الأسلحة الغربية المتطورة تدخل الحرب في أوكرانيا لمنعطف جديد

ما زودت به الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة أوكرانيا من أسلحة متطورة وما وعدت به من الدبابات والصواريخ الدقيقة، يدخل الحرب الطاحنة راهنا في أتون جديد قد يطيل أمدها.
تلك الاسلحة دعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمطالبة بردع محاولات أوكرانيا قصف الأراضي الروسية المتاخمة لها، فيما أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك أن القوات الروسية أحكمت تطويق مدينة باخموت الإستراتيجية.
وبينما ذكر مسؤول أميركي بأن حزمة المساعدات الجديدة لكييف ستتضمن صواريخ دقيقة، جددت بولندا جاهزيتها لتزويد أوكرانيا بمقاتلات من طراز “إف-16” (F-16) في حال موافقة حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقال بأن الحزمة تتضمن ذخيرة للمدفعية وصواريخ لراجمات هيمارس وصواريخ دقيقة، مضيفا حول مسألة تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، إن الأمر لم يحسم بعد بانتظار توقيع الرئيس جو بايدن على حزمة المساعدات.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal) إن الحزمة الجديدة من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا قد تعلن اليوم الجمعة، ومن المتوقع أن تتضمن “القنابل الذكية” بعيدة المدى لأول مرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القنابل صغيرة القطر تثبّت على الصواريخ ويجري توجيهها بدقة فائقة، ويمكن إطلاقها براجمات الصواريخ من قبل نظام هيمارس.
ويمكن لتلك الصواريخ أن تضرب أهدافا على بعد أكثر من 150 كيلومترا، أي قرابة ضعف مدى صواريخ منظومة هيمارس البالغ 80 كيلومترا، والتي غيرت مجريات الحرب عندما أرسلتها واشنطن الصيف الماضي.
وقد يعني ذلك أن كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا، باستثناء معظم مناطق القرم، يمكن أن يكون في مرمى نيران القوات الأوكرانية قريبا، وذلك يجبر موسكو على نقل بعض الذخيرة ومواقع تخزين الوقود إلى داخل الأراضي الروسية.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن الولايات المتحدة تستعد لتقديم حزمة مساعدات أمنية جديدة لكييف بقيمة مليارين ومائتي مليون دولار، وأنها ستتضمن للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى.
في المقابل، قلل المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من أهمية تزويد واشنطن كييف بصواريخ بعيدة المدى، وقال إنها لن تغير شيئا في سير هذه العملية. لكنه أضاف أن إمداد كييف بهذه النوعية من الصواريخ سيصعد مستوى الصراع.
وأكد بيسكوف للصحفيين أن البنية التحتية العسكرية الكاملة لحلف الناتو بما في ذلك الأقمار الصناعية تعمل لصالح أوكرانيا ضد روسيا، وأن بلاده ستواصل العملية العسكرية الخاصة باعتبارها الهدف الرئيسي.
وفي وقت سابق أول من أمس، قال بوتين إن المهمة الأساسية أمام موسكو هي وقف وردع أي محاولات قصف من أوكرانيا للأراضي الروسية المتاخمة لها.
وأضاف بوتين في اجتماع بشأن سُبل إعادة إعمار البنية التحتية في الأراضي الروسية المتاخمة لأوكرانيا، أن الحكومة الروسية توصلت إلى حلول لدعم تلك المناطق.
في سياق متصل، نددت الخارجية الروسية بتصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيها إن تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية لا يشكل تصعيدا للنزاع، وإنه “لا شيء مستبعد من حيث المبدأ”، وذلك ردا على سؤال بشأن احتمال إرسال مقاتلات إلى كييف.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي “هذا عبثي. هل يصدق الرئيس الفرنسي فعلا أن إرسال أسلحة ثقيلة وطائرات إلى نظام كييف لن يؤدي إلى تصعيد الوضع؟”.
وفي شرقي أوروبا، أعرب رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي أول من أمس عن جاهزية بلاده لتزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز “إف-16” إذا اتخذ الحلفاء الغربيون بالإجماع قرارا بذلك.
وقال مورافيتسكي في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية، “إذا كان هذا قرار حلف شمال الأطلسي بأكمله، فسأكون مؤيدا لإرسال هذه الطائرات المقاتلة”.
وأشار مورافيتسكي إلى أن على الحلفاء الغربيين تنسيق أي خطوة لإرسال طائرات مقاتلة لأن هذه حرب بالغة الخطورة وبولندا لا تشارك فيها وكذلك حلف الأطلسي، موضحا أن القرار يحتاج إلى بحث إستراتيجي من حلف الناتو بأكمله.
ولم توافق الدول الغربية إلا مؤخرا على إرسال دبابات متطورة إلى أوكرانيا، لكن كييف تلح في طلب تزويدها بطائرات “إف-16” للمساعدة في دحر الغزو الروسي.
واستبعدت الولايات المتحدة حاليا إرسال مقاتلات “إف-16” إلى أوكرانيا، لكن شركاء آخرين أبدوا انفتاحا على الفكرة.
وأعربت سلوفاكيا عن استعدادها لإرسال طائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز “ميغ-29″، في حين طرح سياسيون هولنديون في الآونة الأخيرة فكرة إرسال طائرات “إف-16”.
وجاء قرار إرسال دبابات قتالية غربية الصنع بعد أشهر من الضغط من كييف، وأسابيع من المناقشات المكثفة بين الشركاء الغربيين.
وجاءت اللحظة الحاسمة في كانون الثاني (يناير) الماضي عندما وافقت برلين على إرسال دبابات ليوبارد إلى كييف بضغط من الحلفاء وخاصة بولندا.
وقال مورافيتسكي إن سياسة برلين المتعلقة بأوكرانيا زادت من حالة “عدم الثقة” في ألمانيا، وخاصة من “دول وسط أوروبا وشرقها”.
وأضاف أن ألمانيا لديها القدرة على تقديم دعم أكثر بكثير مما قدمته حتى الآن، ولديها سلطة اتخاذ القرارات داخل الاتحاد الأوروبي، ويمكنها منح التمويل لأوكرانيا، إضافة إلى ما تملكه من قوة دبلوماسية.
من جانبه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إرسال الدول الغربية الدبابات لأوكرانيا محفوف بالمخاطر، ومفيد لبارونات السلاح.
وأشار أردوغان في مقابلة صحفية أول من أمس إلى أنه يرى إرسال الدبابات إلى أوكرانيا تصرف محفوف بالمخاطر ولن يساهم في حل الأزمة، مشددا على أهمية دعم المباحثات بين روسيا وأوكرانيا بهدف وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل عادل للأزمة
ميدانيا قال يان غاغين مساعد القائم بأعمال زعيم دونيتسك الموالي لروسيا إن باخموت تخضع حاليا لحصار مشدد، وإن معارك تدور للسيطرة على الطريق السريع جنوب غرب المدينة.
لكن يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، نفى أن تكون مدينة باخموت قد طوّقت “عملياتيا”.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت على مواقع مهمة، ودمرت مستودع أسلحة وذخائر للقوات الأوكرانية في دونيتسك.في المقابل، قال متحدث باسم القوات الأوكرانية إن قتالا ضاريا يجري قرب باخموت، وإن القوات الروسية قصفت المنطقة أكثر من 150 مرة.
وفي وقت سابق، قالت مصادر عسكرية أوكرانية إن المعارك تدور في شرق مدينة باخموت وشمالها، وأكدت أنه رغم صعوبة الوضع فإنه “تحت السيطرة”.
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوضع العسكري في شرقي أوكرانيا أصبح أكثر صعوبة.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة