الرمثا.. حالة استثنائية تفرض هيبتها بسواعد أبناء النادي المخلصين

شكل فريق الرمثا حالة استثنائية جماهيريا وتنافسيا في دوري المحترفين لكرة القدم بعد مرور 4 جولات فقط، حيث اعتلى صدارة الترتيب العام برصيد 10 نقاط.

وتقدم الرمثا على الفيصلي صاحب المركز الثاني (9 نقاط)، وحامل اللقب الحسين إربد الذي يحتل المركز الثالث برصيد 8 نقاط، والوحدات – وصيف البطل– الرابع برصيد 7 نقاط، والبقعة صاحب المركز الخامس بالرصيد ذاته.
وفرض الرمثا، المتوج بلقب الدوري الأعوام 1981 و1982 و2021، نفسه رقما صعبا في المنافسة، ونصب نفسه “المزعج” للكبار منذ الموسم الماضي، حين لعب دورا مؤثرا في تحديد هوية البطل، فتعادل مع الحسين إربد ومنح الصدارة للوحدات، ثم أعطى “الأخضر” جرعة أمل قوية في مباراتهما حتى الدقيقة الأخيرة، قبل أن يعدل النتيجة ويمنح اللقب للحسين إربد، الذي حسم مواجهته أمام شباب الأردن في الجولة الختامية.
وتستند الحالة “الرمثاوية” الاستثنائية هذا الموسم إلى أسباب عدة، أبرزها التعاقد الموفق مع المدير الفني المونتينيجري ميليان رادوفيتش في إياب الموسم الماضي، حيث أنهى معه الفريق المنافسات بالمركز الرابع برصيد 33 نقطة، جمعها من 9 انتصارات و6 تعادلات و7 خسائر.
ويضاف إلى ذلك قوة “ربان السفينة الرمثاوية” الفنية، المنفتح فكريا ونفسيا على لاعبيه، والمتميز بالكاريزما القيادية والقدرة على قراءة المنافسين وطرح الحلول الفنية المناسبة، وهو ما ظهر في المباريات الصعبة. فقد تجاوز الوحدات 1-0 في الجولة الأولى، وتفوق على الفيصلي بالنتيجة ذاتها، وتعادل سلبيا مع الحسين إربد في مباراة أهدر فيها العديد من الفرص، أبرزها كرة مؤمن الساكت في الدقائق الأخيرة، كما فاز على شباب الأردن 2-0، ليجمع 10 نقاط ويحافظ على نظافة شباكه لأربع جولات متتالية، مع أداء ثابت وتصاعدي.
وما يلفت الانتباه اعتماد الرمثا بشكل كبير على “أبنائه”، إذ ضمت تشكيلته أمام الحسين إربد كلا من: مصعب اللحام، عامر أبو هضيب، أحمد السلمان، المعتصم بالله الزعبي، يزن العواقلة، عبدالله المنيص، مؤمن الساكت، ومحمد أبو زريق في التشكيلة الأساسية. وتكرر الأمر في البدلاء، بوجود حمزة الدردور، جعفر سمارة، عبد الرحمن الدرايسة، عبد الرحمن الزغايبة، يمان العزايزة، حسين الرشدان، مؤمن السواعير، عز الدين أبو عاقولة، عمر الزعبي، محمد البيطار ومحمد يوسف.
وينضم إليهم من خارج أسوار النادي، الحارس مالك شلبية الذي يتألق هذا الموسم بشكل لافت، إضافة إلى المحترفين إبراهيما، عزيز أوسيني، وداركو، ليكون الرمثا من أكثر فرق الدوري اعتمادا على  اللاعبين أبناء النادي.
كما ساهمت عودة الحضور الجماهيري الكبير في مباريات الفريق أمام الأندية الجماهيرية، ولا سيما الوحدات والفيصلي والحسين إربد، في تعزيز الحافز المعنوي للاعبين، خصوصًا في “ديربي الشمال”، وهو ما يزيد فرص الرمثا في المنافسة على الألقاب المحلية وإضافة رصيد نوعي لخزينة النادي.
وأكد عضو مجلس إدارة النادي هاني الحمزة، أن صدارة الرمثا بعد مرور 4 أسابيع من الدوري، تؤكد طموحه إلى استعادة “صولجان الزعامة” المحلية والمنافسة على الألقاب، مشيرا إلى أن الطريق ما يزال طويلا في بطولة تقام من 3 مراحل، مع احترام حق المنافسين المشروع في المنافسة.
وأوضح الحمزة أن إدارة النادي برئاسة خالد الزعبي عملت على حل ملفات معقدة، خصوصا الملف المالي ومنع التسجيل الذي كان يلاحق النادي، وتجاوزت تلك العقبات بدعم الجماهير والمحبين. وأضاف أن الفريق شكل علامة فارقة بالموسم الماضي، ويواصل في الموسم الحالي النهج ذاته بالاعتماد على المزيج بين الشباب والخبرة، مؤكدا أن مدينة الرمثا تزخر بالمواهب الكروية عبر الأجيال.
وحول التعاقد مع رادوفيتش، قال الحمزة “إن الاختيار لم يكن صدفة، بل جاء بعد دراسة دقيقة لسيرته التدريبية، حيث عمل طويلا في الفئات العمرية، ما يتناسب مع فلسفة النادي ورؤيته المستقبلية”.
وأشار الجمزة، إلى أن بصمات المدرب الفنية ظهرت بوضوح منذ إياب الموسم الماضي، متمنيا أن يوفق الفريق في تحقيق طموحات إدارة وجماهير وأبناء الرمثا بالعودة إلى منصات التتويج بعد غياب منذ العام 2021.

مصطفى بالو/الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة