الأردنيون يخطُّون وثيقة تاريخية لعروة وثقى مع الهاشميين يوم زفاف ولي العهد

يبقى اسم الأردن عاليا مرفوعا كما هو على الدوام، بعد أن فاضت شوارعه حبا وفرحا تجلت وتجسدت يوم زفاف الأمير الحسين ابن عبد الله الثاني ولي العهد، إذ اختلطت به مشاعر كثيرة، أبرزها وأجلها وأنقاها الانتماء للوطن وللعائلة الهاشمية الأردنية النبيلة.
يوم زفاف الأمير، الأردنيون اصطفوا على طريق الموكب بين زهران والحسينية، وانتشر آخرون في كل أرجاء الأردن، بادية وقرى ومدنا، لأن الفرح في بيوتهم والعريس منهم، ليكون الفرح والعرس أردنيا بامتياز، يشبههم كثيرا فتسمروا أمام الشاشات حتى الساعة الحادية عشرة مساء يوم الأول من شهر حزيران.


البداية كانت من قصر زهران، وكلمات قالها إمام الحضرة الهاشمية الدكتور أحمد الخلايلة في حضرة الملك وضيوفه، وأسمع صوته للأردن والعالم، وقال: ما أعلى كلمة الأردن اليوم وأجلاها وما أوضحها على جبين الحسين وأحلاها، وما أجلها في بيوت الأردنيين وأسماها وما أشرفها في قلوب الهاشميين وأغلاها.
وأضاف: هنيئا لأبي الحسين بولي عهده ونور عينه ونتاج تربيته، وهنيئا لأم الحسين بمن أرادته سندا لابيه ووطنه وأمته، وهنيئا للأردن العظيم بابنه البار وريث الأخلاق والشيم عن أسلافه الأطهار طيب المعشر وجابر الخواطر شأن أبيه وذويه وأجداده.
وقدم الخلايلة قبل عقد القران حديثه عن أهمية الزواج في حياة الإنسان، وقال: الحمد لله رب العالمين وأسال الله أن يحفظ جمعنا في هذا اليوم الكريم، فإن الزواج آية عظيمة من آيات الله تعالى وشعيرة من شعائر دينه القويم ونعمة من أعظم نعمه على عباده وقد خلق الله أزواجا من أنفسنا لنسكن إليها ونأنس لها وجعل بينها مودة ورحم، وعلى سنة الزواج ومكرماته مضى الأنبياء والرسل الكرام عليهم السلام، وأكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أهمية الزواج وحث عليه وأمر به.
وقال: “سيدي جلالة الملك المفدى عميد البيت الهاشمي الأوفى، فما أعطره وأبهجه من مساء وما أشبهه بالصباح لما فيه من ضياء وما أعظم فرحة أبي الحسين فيه وما أسمى حنو الأب بكل ما فيه


وما أسعد أميرنا ببر أمه وأبيه وما أفرحه برضاهما بعد باريه.
وأضاف: مبارك زواجه بكريمة الأصل حسيبة الأهل محبوبة أبيها وغالية أمها رجوة اللطف والود ووجه الخير والسعد من اختارها الحسين رفيقة لدربه ومؤنسة لقلبه.
وانتهى إمام الحضرة الهاشمية بعقد القران وطلب من والد العروس أن يقول لولي العهد: زوجتك ابنتي رجوة على كتاب الله وسنة رسوله وعلى المهر المسمى بيننا، ورد عليه وليه العهد بقوله: وأنا قبلت الزواج منها لنفسي على كتاب الله وسنة رسوله وعلى المهر المسمى بيننا، وشهد جلالة الملك وعمه سمو الأمير الحسن بن طلال على عقد الزواج.
وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، وثقت يوم الزفاف وقبله أيضا كثيرا من الأحداث، كلها أظهرت أن زفاف ولي العهد كان وثيقة تاريخية وقعها الشعب واقعا فعليا في بداية المئوية الثانية على عروة وثقى لا انفصام لها تشير إلى أن العائلة الهاشمية هي صمام الأمان لهذا الوطن وقادة السفينة إلى بر الأمان وستبقى.


على طريق الموكب الملكي بين زهران والحسينية، كان الناس يهتفون ويقفون بكل فرح لساعات تجاوزت السبع ساعات، مرت كلمح البصر، في هذه الأثناء مر جلالة الملك كان يقود سيارته، تمهل قليلا وفتح زجاج نافذته، وألقى التحية على كل الواقفين والمشاركين بالفرح على جنبات الطرقات، وعلت الهتافات بـ “يعيش جلالة الملك المفدى”.
في فاردة ولي العهد إلى الحسينية كانت كل أطياف المجتمع مشاركة به، خيل ومركبات وشباب وطلاب مدارس وجامعات، ولم تنزل يد ولي العهد وعروسته رجوة طيلة الطريق تلوح وتحيي بالمشاركين بالفرح، فرح الأردن الغامر.
في قصر الحسينية كان الموقف بهيجا وجميلا، وكل الأصوات التي غنت هي عربية الهوية، فدخل العروسان بزفة على صوت الفنان السعودي محمد عبده والأردني عمر العبداللات حيث بدأت بالقول عمان غـرد جـوها بالتلاحين.. وتماوجت جبال عمان غنوة/ غـنوة سعـادة جـمـعت بـيـن شعبين.. والكل بارك والفرح صار نشوة أردنية سعودية.. سعودية أردنية، ثم صدحت الفنانة نداء شرارة بكلمات الفنانة الكبيرة أم كلثوم بأنها ليلة بألف ليلة وليلة، وأثار الفنان عمر العبد اللات وفرقة اللوزيين الحماس على وقع الأغاني الأردنية الجميلة.
استمر الفرح لساعات نقلت أحداثها وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية لتبدأ بعدها مقاطع الإعجاب والمدح والثناء على العرس الأردني الملكي الهاشمي وبساطته وعفويته وانتماء الأردنيين لوطنهم ومليكهم الذي لم يكن وليد اللحظة والصدفة.
تفاصيل دقيقة لكنها عميقة، كل شيء كان مدروسا على الورق وعلى أرض الواقع، خرج العرس أردنيا كبيرا، أدخل البهجة إلى القلوب، أصبح نموذجا يستحق التقليد، كان زفافا قدوة في كل شيء، فالعادات والموروث والهوية الأردنية هي التي تزداد جمالا يوما بعد يوم، يطول الزمن وتبقى هي الأصل وهي مفتاح الهوية الأردنية التي تجمع كل من على هذه الأرض.

–(بترا) / بركات الزيود-

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة