الاحتلال يحشر مليوني فلسطيني بـ12% من مساحة غزة لتهجيرهم بالقوة

عمان – تُواجه خطة الاحتلال لتدمير مدينة غزة وإخلاء سكانها معوقات أمام رفض الفلسطينيين مغادرة أراضيهم، في ظل مساعي فرض النزوح القسّري على قرابة مليون فلسطيني، وحشر زهاء مليوني فلسطيني ضمن أقل من 12 % من مساحة قطاع غزة لتهجيرهم بالقوة.

وبالتوازي مع القصف الجوي الكثيف لمدينة غزة تمهيداً لاجتياحها البريّ؛ فقد وضع رئيس الحكومة المتطرفة “بنيامين نتنياهو” شرطاً إضافياً لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، في محاولة جديدة منه للمراوغة.
وقدم “نتنياهو” شروطه الخمسة لوقف إطلاق النار في القطاع، بعدما أضاف شرط نزع سلاح حركة “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية، لأول مرة بشكل رسميّ، زاعماً بأن الحرب على القطاع يمكن أن تنتهي فوراً وفقاً لشروطه.
وتتمثل الشروط التي طرحها “نتنياهو” في؛ إطلاق سراح جميع الأسرى، الأحياء والأموات، ونزع سلاح “حماس”، ونزع سلاح قطاع غزة، والسيطرة الأمنية الصهيونية على القطاع، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لا تشكل تهديداً للكيان المُحتل، وفق مزاعمه.
يأتي ذلك بالتزامن مع تصعيد عدوان الاحتلال ضد مدينة غزة، عبر هدم أبراج ومبان شاهقة تمهيداً للاجتياح البري ودخول قواته براً إلى المدينة، في أعقاب انطلاق عملية “عربات جدعون 2″، أول من أمس.
ومن خلال هدم المباني الشاهقة، يسعى جيش الاحتلال إلى إجبار سكان غزة بمغادرة المدينة، قبل تصعيد وتيرة القصف خلال أيام وزيادة وتيرة الغارات الجوية، إلا أن الفلسطينييين يرفضون المغادرة ويتشبثون بأراضيهم.
وبالتوازي مع استعدادات احتلال مدينة غزة، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه جيش الاحتلال هو إخلاء السكان، فحتى لو نجح في إخلاء ما بين 60 % و70 % من سكان المدينة، فسيبقى أكثر من 300 ألف فلسطيني، مما يزيد الضغط الدولي، بحسب مزاعم وسائل إعلام الاحتلال.
وفي الأيام الأخيرة، وجّه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” رسالةً إلى الكيان المُحتل مفادها أنه يتوقع أن تكون العملية سريعةً وفعّالة، لكن من الواضح أن العملية لن تكون سريعةً وستّواجه الكثير من العقبات.
في حين صرح الرئيس “ترامب” للصحفيين  أن الاحتجاجات (داخل الكيان المُحتل) تضع “نتنياهو” في “موقف صعب” في إدارة الحرب، وأن من بين الأسرى العشرين الأحياء، ربما يكون بعضهم قد لقي حتفه مؤخراً.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من اشتداد المخاطر المحدقة بحياة المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء التصعيد الحاصل في حرب الاحتلال على مدينة غزة وتوسيع رقعة التدمير الممنهج لمنازلها وأبراجها ولجميع أشكال الحياة فيها.
وأضافت “الخارجية الفلسطينية”، في تصريح أمس، أن الاحتلال يواصل فرض النزوح القسري على ما يقارب مليون فلسطيني وزجهم في دائرة موت محكمة تحيط بهم أينما ذهبوا قصفاً وتجويعاً، ومحاولة حشر أكثر من مليوني مواطن مجوعين في مساحة تقارب 12 % من مساحة القطاع كأقصر الطرق لتهجيرهم بالقوة.
وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، والتي أدت لارتقاء 64,368 شهيداً فلسطينياً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وارتفاع حصيلة الإصابات إلى 162,367، منذ بدء العدوان، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأضافت “الصحة الفلسطينية” أنه ما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم، مشيرة إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 68 شهيداً و362 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية.
إلى ذلك قال المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، إن مسألة التهجير تمثل “خطا أحمر للأردن ومصر والدول العربية ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف”.
وأضاف بمؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي
إن إسرائيل تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء، داعيا إلى رفع القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية في غزة.
وطالب لازاريني السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أن العاملين بالمجال الإنساني في غزة يدفعون ثمنا باهظا.
فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار (مارس) الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 11,828 شهيداً، و50,326 مصاباً.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 23 شهيداً، والإصابات 143، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,385، والإصابات إلى 17,577.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 6 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 382 حالة وفاة، من ضمنها 135 طفلا.

نادية سعد الدين/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة