الاستثمار في ملاعب كرة القدم.. هل يعد فكرة ريادية لإثراء الكرة الأردنية؟

ظهرت في الفترة الأخيرة، أحاديث مصدرها الوسط الرياضي المحلي، تتحدث عن فكرة ريادية جديدة لم يسبق وأن تم تطبيقها في ملاعب كرة القدم الأردنية، تتمثل في إمكانية الاستثمار في ملاعب كرة القدم الرئيسية، أملا في أن ينعكس ذلك إيجابا على المستثمر والمستفيدين من هذا الاستثمار، ما يعني استفادة الكرة الأردنية بشكل عام من مثل هذه المشاريع التي ما تزال على الورق وقيد الدراسة.

مع بداية الموسم الكروي الحالي، كشف أحد المسؤولين في أحد الأندية المتميزة في دوري المحترفين، عن البدء في فكرة استثمار أحد الملاعب الرئيسية الكبرى في المملكة، قبل أن تصطدم هذه الفكرة بالعديد من العوائق، منها الروتين التقليدي في العمل وطريقة التعامل مع مثل هذه الإجراءات، والذي لا يحفز على الاستثمار نتيجة كثرة المطالب والمعيقات.

المسؤول الذي كان وقتها يتحدث لـ”الغد” عن هذه الفكرة، كشف أن التوجه يقضي باستثمار الستاد الكبير، بحيث يتولى النادي الإشراف على صيانة الملعب وتهيئته بشكل احترافي، خاصة فيما يتعلق بأرضيته المزروعة بالعشب الطبيعي، مقابل أن يحظى فريق الكرة في النادي بتدريبات مستمرة وبعدد محدد على مدار الأسبوع.
المسؤول الذي كان متحمسا ويستعد للإعلان رسميا عن هذه الفكرة، عاد وفترت عزيمته وهمته، بعدأن اصطدم ببعض المعيقات.
رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، وخلال زيارته الأخيرة لـ”الغد”، يوم الأحد الماضي، وعند سؤاله عن إمكانية تشييد ستاد رئيسي جديد في الأردن، ليكون بديلا لستاد عمان، تحدث عن تشجيعه لقيام مستثمرين بتطبيق هذه الفكرة، في مؤشر على إمكانية تفكير الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال بهذا المشروع الرياضي الكبير الذي يخدم المستثمر نفسه، كما يخدم كرة القدم الأردنية.
وتكمن فكرة الاستثمار في الملاعب، في قيام مؤسسات أو شخصيات أو شركات، بتشييد ملعب كرة قدم، أو تولي الإشراف على ملعب جاهز، بحيث يكون هذا الملعب نموذجيا في كل تفاصيله، ليخدم المنتخبات والأندية، مقابل عوائد بمختلف أشكالها للمستثمر بطريقة أو بأخرى.
ويرى متحدثون أن الرياضة تحولت من هواية إلى صناعة، ما يعني دخولها في عالم الاستثمار بشتى الأساليب والطرق، بما في ذلك استثمار المنشآت الرياضية.
وعاشت أكثر من دولة حياة الاستثمار في الملاعب الرياضية الكبرى، ولكن بمساعدة وزارة الرياضة أو الشباب التي تقوم بتسهيل مهمة الراغبين بالدخول في مثل هذه الاستثمارات، خاصة بالتعاون مع الشركات والمؤسسات، حيث لعبت البنوك في تلك الدول، دورا مهما في عملية الاستثمار في الملاعب الكبرى.
ويقول نجوم في المنتخب الوطني لكرة القدم ممن مثلوا المنتخب في نهائيات آسيا العام 2004 في الصين، إن المدير الفني للمنتخب في تلك الفترة محمود الجوهري، كان يتحدث بإمكانية الاستثمار في المنشآت الرياضية بالأردن بشكل كبير، من خلال اقتراح أن تقوم وزارة الشباب أو شركات ومؤسسات حكومية أو خاصة، ببناء منتجع رياضي متكامل (فندق وملعب ومنشآت رياضية أخرى) في مدينتي العقبة وعجلون، بحيث تستطيع المنتخبات الوطنية لكرة القدم أو الأندية، أو حتى المنتخبات العربية والأجنبية، إقامة معسكراتها التدريبية شتاء في العقبة وصيفا في عجلون، وسط أجواء وطقس مثالي، الأمر الذي يخدم الكرة الأردنية بشكل خاص، والسياحة والاقتصاد الأردني بشكل عام.
ويرى نجم نادي الجزيرة السابق مازن الصغير، أن الاستثمار في الملاعب، يعد فكرة ريادية، توفر للاعبين ملاعب مثالية ونموذجية تستفيد منها المنتخبات الوطنية والأندية، كما تستفيد منها أيضا الجهات المستثمرة، متمنيا أن تشهد الفترة القليلة المقبلة تجسيد هذه الفكرة على أرض الواقع.
واعتبر الصغير أن الرياضة أصبحت صناعة، ولا بد من إدراك ذلك في الأردن، لنتمكن من التقدم والتطور بحثا عن الوصول إلى أعلى المراتب الكروية.

خالد الخطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة