابعة جرائم المستوطنين وجيش العدو بحق الفلسطينيبن العزل في مدن الضفة الغربية والقدس، ما جعل الشارع الأردني الاكثر تفاعلا مع القضية الفلسطينية، واول الشعوب العربية الذي فرض على نفسه مقاطعة منتجات الدول الداعمة للاحتلال، ناهيك عن المسيرات الغاضبة التي وصلت لحدود فلسطين المحتلة، وحملات التبرعات الكريمة التي يقدمها الأردنيون (شعبا وملكا وحكومة) للشعب الفلسطيني.

ونتيجة لهذا التفاعل، اكتسب الأردنيون منذ اندلاع طوفان الأقصى، مصطلحات وعبارات تستخدمها المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومن أبرز الفضاءات الثقافية المقاومة التي اكتسبها الشارع الأردني، زيادة معلوماته عن القطاع، من حيث الخريطة وطبيعة السكان وصمود الفلسطينيين، وما يتعلق بالمقاومة في غزة، والحصار المدمر والمجازر الدموية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني هناك، او في مدن الضفة.
وتعرف الأردنيون خلال الاحداث على أسماء آليات عسكرية مثل “ناقلة النمر”، ودبابة “الميركافا”، “قذيفة الياسين”، “الفسفور الأبيض”، “صورايخ رجوم”، وغيرها من أسماء يجري تناولها في الأخبار وبيانات المقاومة.
كما تعرفوا على مصطلحات عسكرية للمقاومة في مواجهتها للاحتلال، منها “المسافة صفر” وتستخدم في العمليات العسكرية التي ينفذها رجال المقاومة، بحيث يكون المنفذ على تماس مباشر مع أفراد العدو الصهيوني، و”خلف خطوط العدو”، أي القتال من أماكن تحت سيطرة العدو، و”المثلث الأحمر”، وهو مرمى للقنص والتصوير، يستخدمه رجال المقاومة خلال تنفيذ عملياتهم.
كذلك تعرفوا وغيرهم من الشعوب العربية، على هذه الثقافة العسكرية عبر نجمي المعركة، وهما الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة، والذي أثار العالم ومن حوله بمصداقيته ولثامه، بالإضافة الى خبير الإستراتيجيات الدفاعية اللواء المتقاعد فايز الدويري، والذي أصبح محللا عسكريا حصريا مع قناة الجزيرة، ناهيك عن المتابعة المستمرة للفضائيات التي تبث من أرض المعركة، وعبر مواقع التواصل الزاخرة بفيديوهات تخلد بطولات المقاومة وأخرى توثق جرائم الاحتلال.
يشار الى أن أبو عبيدة، أطلق مصطلحات خلال بثه لبيانات كتائب القسام، تناولها الأردنيون في تعليقاتهم، مثل “الأردن كابوس الاحتلال”، ما ضاعف التفاف الشارع الأردني حول المقاومة والأحداث في فلسطين المحتلة، ناهيك عن القرار السياسي الأردني بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، وإرسال مساعدات طبية بطائرات سلاح الجو الملكي الى قطاع غزة.
الخبير الاجتماعي د. حسين الخزاعي، فسر تفاعل الشارع الأردني مع مجريات الأحداث في فلسطين المحتلة، بأن هذا الشارع، يعتز ويفتخر بمعرفة كل ما يدور في ساحات فلسطين من احداث، وتحديدا عندما تصله أخبار منجزات المقاومة وبطولاتهم التي يسطرونها كالهجوم، والقتال من “مسافة صفر”.
وقال الخزاعي، إن تفاعل الشارع الأردني مع أحداث فلسطين المحتلة، وتحديدا في قطاع غزة التي تشهد عدوانا صهيونيا، يشكل نوعا من أنواع الدعم النفسي في الإعلام، كذلك فإن إعلان المقاومة عن قتلى وأسرى بين صفوف جنرالات كبار من جنود العدو، فإن هذا يشير الى قوة وعزيمة المقاومة ودفاعها عن الأرض والتمسك بها.
وأشار الى أن ترديد عبارات تستخدم في هذه الحالة، يأتي كمؤشر على راحة نفسية ورضى على إنجازات المقاومة، كما انها تحفز مردديها على الاقتداء بالأبطال، ودعم صمودهم، كذلك محاولة تقليد شخصية “أبو عبيدة” بشكل ملابسه ولثامه، تعبيرا عن الاعجاب والاقتداء به، بالإضافة لظهور المرأة المقاومة في غزة اثناء تسليم أسرى العدو، ما يحفز النساء على الامتلاء بفكرة الشراكة مع الرجال في المقاومة، وهذا يشير الى قوة المرأة المناضلة جنبا الى جنب مع رجال المقاومة في الدفاع عن الوطن.
يقول محمد عمارين ويعمل موظفا، إنه يستخدم كثيرا من العبارات التي نقلها عن بيانات المقاومة، وأصبحت لفظا شائعا بالنسبة له، منها “المسافة صفر”، موضحا بأنه يتابع مختلف وسائل الغعلام ومواقع التواصل يوميا، للحصول على آخر الأخبار التي تتعلق بغزة والعدوان عليها.
واضاف عمارين، أن ترديده لمثل هذه العبارات، أمر يروق له، ويشعره بأنه يؤازر الشعب الفلسطيني، وتحديدا في قطاع غزة.
اما المواطن ناصر خليل، فيرى بأن الأردن شعبا وقيادة، يقف الى جانب الشعب الفلسطيني، وحالة توحيد الموقف الأردني بشأن القضية الفلسطينية، جعلت الكثير من الأردنيين يعبرون عن موقفهم الداعم لـفلسطين بحرية، لدرجة أن رواج مصطلحات المقاومة وعبارات ناطقها العالمي أبوعبيدة وبياناتها بين الأردنيين وترديدها، أصبحت تشكل رفعا للمعنويات ومضاعفة المساندة للفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوقهم.

 موفق كمال/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة