الاحتلال الإسرائيلي يدفع المنطقة إلى المجهول // سري القدوة

التطورات السياسية والإنسانية في قطاع غزة، كذلك ما تشهده الضفة الغربية بما فيها القدس، من تصعيد خطير في سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وفرض نظام فصل عنصري ممنهج يستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من خلال الاقتحامات اليومية للمدن والقرى واستمرار تدمير المخيمات والاعتقالات في الضفة الغربية، كذلك جرائم المستعمرين وما تواجهه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” من سياسات تهدف إلى تقويض عملها، حيث يتطلب من المجمع الدولي دعم القضية الفلسطينية والعمل على اتخاذ إجراءات عملية وضمان دعم “الأونروا” واستمرار عملها الإنساني في دعم اللاجئين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بأكثر من 6.5 مليون .

 

لا بد من وقف عنف المستعمرين الإسرائيليين المتصاعد، ومصادرة الأراضي، وعمليات الهدم، والقيود المشددة على الحركة في الضفة الغربية المحتلة، وأهمية صون القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتنفيذ التدابير والقرارات التحفظية الصادرة عن محكمة العدل الدولية، وان الرأي الاستشاري للمحكمة الصادر في 22 تشرين الأول 2025 واضحًا وحكومة الاحتلال ملزمة بالسماح بتسهيل المساعدات الإنسانية، والتعاون مع الأمم المتحدة في تنفيذ ولاياتها، واحترام امتيازات وحصانات الأمم المتحدة وموظفيها، بما في ذلك في أوقات النزاع المسلح .

 

يجب استمرار دعم وكالة الأونروا التي تقوم بدور لا غنى عنه في خدمة الشعب الفلسطيني، في غزة وفي أماكن أخرى في المنطقة، وإنهاء المعاناة الفلسطينية الجائرة طويلة الأمد، وأن الشعب الفلسطيني يحتاج إلى أفق من الأمل تمهيد السبيل لمسار لا رجعة فيه نحو حل الدولتين ووقف حرب الإبادة التي تمارسها حكومة الاحتلال المتوحشة .

 

لا بد من العمل ومواصلة الجهود الدولية وضرورة التنفيذ العاجل لخطة الرئيس ترمب وقرار مجلس الأمن رقم (2803)، من خلال تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان التدفق الفوري للمساعدات الإنسانية من غذاء، ودواء، ومواد إيواء، في ظل الظروف الإنسانية الكارثية، والانسحاب الفوري لقوات الاحتلال وتمكين الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الشرطية والأمنية الوطنية من تحمل مسؤولياتها كاملة .

 

استمرار الاحتلال في سياسته يدفع المنطقة إلى المجهول ويكرس الفوضى ويقوض الجهود الدولية في ظل الوضع المأساوي الذي يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة بعد عامين من حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل، إذ جرى استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين، في واحدة من أبشع جرائم الحرب، إضافة إلى تدمير مصادر إنتاج الغذاء بشكل ممنهج لجعل القطاع غير قابل للحياة .

 

يجب العمل على تسريع جهود إعادة الإعمار، والانطلاق الجاد نحو تنفيذ حل الدولتين عبر إنهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته واستقلاله في دولته المستقلة ذات السيادة، والعمل من أجل صنع السلام العادل والشامل، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية .

 

عدم احترام الإرادة الدولية من قبل الاحتلال يتطلب تدخل الإدارة الأميركية وأهمية إلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ووقف كل إشكال التوسع الاستيطاني، وإرهاب المستوطنين، والإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة كون أن هذه السياسات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، وتقوض مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، وتنسف حل الدولتين، وتعرقل جهود صنع السلام التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بالتعاون مع الشركاء من الدول العربية والإسلامية وسائر دول العالم .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة