الباني والنهضة القرشي الهاشمي // غيث بلال محمود بنى عطا

الحُسينُ نُورُ قُرشي ما غابَ عن عُيون الذين عرفوا جوهرتهُ اللامعةُ بهيبته الظاهرةِ، وحكمتهِ الحاضرةِ دوماً فهو سليلُ بني هاشم و حاملُ شعلةً لا تنطفئ من قبسِ الأجداد وما زالَ الأحفاد يحملونَ وصاياهُ، و حُلمه و رؤيتهُ الثاقبة فهو الحارس والجندي و القائد .
الحُسين هو الأب لكل من مرَ بهِ، و من التقى به، و من شاهدَ وسمعَ أفعالهُ ففي كُلِ حجرٍ ، ومكان و زمان لهُ لمستهُ التي لا تُمحىَ و ظلهُ وشمسُ مُحياهُ لا تعرفُ لغةَ الغروب فإن غابَ الجسّد تبقى الروح حاضرةً و فعلهُ و أقوالهُ شاهدةً تُنيرُ الدجى لكُلِ تائهٍ في دروبِ الحُكم و الحياة و الحكمةِ و متاهات السياسة من فيضِ حنكتهِ و بأسهِ و نظرهِ البعيد .
الحُسين ليس ملكً فحسب بل قدوةً، و بنى الوطن، وقاد الشعب في وسط أمواجٍ مُتلاطمة يتحدىَ المُستحيل لينهض بعد كُل أزمة كالأسد القوي، وتاجُ المُلك ووقارُ الهاشميين يُزينُ جبهتهُ، و ضحكتهُ و في صوتهِ هيبةٌ تفوق وصف الكلمات، و ما رحل حتى ترك لنا الملك عبدالله الثاني الحُسين ليُكمل مسيرةً لا تنقطع ورايةً خفاقةً في حُبّ الوطن، و الجيش، و شعب النشامى الأبي .
بقلم / غيث بلال محمود بنى عطا

