الانفتاح على القارة الأفريقية.. ثمار اقتصادية تنتظر القطاف

الصادرات من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها كافة الدول في تحقيق النمو الاقتصادي، إذ تلعب دورا كبيرا في تحقيق تحقيق النمو الاقتصادي، فهي مصدر أساسي للحصول على العملات الأجنبية، وخلق فرص العمل والمساهمة في جذب الاستثمار الأجنبي والمحلي كما تعتبر المحرك الرئيس للتنمية.
وحققت الصادرات الوطنية الاردنية خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام الماضي 2022، قفزات كبيرة وواضحة إذ بلغت قيمتها 7462.7 مليون دينار، بارتفاع نسبته 37.0 في المائة مقارنة مع ذات الفترة من عام 2021.
وفي ظل هذا المناخ الإيجابي للصادرات الوطنية، يبدو من المهم العمل على توسيع رقعة صادراتنا، والبحث عن أسواق جديدة خاصة الأفريقية منها، والزاخرة بالفرص التصديرية الواعد، لما لذلك من أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني.
وكان الأسبوع الحالي قد شهد حراكا اردنيا، دبلوماسيا، واقتصاديا واضحا، مع عدة دول افريقية منها الجزائر وروندا وغينيا بياسو.
ورحب خبراء اقتصاديون بالتوجه الأردني مؤخرا صوب السوق الأفريقي التي تعد من الأسواق الواعدة في العالم والتي تشهد تمددا غير مسبوق.
وبين هؤلاء الخبراء أن الفوسفات، والبوتاس، والاسمدة، والصناعات الكيماوية الدهانات، والصناعات البلاستيكية والعسكرية الخفيفة من أكثر السلع التي يمكن تصديرها إلى القارة السمراء، موضحين أن استفادة الأردن لا تقتصر على هذه السلع إنما تشمل منتجات وخدمات أخرى مختلفة في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والتدريب المهني يمكن للاقتصاد الأردني الاستفادة منها.
ودعا هؤلاء إلى ضرورة الاستفادة من العلاقة بين الأردن والجزائرأ التي يمكن من خلالها تحقيق فرص تصديرية واقتصادية متكافئة كاستيراد النفط، والغاز منها مقابل تصدير السلع الدوائية البلاستيكية الكيماوية إليها، إضافة إلى أنه يمكن الاستفادة من الجزائر كقاعدة للوصول إلى الدول الأفريقية، ولذلك من المهم تدشين خط بحري بين البلدين يكون قادرا على استيعاب أكبر قدر من الصادرات الأردنية.
وفي تصريحات للغد، قال نائب رئيس الوزراء الأسبق والخبير الاقتصاد جواد العناني، يجب الاستفادة من الفرص التصديرية التي تتوفر للصناعات الاردنية في بعض الدول الأفريقية، خاصة التي لها قدرات زراعية وتحتاج إلى الاسمدة فلذلك من المهم الاهتمام اردنيا بالتحول إلى الصناعات الكيماوية المعتمدة على الفوسفات، والبوتاس لتصديرها لهذه الدول.
وبين العناني أن الانفتاح على القارة الأفريقية، لا يختصر على الفوائد التصديرية، إنما هناك منتجات وفرص اقتصادية كبيرة في مجالات الصحة والتعليم والتدريب المهني، يمكن أن يقدمها الأردن للكثير من البلدان الأفريقية، لا سيما في شرق القارة كدول تنزانيا وإثيوبيا وكينيا والصومال، إضافة إلى بعض دول الغرب الأفريقي وفي كل هذا انعكاس إيجابي على الاقتصاد الوطني.
ولفت العناني إلى أهمية توسيع العلاقات الاقتصادية، مع بلد أفريقي كبير كالجزائر الذي بقيت العلاقات الاقتصادية معه محصورة في بعض السلع خاصة الدوائية، وضرورة الاستثمار في العلاقة الجيدة بين قيادتي البلدين، اذ يمكن أن تشكل الجزائر قاعدة مهمة للانطلاق الصادرات الاردنية نحو القارة السمراء.
بدوره، أكد الخبير الاقتصادي مفلح عقل، بأن السوق الأفريقي سوق واعد وكبير جدا، ومن المهم استهدافه وتسويق منتجاتنا في داخله، وجيد الحرص الأردني على التوجه نحوه مؤخرا، مبينا بأنه في حال الوصول اليه سيجني منه الاقتصاد الأردني فوائد جمة.
ونوه عقل بأن دخول السوق الافريقي يحتاج إلى جهود كبيرة من أجل المنافسة به، فهو مؤخرا بات محط اهتمام عديد الدول، فهو من الأسواق المزدحمة بالقوى الاقتصادية الكبيرة التي تتنافس في داخله خاصة الصين الولايات المتحدة الأميركية إضافة إلى روسيا ويعض الدول الأوروبية.
وأوضح عقل بأن هناك فرصا واعدة للصادرات الأردنية المتعلقة بالكيماويات، والدهانات والاسمدة والبوتاس في ظل توسع النشاط الزراعي في بعض دول القارة، مشددا على ضرورة الاهتمام بالوصول إلى دول كبيرة في القارة كإثيوبيا التي تعد إحدى اكثر الدول تقدما وانفتاحا على المستوى الاقتصادي.
وأشار عقل بأن هناك علاقات اقتصادية واستثمارية قديمة للأردن مع الجزائر، يجب البناء عليها من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الدول الأفريقية عبرها، وهذا يتطلب السعي لاقامة خط بحري بين البلدين يكون قادر على استيعاب مختلف المنتجات والصادرات بينهم بما في ذلك المشتقات النفطية والغاز التي تتوفر عليها الجزائر.
من جانبه بين أستاذ الاقتصاد في جامعة اليرموك قاسم الحموري، بأن أي اقتصاد في دولة يبحث عن أسواق جديدة لصادراته لما لها من قدرة على زيادة العائدات المتحققة إضافة إلى توفير التكاليف كلما زادت ونمت هذه الصادرات عادا على أنه يسمح بتوسع الصادرات، ووصولها إلى عدد أكبر من الأسواق.
وأشار الحموري إلى أن السوق الافريقي، يعتبرأحد أهم الأسواق الواعدة في العالم حاليا، ويتمدد بشكل كبير ولذلك نرى تركيزا أردنيا واضحا للوصول إليه، ويمكن للصادرات الأردنية تغطية حاجاته في ما يتعلق بالصناعات الكيماوية، والزراعية والبلاستيكية المختلفة ويعض الصناعات العسكرية البسيطة.
ودعا الحموري إلى ضرورة الاستفادة من العلاقة الاقتصادية بين المملكة والجزائر التي لها خصوصية واضحة ويمكن تحقيق بعض الصفقات المتكافئة في التجارة الخارجية بين البلدين، استيراد النفط والغاز الطبيعي مقابل تصدير الأردن السلع الدوائية البلاستيكية لها.

الغد/ عبدالرحمن الخوالدة

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة