الجاهة والجاهات في مجتمعنا …ضرورة …. ام استعراض/ د. رياض خليف الشديفات

=

وجهة نظر مع دعوة إلى التخفيفالوجاهة والوجهاء في المجتمعات الإنسانية نعمة من الله تعالى على الناس للحفاظ على العلاقات الاجتماعية، وللمحافظة على الوئام والسلام بين أفراد المجتمع، والوجاهة ضرورة اجتماعية يعرف أهميتها أفراد المجتمع بحسب العرف الاجتماعي السائد في المجتمع الأردني لقدرتها على حل غالب المشكلات الاجتماعية في المجتمع، وتوظيف الجاه في الإصلاح بين الناس من الأمور المندوبة في الشرع الإسلامي وثوابها يفوق ثواب الصلاة والصوم التطوع .وللوجيه صفات قيادية نادرة لا يمتلكها إلا فئة قليلة من الناس، وللجاه والوجاهة زكاة اجتماعية توظف في الإصلاح بين الناس وحل المشكلات عند حدوثها وإصلاح ذات البين “وهذه الصفات يهبها الله لبعض الناس كما في قوله ” وجيهاً في الدنيا والآخرة “.والوجهاء في المجتمع نوعان: وجهاء حقيقيون يمتلكون صفات اجتماعية وقيادية تمكنهم من القيام بالمهمات الإصلاحية والاجتماعية ،وفي قيادة المجتمع نحو الخير والصلاح والمحافظة على العادات والتقاليد العربية والإسلامية السليمة، والنوع الثاني من الوجهاء وجهاء بدمغة ماركة ” تقليد ” من غير صفات حقيقية يتسلقون الوجاهة طلباً للظهور الاجتماعي، وهذا الصنف الثاني كثر وتكاثر على حساب الصنف الأول ” الوجهاء الحقيقيون “.أما الجاهات في المجتمع فهي نوعان أيضاً: جاهات ضرورية تستدعيها ضرورات المجتمع عند وجود مشاجرات مجتمعية، حوادث سيارات، سوء تفاهم وخلافات بين الناس، مشكلات اجتماعية بعناوينها المختلفة، والنوع الثاني : جاهات استعراضية مبالغ فيها خرجت عن الهدف من حيث عدد الوجهاء، وعدد المستقبلين، وعدد الحضور، والاستعدادات والكلفة، وحضور الإعلام والتصوير ونوعية الضيافة، وعدد المتحدثين، ونوعية الحديث والخطاب، والنفاق الاجتماعي ومحاولات ركوب موجه الوجاهة بشواهد نشهدها ونلاحظها في الجاهات التي تتكرر كل يوم في مجتمعنا الأردني.وفي هذا المقال الاجتماعي أدعو إلى التخفيف في الجاهات من حيث عدد الوجهاء والحضور والهدف من الجاهة بقدر ما تستدعيه الحاجات الاجتماعية ونوعية المشكلات الاجتماعية، ومن خلال الوجهاء الذين عُرف عنهم العدل والحكمة وسلامة الخطاب والقدرة على رأب الصدع بين الناس ، ولا داعي لعمليات الاستعراض الاجتماعي على حساب الأزمات الاجتماعية ومأسي الآخرين ، ولا داعي للمبالغة في الجاهات الاجتماعية بمناسباتها المختلفة ، ولا داعي لصناعة ظواهر اجتماعية جديدة ، ولا داعي لصناعة وجهاء تقليديون ، وضرورة صناعة وجاهات اجتماعية قادرة على القيام بدورها الاجتماعي ، والله المستعان .
 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة