الأردن وَطَنُ التَّعايُشِ الرّاسِخِ بِقِيادَةٍ هاشمِيَّةٍ حَكيمَةٍ // الأستاذ عبدالحميد المومني

في الأردن ، تتجسَّد أسمى معاني الوِحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ في تَعايُشِ أَبْنَائِهِ المُسْلِمِينَ والمَسِيحِيِّينَ بانسِجامٍ تامّ ، حيث تتلاقى القيم وتتوحد القلوب تحت مظلّةِ دَولَةٍ جعلت من المَحَبّةِ والعدلِ والكَرَامَةِ أساسًا ثابتًا في نَهجِها.

 

إن خصوصيّةُ الأردن ليست وليدةَ الصدفة ، بل هي ثَمَرَةُ قيادَةٍ هاشمِيَّةٍ حَكيمَةٍ يقودها جلالةُ المَلِكِ عَبْد اللهِ الثّانِي ابْنِ الحُسَيْنِ المُعَظَّم ، الذي رسَّخ في ضميرِ الدولة قيمةَ التّآخِي واحترامِ الأديان ، ليصبح هذا النَّهجُ إرثًا وَطَنِيًّا متوارَثًا من جيلٍ إلى جيل . فالأردن لم يكن يومًا وَطَنًا لفِئَةٍ دون أُخرى ، بل هو بيتٌ شاملٌ يتسع للجميع ، يجمعه العدلُ والإنسانِيّة ويحتضن أبناؤه بكل احترام.

 

مع حلولِ الأعيادِ المَسِيحيّة ، يظهر الأردن في أبهى صوره : تتعانق أجراسُ الكنائس مع أصواتِ الأذان ، مشهدٌ يُجسّد روح الانتماء والوِحْدَة الوَطَنِيَّة ، ويؤكد أن الفرح والمصير واحدٌ للجميع . ففي هذا الحِمَى الهَاشمِي ، لا يُقاس الاحتفالُ بالأعياد بالتقويم وحده ، بل بمحبة الشعب وسلامه ووحدته.

 

فَرادةُ الأردن ليست في الموقع الجغرافي أو العدد السكاني ، بل في صلابته الأخلاقية وفي نموذج التَّعايش العالمي الذي يقدّمه ، بقيادة هاشمِيّة جعلت احترام الإنسان حجرًا أساسًا لنهضة الدولة . وفي زمنٍ تتفكَّك فيه مُجتمعات كثيرة ، يثبت الأردن أن الوِحْدَة الحقيقية ممكنة ، والتعددية مصدر قوة لا سببًا للخلاف.

 

وعندما تُضيء شوارع المملكة احتفالًا بالأعياد ، فهي لا تُضيء طقسًا دينيًّا فحسب ، بل تُروى قصة وطنٍ جمع أبناؤه تحت رايةٍ واحدة وهويةٍ واحدة وقيادةٍ هاشمِيّة حكيمة ، هنا الفرح واحد ، والمصير واحد ، والحلم واحد… وطنٌ يعيش فيه الجميع بأمان ، ويحميه الشعبُ والقيادة معًا.

 

إنها رسالةُ الأردن الخالدة : وَحْدَةٌ لا تنكسر ، ومحبّةٌ لا تُقاس ، وتَعايُشٌ يصنعه شعبٌ آمنٌ بقيادته وآمنت قيادته به.

 

ومع احتفال المملكة بالأعياد المسيحية ، نقول لجميع أبناء الطوائف المسيحية في الاردن ” ميلادًا مجيدًا وعامًا جديدًا مملوءًا بالسعادة والعطاء ، دمتمْ في محبّةٍ وسلامٍ ، وكلُّ عامٍ وأنتم بخيرٍ. ، سائلين الله أن يعيدها عليهم وعلى الوطن بالخير والسلام والمحبة، وأن يحفظ الأردن قيادةً وشعبًا وجيشًا وأجهزةً أمنيّة، صامدين كحصنٍ للأمة ودرعٍ للوطن أمام كل عاصفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة