الاحتلال يهرب من ضغط “الطوفان” بارتكاب جرائم إبادة والمقاومة تواصل عملياتها

– يغطي الاحتلال الإسرائيلي هزيمته، التي تكبدها من عملية “طوفان الأقصى” الفلسطينية، بارتكاب المجازر الوحشية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، ومعظمهم من النساء والأطفال، وتنفيذ سياسة “العقاب الجماعي” بفرض الحصار المطبق حول القطاع المحاصر، بما قد يؤدي لكارثة إنسانية، وسط تضارب الأنباء بشان مفاوضات تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال.

حكومة الاحتلال اليمينية المسنودة في حربها على غزة بضوء أخضر أميركي، ما تزال تداري إرباكها بمزيد من الجرائم ضد القطاع، عبر فرض الحصار الشامل عليه، بقطع إمدادات المياه والغذاء والكهرباء عنه، وكأنها لم تكتفِ بحصاره زهاء 17 عاما، بما يخالف كافة المواثيق الدولية واتفاقيات جنيف الرابعة، ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل متسارع في غزة.

ومن شأن قرار الاحتلال أن يفاقم الواقع الإنساني الصعب في القطاع، ويلقي بتبعاته القاتمة على القطاعات الخدماتية والصحية، ويهدد خدمات القطاعات الحيوية، مثل المشافي وآبار المياه ومحطات المعالجة، وضرب المنظومة الصحية، في ظل العجز الكبير بالأدوية والمستهلكات الطبية والوقود جراء الحصار الإسرائيلي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
في حين أن استمرار أزمة الكهرباء يشكل تحديا أمام المنظومة الصحية المتضررة في قطاع غزة وخطرا على حياة مئات الجرحى والمرضى، بالرغم من مساعي رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، لطمأنة سكان غزة بأن “المخزون المتوفر من السلع الغذائية والمواد الضرورية مريح”، داعيا للصمود والثبات.
وفي الأثناء؛ تكثفت الجهود العربية والدولية في الساعات الماضية لوقف عدوان الاحتلال في قطاع غزة، والدعوة إلى التهدئة وتهيئة الأجواء لتبادل الأسرى، وسط تضارب الأنباء بشأن إبرام صفقة بهذا الخصوص قريبا.
ولليوم الثالث على التوالي؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة الذي خلف حتى الآن أكثر من 576 شهيدا، بينهم 91 طفلا و61 سيدة، وزهاء 2751 جريحا، بينهم الكثير من الأطفال والنساء، وتسبب في نزوح قرابة 74 ألف فلسطيني يتواجدون حاليا في 23 مركز إيواء، استهدف طيران الاحتلال الحربي بعضها بالقصف الجوي والتدمير.
وكثفت الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على مختلف مناطق القطاع، مستهدفة الأسواق وعشرات الأبنية السكنية والمنازل والمساجد والمرافق والمنشآت الخدمية والمدارس المستخدمة كمراكز إيواء، وجميعها أعيان مدنية وفق القانون الدولي الإنساني.
وأدى عدوان الاحتلال إلى دمار كبير في قطاع غزة باستهداف عشرات الأبراج والعمارات السكنية والمباني والمرافق والمنشآت العامة، والمساجد، والأراضي الزراعية والمقار الحكومية، وارتكاب مجازر بحق 15 عائلة، عبر قصف منازلها دون إنذار مسبق، ما خلف شهداء وجرحى، وفق وزارة الداخلية والأمن الوطني في القطاع.
وقصف طيران الاحتلال الحربي المنازل على رؤوس ساكنيها واستهدف المدنيين العزل وطواقم الإسعاف والمساجد وقصف الأبراج والمكاتب الإعلامية وعدة منازل في دير البلح والبريج وسط القطاع، وفي مخيم الشاطئ غربا، وفي بيت حانون شمالا، مخلفة في مجملها شهداء وإصابات، بينهم عوائل كاملة.
كما أغار طيران الاحتلال على مواقع في محيط أبراج الفيروز، غرب مدينة غزة، وأراض زراعية في مختلف مناطق القطاع، بينما ما تزال البحرية الإسرائيلية تقصف ساحل غزة بقذائف صاروخية، وتطلق مدافع الاحتلال قذائفها بشكل عشوائي صوب أراضي الفلسطينيين بالقطاع.
في حين ما تزال فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل تحقيق انتصاراتها المهمة؛ حيث ردت بصواريخها تجاه قلب الكيان المحتل ردا على المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الحربية، أمس، باستهداف سوق وسط مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، وهي منطقة حيوية ومكتظة بالسكان، مما خلف القصف الإسرائيلي عددا كبيرا من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال.
بينما أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، نقلا عن وزارة الصحة بحكومة الاحتلال، ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية لدى الاحتلال، إلى 900 قتيل و2500 جريح بنيران المقاومة الفلسطينية، فضلا عن ارتفاع عدد قتلى وحدة “يمام” الخاصة إلى 7 قتلى.
وفي وقت سابق أمس، قال الناطق العسكري باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، إن قصف الاحتلال على قطاع غزة أدى إلى مقتل 4 من أسرى الاحتلال واستشهاد آسريهم من مقاتلي القسام، مؤكدا أن مقاتلي القسام تمكنوا من اقتياد مجموعة جديدة من الأسرى الإسرائيليين في اليوم الثاني من بدء العملية، والعبور بهم إلى قطاع غزة.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة “حماس”، عبد اللطيف القانوع، أن الاحتلال الصهيوني ما يزال يعيش حالة الصدمة ويفقد صوابه ويرتكب جرائم بحق الإنسانية من خلال استهداف وقتل عشرات المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء وتدمير الأبراج والمساجد.
وقال القانوع، في تصريح له أمس، إن “الكيان الصهيوني المجرم يحاول من خلال ما يقوم به من جرائم حرب ترميم معنويات جيشه وجنوده المنكسرين وانتزاع صورة وهمية بعد ضربات أبطال النخبة القسامية وقتلهم وأسرهم جيشه وقطعان مستوطنيه”.
وأوضح أن المجتمع الدولي ما يزال يقف متفرجا بل وعاجزا عن إعلان موقفه أمام جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين ويكيل بمكيالين فيما يتعلق بعدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني.

نادية سعد الدين/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة