الاحتلال يحاصر 70 ألف فلسطيني في شمال غرب القدس المحتلة

– يحاصر الاحتلال 70 ألف فلسطيني في شمال غرب القدس المحتلة، عبر تطويق البلدات والقرى المقدسيّة، وتشديد الخناق في أنحاء الضفة الغربية، بالتزامن مع إعلان الحكومة المتطرفة لأول مرّة موافقتها على المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي جاء في أعقاب العملية الفلسطينية الأخيرة التي أدت لاستشهاد منفذيها ولمقتل 7 مستوطنين.

وتواصل قوات الاحتلال اقتحام ومحاصرة بلدة بدو، وتغلق مدخلها الرئيس (النفق) الواصل مع بلدة الجيب، مما أعاق حركة الفلسطينيين ومنعهم من الدخول أو الخروج، علما أنه الطريق الرئيسي الوحيد لقرابة 70 ألف فلسطيني في المنطقة، وفق محافظة القدس.
ويُصاحب التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية قلقاً داخل الأوساط الأمنية والعسكرية بالكيان المُحتل من تبعات ازدياد الصدام مع الفلسطينيين، في ظل جرائم الاحتلال بمدينة غزة، وضغوط التيار اليميني المتطرف لفرض السيادة على الضفة الغربية وضمها، وسط انتقادات دولية واسعة.
ويبدو أن رئيس الحكومة المتطرفة “بنيامين نتنياهو” يميل نحو انتظار نتائج اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل حسم مستقبل الضفة الغربية، أخذاً بتوصية أجهزته الأمنية التي حذرته من التصعيد ضمن ساحتها لجهة ارتفاع وتيرة العمل المقاوم وتنفيذ عمليات فلسطينية شبيهة بعملية القدس المحتلة الأخيرة.
وتدّعي “صحيفة يديعوت احرنوت” بالكيان المُحتل، بأن “نتنياهو” يفضل عدم المضي قدماً بالوقت الحالي في خطوات نحو الضم أو فرض السيادة على الضفة الغربية، والانتظار لرؤية ما سيحدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث من المتوقع أن تعترف دول العالم بدولة فلسطين.
ومنذ أشهر عديدة؛ يجتاح جيش الاحتلال مخيمات جنين وطولكرم ونور الشمس للاجئين الفلسطينيين، ودمر مئات المباني فيها، فيما تشهد الضفة الغربية تسارعاً كبيراً في بناء المستوطنات، بموازاة تغيرات جوهرية تتمثل في إعلان ملكية أراضي الدولة، وإنشاء الاستيطان الرعوي، وخطة بسط السيادة على أراضيها، والتي يدفع الوزيران المتطرفان “بتسلئيل سموتريتش” وإيتمار بن غفير” نحو تطبيقها.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الحكومة المتطرفة، للمرة الأولى، قبولها علناً اقتراح الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وفق وسائل إعلام الاحتلال.
جاء ذلك على وقع تظاهرات شعبية ضخمة في مدينة غزة أكد خلالها آلاف الفلسطينيين رفضهم للتهجير وتمسكهم بأراضيهم.
وانطلقت مسيرة شعبية ضخمة أمس بمدينة غزة، شارك فيها آلاف الفلسطينيين رفضاً للتهجير، وتأكيداً على التمسك بالأرض، حيث تقدّم المسيرة عدد من الشخصيات الوطنية والوجهاء في المدينة، إضافة إلى ممثلين عن القطاع الصحي في غزة من بينهم مدير عام وزارة الصحة بغزة منير البرش.
وأطلق المتظاهرون على الفعالية اسم “مسيرة الأكفان” تأكيداً على التشبث بأرضهم في ظل تصاعد إنذارات الاحتلال لسكان مدينة غزة بإخلاء المدينة نحو مناطق المواصي، جنوب القطاع، وسط تأكيد رفضهم مغادرة المدينة، وإصرارهم على البقاء فيها، ورفض كل مخططات التهجير القسري التي تحاول الحكومة المتطرفة فرضها تحت وطأة القصف والحصار.
وتأتي هذه المسيرة الشعبيّة في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال قصفه العنيف لمدينة غزة وتدميره لعشرات المباني السكنية، بالتزامن مع إنذار جميع الفلسطينيين بمدينة غزة والبالغ عددهم نحو مليون بإخلاء المدينة والتوجه نحو منطقة المواصي، جنوب القطاع.
ومنذ أيام، شرعت قوات الاحتلال في حملة تدمير تدريجية للمباني السكنية المرتفعة بمدينة غزة، ضمن مخطط صهيوني أوسع لتهجيرهم خارج القطاع.
وكان “نتنياهو” قد تباهى بقيام جيشه بتدمير 50 مبنى سكنياً بمدينة غزة خلال يومين، متوعداً بهدم المزيد والمضي بخطط التهجير، والاستمرار في حرب الإبادة ضد قطاع غزة التي أدت، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، لارتقاء 64 ألفاً و605 شهيداً، و163 ألفاً و319 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، ومئات آلاف النازحين الفلسطينيين.

نادية سعد الدين/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة