الجزيرة يباغت شباب الأردن .. والجليل يفاجئ السلط

نال فريق الجزيرة فوزا مستحقا جاء على حساب نظيره فريق شباب الأردن وبلغ مع صافرة النهاية 3-1، وذلك في المباراة التي جمعت بين الفريقين أمس على ستاد الأمير محمد بالزرقاء ضمن منافسات بطولة درع الاتحاد لكرة القدم.
وفي المباراة التي تلتها مباشرة بذات الملعب، كان فريق الجليل (الوافد الجديد) على موعد مع الفوز الثمين الذي حققه على فريق السلط بهدف وحيد.
الجزيرة 3 شباب الأردن 1
مرت الأحداث رتيبة منذ انطلاق الحصة الثانية، وسط نشاط تحركات تكتيكية جزراوية نحو استلام زمام المبادرة في منطقة العمليات، من خلال خبرة نور الروابدة في الارتكاز، وتقدم إبراهيم سعادة وحمزة الصيفي وعامر أبوجاموس خلف المهاجمين علي علوان وعبدالله العطار، وسط محاولات فرضته الكماشة الدفاعية من رجالات الشباب من الخط الخلفي، بتواجد حجازي ماهر، عامر الديرية، محمد الذريوات وشوقي القزعة، والمساند من ثبات ثنائي الارتكاز فضل هيكل ومحمد الحسنات، ومحاولات أويس زيادات، خالد الدردور وحمزة النعيم، لاتمام الدور الهجومي لوسيم واصف الذي تبادله مع الدردور، وسط يقظة دفاعية للجزيرة بحسن التمركز لدفاعاته المكونة من معتصم الجعبري، زيد الزواهرة، عمر قنديل ونور الدين موافي أمام حارس المرمى وليد عصام.
الجزيرة الأنشط، والأسرع في البناء وتنويع الهجمات، اختبر حارس مرمى شباب الأردن أحمد جعيدي، عبر كرة ثابتة نفذها أبوجاموس، لم تجد من يتابعها أمام المرمى، في الوقت الذي احتاج شباب الأردن إلى مزيد من الوقت والانسجام، تبعا لامتلاء صفوفه بالعناصر الشابة، ومحاولة فضل هيكل والحسنات وزيادات والدردور بتفعيل واصف، واشغال خطوط لعب الجزيرة المترابطة، طلبا لتشكيل الخطورة على مرمى الجزيرة الذي غابت عنه الخطورة الفعلية من قبل شباب الأردن.
وسرعان ما ترجم الجزيرة أفضليته إلى أهداف سريعة، بدأت من حمزة الصيفي الذي استثمر تمريرة موافي، وحضرها لنفسه داخل المنطقة المحرمة وسددها في مرمى جعيدي، واضعا الجزيرة بالمقدمة عند الدقيقة 29، وساهمت قلة خبرة وتسرع مدافعي شباب الأردن في المنطقة الخلفية، إلى ركلتي جزاء يفصل بينهما 5 دقائق، الأولى عندما تعرض عمر قنديل للسقوط جراء تسرع المدافع شوقي القزعة، احتسبها الحكم ركلة جزاء نفذها علي علوان د.32، مسجلا الهدف الثاني للجزيرة، وجاءت ركلة الجزاء الثانية إثر تعرض علي علوان للاعثار بنفس السيناريو، من المدافع الذريوات احتسبها الحكم أدهم مخادمة ركلة جزاء ثانية، نفذها العطار بنجاح هدفا ثالثا للجزيرة د.37، وبعدها كاد ابراهيم سعادة أن يسجل الهدف الرابع، إثر تسديدة قوية من خارج المنطقة، حادت عن مرمى جعيدي، لينتهي الشوط الأول بتقدم الجزيرة بنتيجة 3-0.
هدف شبابي
ضرب الهدوء أغلب فترات الحصة الثانية، رغم محاولات المدربين بتجديد الدماء في خطوط فريقيهما، حين اشرك الجزيرة أحمد ابو شعيرة وموسى العمري وبكر كلبونة ، فيما طرح مدرب شباب الأردن أوراق صهيب الوحش، المحترف يايا بنانا، أحمد صبرة، وخالد عصام، فيما الواقع لم يتغير كثيرا، واكتفى شباب الأردن في حماية منطقته، وعانى من التحضير المطول وبطوء الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، فغابت محاولاته الهجومية عن مرمى وليد عصام الذي بقي طويلا من دون تهديد فعلي.
واستمر شباب الأردن في تنويع حلوله، بحسن الانتشار وسرعة البناء من منطقة العمليات، وسط تميز للروابدة وسعادة وعلوان، ومال مؤشر الأفضلية النسبية لصالح الجزيرة ، الذي كاد أن يضاعف الغلة، عبر كرة عرضية وضعت إبراهيم سعادة في مواجهة حارس مرمى الشباب جعيدي، وسدد سعادة كرة قوية ردها جعيدي بحضور تام، ومضى الجزيرة يسير الأحداث وفق ما يريد، فيما غاب الشباب عن المناورات الحقيقية.
وارتفع مؤشر اداء شباب الأردن مع مرور الوقت، والذي ظهر في هجمتين خطيرتين على مرمى الجزيرة، حين ارتقى الدردور لكرة أويس زيادات العرضية، ودكها بجوار مرمى وليد عصام، ونجح البديل خالد عصام في تسجيل هدف شباب الأردن، عندما استلم كرة الدردور الذكية خلف الدفاع، واودعها مرمى الجزيرة مسجلا الهدف الأول للشباب د.79، ومرت الدقائق نحو النهاية، بفوز مستحق للجزيرة بنتيجة 3-1.
الجليل 1 السلط 0
فاجأ فريق الجليل الوافد الجديد إلى مسابقات المحترفين، منافسه السلط بسرعة تحضيره، وانطلاقه من الدفاع إلى الهجوم، معتمدا على خبرة صدام شهابات ومحمد جنيدات في ضبط الارتكاز، ونشاط فارس غطاشة وخلدون الخزام وسليمان أبوزمع، خلف المتقدم لؤي الدردور، بشكل ازعج دفاعات السلط التي تواجد فيها رواد أبوخيزران، عبدالله مناصرة، ومحد أبوحشيش ومحمد راتب، لحماية مرمى معتز ياسين، ولعل البداية الجريئة التي ظهر عليها الجليل، مهدت الطريق إلى هدف السبق السريع، عندما استثمر لؤي الدردور دربكة أمام مرمى ياسين، وسدد الكرة بالمرمى واضعا الجليل بالمقدمة عند د.11.
واستفز هدف الجليل السلط، الذي اهتم بتنظيم عملياته بدواع هجومية، منطلقا من حيوية عبدالله ذيب، وعبيدة السمارنة، وسرعة انطلاق محمد عصام، زيد ابوعابد، ومحمد كلوب، وتنويع الحلول لاربكاك دفاعات الجليل التي قادها عامر علي، عمار بطاينة، قصي نمر وعصام القضاة أمام مرمى مصطفى مسامح، الذي كاد محمد أبو حشيش ان يصيبه، عندما تابع كرة خلف الدفاع، إلا أن مسامح رد الكرة بحضور تام.
وواصل السلط تنويع هجماته، في ظل انضباط تكتيكي لفريق الجليل، واغلاق ملعبه بدفاع متكاتف من وسط الملعب، في ظل لجوء السلط إلى الكرات القصيرة، وبناء المثلثات التكتيكية على طرفي الملعب، وضرب الدفاعات لكسر “القيود” الدفاعية الصارمة من قبل الجليل، لتصل كرة إلى شاهر شلباية داخل المنطقة الذي سددها قوية مرت بجوار مرمى أبو مسامح، الذي وقف بوجه رأسية زيد أبوعابد التي حولها على حساب ركنية، ومضت الأحداث بين محاولات سلطية للتعديل، وصمود الجليل الذي اعتمد على الكرات المرتدة، وانطلاقات خزام وغطاشة وأبو زمع والدردور، إلا أن النتيجة بقيت على حالها، حتى نهاية الشوط الأول بتقدم الجليل بنتيجة 1-0.
الطريق مغلق
ورمى السلط بثقله الهجومي على مرمى الجليل في الشوط الثاني، ونوع من حلول اختراقه بين الأطراف والعمق، ليسدد شاهر شلباية كرة قوية وقفت بين يدي أبو مسامح، ليطرح مدرب السلط ورقتي مقداد محمود وخالد أبوعاقولة، بقصد زيادة الفاعلية الهجومية على مرمى الجليل، والذي تحصن بالكثافة العددية ولاعبيه، وتشييد الحواجز الدفاعية في ملعبه، مواصلا اعتماده على الكرات المرتدة واختزال خط وسطه، بالكرات الطويلة صوب خلدون الخزامي، وفارس غطاشة أبوزمع الدردور.
وواصل السلط بحثه عن تعديل النتيجة، إلا أنه تفاجأ بالطريق المغلقة إلى مرمى مصطفى أبومسامح، ليعود مدربه ويشرك ورقتي محمد أبوشعيرة وعبدالرحمن خضر، واجرائه لتغييرات تكتيكية في مراكز اللاعبين على أرض الملعب، وسط مقاومة شرسة من فريق الجليل، الذي التزم لاعبيه بالانضباط التكتيكي، وفق مهام وواجبات غلب عليها الطابع الدفاعي، مما أجبر السلط على تدوير الكرة، والبناء من الخلف بحثا عن ايجاد الثغرات أمام عبدالله ذيب وأبوعابد، وكلوب الذي مرت رأسيته فوق مرمى الجليل، لتمر الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، صعبة على الفريقين وسط استمرار مناورات السلط، قابلتها يقظة وبسالة دفاعات الجليل، التي حاول الداوود تجاوز حواجزه المنيعة بتسديدة بعيدة علت مرمى الجليل، ليخرج الوافد الجديد –الجليل- بفوز صعب على السلط بنتيجة 1-0.

مصطفى بالو/ الغد