البحر الميت: إغلاق شواطئ عامة مخدومة تطيح بأحلام التنزه

– مع بدء الموسم السياحي في الاغوار بخاصة في منطقة البحر الميت، تغيب عن المتنزهين ذوي الدخل المحدود شواطئ عامة مخدومة ومنتجعات بسبب إغلاقها، عدا عن عدم نظافة المناطق المحدودة المتاحة لتنزههم، والتي تنتشر فيها الاشجار الشوكية وغيرها من المنغصات التي تسرق متعتهم بالتنزه.
وعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة وتحسن الأجواء، فإن عددا كبيرا من المتنزهين يرتادون المنطقة في عطلة نهاية الاسبوع، وهذا مؤشر الى بدء الموسم السياحي الشتوي، لكن غالبية المتنزهين يتطلعون الى تحسين أوضاع النظافة العامة، وتقليم الأشجار على جانبي الطرق وتأهيل الشواطئ العامة في نطاق البحر الميت، وهي التي تشهد إقبالا كبيرا من المتنزهين.
يقول متنزهون “إن وجود مشاريع سياحية كبيرة على شاطئ البحر الميت، لا تخدم إلا نسبة قليلة من الزوار والسياح الذين يستطيعون تحمل كلف دخول هذه المنتجعات، فيما يضطر غالبية ذوي الدخل المحدود، الى ارتياد أماكن غير مؤهلة”.
وأشاروا الى أن أهمية المنطقة السياحية، تتطلب تكثيف الجهود كافة، لتوفير المقومات الأساسية لنجاح المنتج السياحي، كتطوير المنطقة وتوفير المقومات اللازمة لها، لاستقطاب السياحة الداخلية والاستفادة من الميزات التي تنفرد بها المنطقة الغورية في فصلي الشتاء والربيع.
وأكد محمد الجعارات، أن اعتياد المواطنين قضاء أيام العطل على جوانب الطرق والشواطئ العامة، أدى الى ظهور مشاكل بيئية كثيرة، وأضر بسمعة المنطقة كوجهة سياحية عالمية.
واضاف الجعارات، أن المنطقة التي تعد وجهة الأردنيين الأولى خلال الشتاء والربيع، بحاجة ماسة لمزيد من الاهتمام والرعاية، وتوفير أماكن مخدومة لاستيعابهم.
وبين ان اغلاق منتجع شاطئ عمان السياحي الذي كان يوفر الخدمات اللازمة لذوي الدخل المحدود، سيضاعف من حجم المشكلة، إذ إن معظم السياح سيضطرون لارتياد المناطق غير المؤهلة، أكانت الشواطئ او جوانب الطرق الرئيسة.
وأوضح أن جوانب الطرق، باتت غير لائقة للجلوس بسبب كثافة الاشجار الحرجية، بخاصة اشجار السلم الشوكية، والتي تؤذي المتنزهين، فضلا عن انتشار النفايات على امتداد هذه الطرق، لعدم وجود حاويات قمامة.
ورأى زوار أن افتتاح متنزه سمو الأمير حسين، أوجد حلولا لبعض المشاكل، التي تعاني منها المنطقة، كعدم توافر دورات مياه (حمامات) والأماكن المؤهلة للجلوس، “إلا أن بعد المتنزه عن البحر، سيدفع بالكثير من السياح الى ارتياد المناطق الشاطئية غير المؤهلة، أكانت للسباحة أو للاستجمام أو حتى للعلاج بالمياه المالحة، ما سيعيد الى الواجهة ظاهرة انتشار النفايات”.
وكشف أحمد حسن، أن المنطقة بحاجة الى اهتمام أكبر من الجهات المعنية، بخاصة مع بدء الموسم السياحي الشتوي؛ إذ يقصد عدد كبير من الزوار المنطقة، ويبحث معظمهم عن أجواء طبيعية في ظلال الأشجار، لافتا الى أن هذا الأمر يستوجب تأهيل منطقة الشوارع الرئيسة في المحافظة، ونظافتها وتقليم أشجارها، لتمكين الزوار من الاستفادة منها.
ويطالب الجعارات وحسن، الجهات المعنية بتقليم الأشجار على جانبي شارع البحر الميت، الذي يعد من أهم الأماكن التي تستقطب السياحة الداخلية أيام العطل، وكذلك تأهيل شاطئ عام على البحر الميت، بإتاحة المجال لذوي الدخل المحدود، لقضاء أوقاتهم دون الحاجة لدفع مبالغ تفوق مقدرتهم المادية.
وبين الرئيس التنفيذي لجمعية اصدقاء البحر الميت زيد سوالقة، ان الموسم السياحي المقبل، سيشهد تحديات كبيرة نتيجة عدم وجود اماكن مؤهلة لاستقبال الزوار والسياح، بخاصة في المنطقة الشاطئية.
وأوضح ان منتجعات كانت توفر خدمات بأسعار مناسبة، اغلقت ابوابها نتيجة جائحة كورونا، ولم توجد بدائل إلى الآن، إذ إن “هذا الأمر، دفع بالمتنزهين للاقبال على الشواطئ المفتوحة برغم خطورة ارتيادها، أكان ذلك لعدم وجود طرق معبدة، او لعدم وجود اي خدمات تذكر”، وفق السوالقة الذي أشار إلى ان هذا الوضع، سيخلق مشكلة بيئية نتيجة تراكم النفايات، وعدم وجود جهة تحمل على عاتقها مسؤولية تنظيف الشواطئ.
وأوضح ان الجمعية تعكف حاليا على بناء شراكات مع الجامعات ومؤسسات المجتمع المدني، للقيام بحملات نظافة للشواطئ، مشددا على ضرورة تأهيل شاطئ عام بأسعار رمزية للمتنزهين، تتوافر فيه المرافق الصحية والنظافة والطرق المعبدة وغيرها من الخدمات.
من جانبه، بين مدير متنزه الأمير حسين المهندس سائد كريشان، أن المتنزه يوفر بيئة مناسبة للسياح من ذوي الدخل المحدود، كون رسوم دخوله مجانية، لافتا إلى انه يضم ما يعزز السياحة، كالجلسات العائلية المظللة والمقاعد وأماكن الشواء، ومناطق لعب الأطفال، والمرافق الصحية، وحاويات وسلال القمامة. وأضاف ان بعد الموقع عن الشاطئ، يدفع كثيرا من الراغبين بالسباحة والاستجمام إلى ارتياد الشواطئ المفتوحة، حتى وان كانت غير مخدومة، مشددا على ضرورة زيادة الوعي لدى الزائر بالحفاظ على نظافة المنطقة السياحية.
بدوره، اكد مصدر مطلع في هيئة المناطق التنموية، انه وضعت خطط من اهم اولوياتها؛ توفير بيئة سياحية آمنة ونظيفة لجميع شرائح المجتمع، بما فيها ذوو الدخل المحدود، مضيفا انه جرى توقيع اتفاقيات لتأهيل شواطئ عامة، تتوافر فيها الخدمات كافة.
يذكر أن الموسم السياحي في الأغوار، يمتد من تشرين الأول (أكتوبر) ويستمر إلى نهاية نيسان (ابريل) سنويا.

حابس العدوان/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة