الجرشيون يودعون المهرجان.. وشكاوى من تواضع الخدمات العامة

جرش– يودع جرشيون مهرجان مدينتهم للمرة 36 بعد ان اختتمت نشاطاته أول من أمس، مع حنين استقباله مجددا العام المقبل، فيما ذكريات تواضع الخدمات المقدمة للمدينة ومدى استفادة الجرشيين أثناء إقامة المهرجان حاضرة في الاذهان، وسط مطالبات بضروة رفع سويتها للتتناسب وحجم الفعالية.
فعلى مدى الأسبوع الماضي، تواجد بشكل يومي في محيط وداخل الموقع الأثري الذي تقام فيه فعاليات المهرجان أكثر من 25 الف زائر، ما شكل ضغطا وصفه جرشيون بـ”الكبير”، على شوارع المدينة التي كانت تتحول لمواقف للمركبات وتتسبب بأزمة مرورية خانقة يوميا.
ووفق جرشيين، فإن أزمة مواقف مركبات زوار المهرجان مشكلة تتكرر وعمرها من عمر المهرجان، فيما تتواصل المطالب بضرورة حلها، الا أنه ومع انتهاء المهرجان تهمل المطالب.
في مشهد آخر، يثير جرشيون استياء جراء ما يعتبرونه بـ”تواضع الخدمات” المقدمة أثناء تنظيم المهرجان، فتزداد مشكلة تراكم النفايات في محيط الموقع الأثري والأحياء القربية منه، فيما يطالب سكان بضرورة تزويد المدينة بعمال وطن وآليات أثناء إقامة مهرجان جرش.
يقول الناشط أحمد القادري إن فترة إقامة المهرجان باتت تعد فترة مقلقة بالنسبة لغالبية الجرشيين، نتيجة الأزمات المرورية والضغط على مختلف الخدمات ومنها التزويد المائي، فضلا عن تراجع مستوى النظافة في البلدات والأحياء السكنية لتزويد الموقع الأثري بمئات العمال لجمع أطنان من النفايات يوميا.
وأوضح أن المهرجان في دورته 36 يجب أن يكون بتنظيم أفضل وإدارة تركز على السلبيات وتقوم بمعالجتها لاسيما وأنها تتكرر سنويا وهي نفسها وتنعكس سلبا على المجتمع الجرشي.
وقال القادري، إن أحد مواقف السيارات التي حددتها بلدية جرش الكبرى هو مجمع القيروان للنقل العام، كونه لا يشهد إقبالا بسبب عدم رغبة مشغلي وسائط النقل على استخدامه، إلا ان المسافة بين المجمع وأقرب مدخل للمدينة الأثرية يزيد على 800 متر وهي مسافة طويلة جدا بالنسبة للزوار.
غير انه اوضح ان المجمع قريب من احدى بوابات الموقع الأثري التي لا تبعد أكثر من مسافة 50 مترا عن ولكنها مغلقة أمام الزوار، متسائلا لماذا لا يتم فتحها خلال فترة المهرجان لتمكين استخدام المجمع كمواقف لمركبات الزوار.
وقال مؤيد العتمات من سكان جرش إن فترة المهرجان يتراجع خلالها التزويد المائي وينقطع في العديد من الأحياء السكنية وهو الوضع الذي إعتاد عليه الجرشيون، فضلا عن الأزمات المرورية التي تتعرض لها الطرق الرئيسة من وقت بدء الفعاليات مع أول ساعات المساء وحتى ساعات الفجر الأولى، فضلا عن الاصوات والضجيج في المدينة وإنقطاع متكرر للتيار الكهربائي.
وأكد أن مهرجان جرش من الأحداث الثقافية على مستوى عالمي وقد ارتبط بمدينة جرش والموقع الأثري ارتباطا وثيقا ويقام فيها منذ 36 عاما، وبعد هذه الفترة الطويلة يجب أن يكون مستوى تقديم الخدمات اللوجستية للمدينة اثناء استضافتها للمهرجان بصورة أفضل من الوضع الحالي، لاسيما وان بلدية جرش تضطر في فترة المهرجان الى تجنيد عمال الوطن داخل الموقع وترك الأحياء السكنية بأدنى عدد، ما يؤدي إلى تراكم أطنان من النفايات داخل الأحياء السكنية.
بدوره، قال مدير موقع المهرجان ومدير آثار جرش محمد الشلبي إن مديرية الآثار بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى قامت باستخدام ما يزيد على 200 عامل وطن بالموقع الأثري من أجل السيطرة على وضع النظافة داخل الموقع، حيث يعمل هذا العدد من العمال بنظام الشفتات وهم موجودون على مدار الساعة داخل الموقع للسيطرة على وضع النظافة بالتزامن مع دخول أكثر من 25 الف زائر يوميا إلى موقع المهرجان.
وأكد أن الكوادر تعمل بالموقع منذ لحظة انتهاء فعاليات المهرجان لغاية تنظيف الموقع، لاسيما وأن بعض الزوار يتركون وراءهم نفايات صلبة وسائلة في الموقع، وهو موقع اثري ويرتاده السياح ما يستوجب ديمومة النظافة فيه.
واوضح ان الساحة الرئيسة وشارع الأعمدة وهي مواقع خصصت لعرض وبيع المواد المختلفة من قبل مشاركين بالأعمال الحرفية والمنتجات الشعبية ومنها مواد غذائية يتم تجهيزها بالموقع مثل طهي الحلوى الشعبية.
وتابع ان البعض لا يلتزم بتعليمات الآثار من حيث طريقة التعامل مع المواد الغذائية للحفاظ على الحجارة والآثار، وهي أضرار تتم السيطرة عليها بدقة ومهنية عالية للحفاظ على الموقع مثل سكب المشروبات على الحجارة وترك المخلفات الصلبة خلفهم وعدم الالتزام بإلقاء النفايات بالحاويات.
وأوضح أن الكوادر بدأت بإزالة الحواجز والخيم والمقاعد ومختلف المعدات التي تتم إزالتها فور الانتهاء من الفعاليات ومع نهاية الشهر سيتم إزالة أجهزة الصوت والضوء والكرفانات ومختلف المعدات الثقيلة التي تستخدم بالمهرجان بشكل تدريجي وهذه المعدات لا تعيق الحركة السياحية العادية داخل الموقع الأثري.
إلى ذلك، قال رئيس بلدية جرش الكبرى وعضو اللجنة العليا لإدارة المهرجان أحمد العتوم إن التجهيزات كانت بأعلى مستوى بالموقع الأثرية وخارج الموقع قبل بدء المهرجان وقد تم تجهيز كافة الأمور اللوجستية من مواقف وعمال الوطن وتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الموقع والزوار والمشاركين خلال مدة المهرجان بموجب عقد موقع بين إدارة المهرجان وبلدية جرش الكبرى.
وقال العتوم إن عدد عمال الوطن بالموقع لا يقل عن 100 عامل وطن يعملون على مدار الساعة في الموقع، فضلا عن توظيف أكثر من 1100 مواطن من المجتمع المحلي لخدمة المهرجان وزواره والحفاظ على تنظيم عالي وإخراجه بأبهى صورة كل عام، لاسيما وان المهرجان جزء من التراث والتاريخ والحضارة في مدينة جرش.
وبين أن مشكلة انقطاع المياه في جرش لا تتعلق بالمهرجان نهائياً، موضحاً أن المواقع الأثرية يتم تزويدها بالمياه من خلال صهاريج خاصة ببلدية جرش، ولا توجد أي خطوط لمياه الشرب من وزارة المياه داخل الموقع الأثري، كما ان خدمات التيار الكهربائي بالمهرجان تم التزود بها من خلايا شمسية لإحدى الشركات الخاصة للطاقة المتجددة.
بدوره، قال رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في بلدية جرش الكبرى هشام البنا إنه قد تم تخصيص كابستين لجمع نفايات المهرجان التي قدرت بـ12 طنا يوميا كانت ترفع من موقع المهرجان، منها 4 اطنان نفايات قابلة للتدوير.
وأوضح أن بعض مواقع بالوسط التجاري قد تأثرت وشهدت إقبالا من زوار المدينة، وقد اضطرت البلدية لتخصيص كابسة اضافية بسعة 8 أطنان لنقل النفايات الزائدة على الحجم اليومي.
من جانب آخر، أبدى الخبير السياحي وعضو مجلس المحافظة الدكتور يوسف زريقات قلقه من أن يتعرض الموقع الأثري لضرر أثناء تركيب الأجهزة والمعدات داخل الموقع أثناء اقامة المهرجان.
وبين انه تم رصد ملاحظات اعتبرها “تجاوزات” في الموقع ومن أبرزها ادخال مركبات وآليات ثقيلة داخل الموقع والحفر على الحجارة الكبيرة بهدف تركيب أجهزة ومعدات والسماح بإعداد المأكولات على الحجارة.
واقترح زريقات في حديث لـ”الغد” أن يتم عمل دراسة الأثر البيئي للموقع الأثري وهذه الدراسة من شأنها أن تعزز الإيجابيات وتعالج السلبيات حتي يظهر المهرجان بصورة لائقة أمام العالم كافة.
يذكر أن مهرجان جرش للثقافة والفنون افتتحه في دورته 36 رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مندوبا عن جلالة الملك على المسرح الشمالي في 27 من الشهر الماضي، واستمرت الفعاليات حتى السادس من شهر آب (اغسطس) وقد أقيم بالمهرجان 250 فعالية بمشاركة 1500 مشارك ما بين فنان وشاعر وأديب ومثقف زخرفي ومهني ومشاريع وكافة الحقول الثقافية والفنية والحرفية التي يتميز بها المهرجان منذ 36 عاما ومن مختلف دول العالم.
والجدير بالعلم أن عدد الحضور اليومي لموقع المهرجان قد تجاوز الـ25 ألف زائر كحد أقصى و10 آلاف زائر في حده الأدنى.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة