“البندورة” غائبة عن موائد أسر كركية لارتفاع الأسعار

الكرك – ارتفعت أسعار الخضار بالسوق المركزي بمحافظة الكرك بشكل وصف بـ”الكبير”، اذا ما قورن بهذه الفترة من الموسم، في وقت ارجع فيه مزارعون وتجار خضار هذا الارتفاع إلى تراجع المساحات المزروعة بالاغوار الجنوبية وموجات الصقيع التي اضرت بالمزروعات.
ويؤكد مزارعون إن الفترة الحالية تشهد انخفاضاً بكميات الانتاج الزراعي وخصوصاً محصول البندورة، بسبب تراجع المساحات المزروعة للموسم الحالي، اضافة إلى تأثر المحصول بموجات الصقيع والرياح التي ضربت مناطق الاغوار الاردنية وادت إلى تلف العديد منها.
وكان وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، زار منطقة الاغوار الجنوبية نهاية الشهر الماضي والتقى عددا من المزارعين بحضور نواب المنطقة واتحاد المزارعين.
وأكد الحنيفات حينها على توجيه الزراعة في الأغوار الجنوبية إلى زراعات النقص أو زراعات الندرة، مشيرا إلى ضرورة خروج المزارع من المربع التقليدي في الزراعة نظرا للظروف الإقليمية التي خلقت اختناقات تسويقية.
وقال إن الوزارة عملت على استملاك 130 دونما لغايات إنشاء مجمع صناعات غذائية زراعية، تشمل المركزات والتجفيف والتبريد، لافتا إلى ضخ 35 مليون دينار لمحفظة الإقراض الزراعي بغية منح قروض دون فائدة ولقطاعات مختلفة.
وبين أن الوزارة عملت على دراسة احتياجات السوق للأعوام المقبلة، وركزت على المساحات والكميات التي يجب توفرها لتوجيه وإرشاد المزارعين للتوجه نحو الزراعات المهمة، مثل الفول والثوم والبصل والفواكه الاستوائية والسمسم ومحاصيل النقص في الأسواق، حيث ستعمل الوزارة على متابعة المزارعين الملتزمين بالخطة، وتوفير الحماية المناسبة من خلال دراسة الكميات في الأسواق، وتحديد الاستيراد بما يتناسب مع حجم الإنتاج.
ويجمع مواطنون وتجار خضار على ان اسعار الخضار والفواكة المحلية ارتفعت بشكل ملحوظ وخصوصا قبيل شهر رمضان المبارك، حيث شهدت اسعار البندورة ارتفاعا كبيرا وصل سعر الكيلو منها إلى حوالي دينار، وسعر كيلو الخيار إلى دينار و35 قرشا، وسعر الباذنجان دينار والزهرة 90 قرشا، اضافة إلى ارتفاع اسعار مختلف اصناف الخضار المنتجة محليا في الاسواق وسوق الخضار المركزي بالمحافظة.
وعلى عكس توقعات العديد من المزارعين في الأغوار الجنوبية، فإن هذا الوقت من كل عام كانت اسعار الخضار تشهد انخفاضا ملموسا وخاصة محصول البندوة، ما دفعهم الى خفض المساحات المزروعة هذا الموسم الامر الذي ادى الا تراجع كميات الانتاج مع ما الحقته موجات الصقيع بالمحاصيل.
ويشكو مواطنون من ارتفاع في أسعار الخضار الاساسية التي تعتمد عليها موائد الاسر الأردينة بشكل اساسي كالبندورة والبطاطا، في وقت يقدر البعض ان البندورة ستغيب عن موائد الاسر اذا ما استمر ارتفاع الاسعار الجنوني.
ويقول علي محمد ان اسعار البندورة زادت على 80 قرش وهو سعر وصفه بـ”الجنوني”، لافتا الى ان استمرار الاوضاع كما هي عليه يعني غياب العديد من الخضار الاساسية عن موائد الاسر خاصة قبيل وخلال رمضان.
واكد المزارع ياسر محمد بأن أسعار الخضراوات، وتحديدا البندورة، ارتفعت مؤخرا بشكل كبير، وجرى بيع الكميات المنتجة منها لأسواق مختلفة بأسعار بلغت للصندوق الواحد بين ثلاثة واربعة دنانير، حسب نوعية المنتج وكميته في الصندوق.
وأشار إلى أن هذه الأسعار لم تكن موجودة مع بداية موسم الخضراوات، بحيث كانت الاسعار في حدود دينار ونصف دينار فقط للصندوق.
وكانت مساحات واسعة من مزارع الخضراوات في الاراضي الزراعية بالاغوار الجنوبية قد أهملت في منتصف الموسم الماضي، وتحولت الى مراع للمواشي، بعد اصابة المزارعين بالإحباط واليأس من امكانية تحسن أسعار الخضراوات التي انخفضت مع بداية الموسم، وتهاوت على نحو كبير في الأسابيع الأخيرة منه، ليصل فيها سعر صندوق البندورة إلى أقل من 30 قرشا.
وقال رئيس جمعية التنمية المحلية في الأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، إن تراجع كميات الانتاج للخضار بالاغوار الجنوبية بدء منذ منتصف الموسم بسبب انخفاض المساحات المزروعة من قبل المزارعين، لافتا إلى إن الأسعار كانت متدنية مع بداية الموسم، ومنذ ان نشط المزارعون في القطاف، كانت الأسعار في مستوى منخفض، وفقا لعمليات التسويق في الأسواق المركزية والفرعية.
ولفت إلى ان الاسعار ارتفعت بشكل كبير وغير معقول مع توقف أو تراجع الانتاج بالأغوار الجنوبية لأنها المنطقة الوحيدة التي يتم فيها زراعة المحاصيل في هذه الفترة من العام، مشيرا إلى ان بعض المزارعين ما يزال لديهم مساحات صغيرة تنتج كميات قليلة من الخضار بأسعار مرتفعة ليست في متناول غالبية المواطنين.
وأشار إلى أن محاصيل الخضراوات المختلفة، خاصة البندورة والكوسا والباذنجان والزهرة وغيرها، ارتفعت اسعارها بشكل كبير منذ اكثر من اسبوع في الاغوار الجنوبية، بسبب عدم وجود كميات كبيرة من الإنتاج، لافتا الى ان ذلك يعني استفادة بعض المزارعين بسبب ارتفاع الاسعار.
وأكد أن المزارعين، كانوا يأملون بأن تكون الاسعار جيدة في هذا الموسم، لتعويض خسائر الموسم الماضي، لكن ومع بدء الانتاج راوح سعر الصندوق الواحد للبندورة وزن 9 كغم بين 70 قرشا الى دينار في أحسن الاحوال، ما يعني عدم تحصيل المزارع لكلفة الانتاج، في حين ان سعره الآن يزيد عن اربعة دنانير.
واشار تاجر الخضار والفواكة بالكرك احمد المعايطة ان اسعار الخضار والفواكة ارتفعت مؤخرا بشكل كبير في السوق، وخصوصا البندورة والخيار والباذنجان وغيرها من الخضار التي تزرع بالأغوار الجنوبية.
وطالب المزارع علي العشيبات بضرورة ان يتم بحث مشكلة الإنتاج والتسويق لمنتجات الخضراوات والفواكه من الأغوار الجنوبية جديا من المزارعين أنفسهم أولا، وعبر الأجهزة المعنية في الحكومة، وهي المشكلة التي تظهر كل موسم مع بدء الانتاج بالاغوار الجنوبية.
وتشير إحصائيات مديرية زراعة الأغوار الجنوبية، إلى أن المساحات الزراعية بالأغوار الجنوبية تقدر بحوالي 55 الف دونم، تزرع منها 35 الف دونم كل موسم، بمحاصيل البندورة والخضراوات الاخرى ونحو 12 ألف دونم بمحصول العنب ونحو 4 آلاف دونم بالموز.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.