الزيتون المروي بعجلون يتهدده الجفاف قبل القطاف

تزداد معاناة مزارعي أشجار الزيتون المروي في محافظة عجلون، من أجل تأمين مصادر مياه لري الأشجار وسط مضاعفة الجهود ونفقات السقاية لدرء شبح جفاف الثمار قبل قطافها بأسابيع.
وعلى بعد زهاء 7 أسابيع من موعد القطاف المعتادة، يجد المزارعون أنفسهم غير قادرين على تأمين كميات كافية من المياه لأشجارهم، جراء عدة أسباب أهمها وفق عدد منهم “تراجع جريان الأودية، وبالتالي تدني حصصهم، إضافة إلى ارتفاع نسبة الفاقد في الأقنية التي تحتاج للصيانة والتبطين، ما بات يضطرهم لدفع مبالغ إضافية نتيجة شرائهم للمياه من الصهاريج، وأجور عمال يتم الاستعانة بهم في عملية الري”.
ويؤكد مزارعون أن هذه الفترة، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة صيفا، وبدء عملية نضوج الثمار التدريجية التي بدأت وتستمر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، هي أحوج ما تكون فيها الأشجار لعمليات الري المنتظمة، ما سيساهم في تحسين إنتاجها من الثمار، وزيادة نسبة الزيت حال عصر تلك الثمار.
ويقول المزارع أحمد رشايدة إن الأشجار المروية في محافظة عجلون، لا سيما الزيتون، تعاني كثيرا من العطش مع دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، عازيا ذلك إلى عدم كفاية الحصص المائية المحددة للمساحات الزراعية المروية، جراء تراجع منسوب الأودية والينابيع السطحية العائد لانخفاض المعدلات المطرية.
وأوضح أن أشجار الزيتون المروية لا تحتمل العطش في العادة، على عكس البعلية منها، مشيرا الى أسباب أخرى تؤدي لتراجع حصصهم، تتمثل بـقيام مزارعين بسحب مياه الأودية والينابيع عبر المضخات والخراطيم إلى خزاناتهم في الأراضي غير المروية، وكذلك بتعبئة المسابح عبر الصهاريج من مياه الينابيع، فضلا عن ارتفاع الفاقد في الأقنية التي تحتاج إلى صيانة دورية.
ويؤكد المزارع محمد خطاطبة أن المساحات الزراعية المروية الممتدة على وادي كفرنجة بدأت حصصها المائية بالتراجع منذ بداية الصيف، بسبب تراجع مستوى المياه في وادي كفرنجة، لافتا إلى أهمية أن تستغل مياه سد كفرنجة لإنقاذ تلك المساحات الزراعية.
ويبين أن تلك المساحات مزروعة بآلاف أشجار الزيتون المعمرة المروية، التي تحتاج إلى ري من خلال الأقنية مرات عدة خلال الصيف، وإلا تعرضت للجفاف، وأنواع أخرى من الأشجار والخضراوات، مقترحا توفير مضخة على السد وخط ناقل، بحيث تعاد إسالة كميات من مياه السد في منطقة القنطرة في عجلون، الأمر الذي من شأنه أن يوفر كميات مياه كافية لإنعاش آلاف الدونمات الزراعية.
ويقول المزارع أبو نادر إنه يستثمر مياه أحد الينابيع في منطقة الزغدية لري مساحاته الزراعية التي قام باستصلاحها مؤخرا، غير أن مياهها بدأت بالتراجع، ولا يمكنها أن تكفي لري المساحات الزراعية القريبة منها، ما يستدعي البحث عن حلول، كإعادة إسالة مياه عين القنطرة عبر وادي الطواحين في حال تم الاستغناء عنها لأغراض الشرب بعد استكمال إنجاز محطة تحلية كميات من مياه السد الموعود بها سكان المحافظة في منطقة القاعدة.
ويؤكد المهندس الزراعي سامي فريحات أن أشجار الزيتون المروية تحتاج خلال الصيف إلى زهاء 6 مرات من السقاية الجيدة والكافية خلال الصيف، ما يزيد من إنتاجية أشجار الزيتون، مؤكدا أن الكثير من المواطنين يعتمدون في معيشتهم على ما يدره موسم الزيتون من خيرات سنويا تساعدهم في تلبية احتياجات أسرهم، وتوفير سلعة غذائية أساسية طيلة العام.
وزاد أن رعايتها تحتاج كذلك إلى حراثة الأرض مرتين على الأقل خلال الموسم وتعشيبها وإزالة الأغصان اليابسة، وإضافة الأسمدة الطبيعية والصناعية لضمان إنتاج جيد من الثمار ومادة الزيت.
ولفتت رئيس جمعية سيدات راجب ابتسام العزبي، إلى أهمية صيانة أقنية الري التي تروي مزارع المواطنين للحفاظ على المياه من الهدر والاستنزاف، لتسهم في إدامة الزراعات المروية، لاسيما الزيتون، مشيرة إلى أن أغلب المزارعين يعتمدون بشكل كلي في عملية الري على مياه الأودية والينابيع والتي تمر عبر عشرات الأقنية المنتشرة على الأودية.
يشار إلى أن عشرات الأقنية المنتشرة على 3 أودية رئيسة في محافظة عجلون، تشكل شريان الحياة لآلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المصنفة بالمروية.
وتتوزع تلك الأقنية على أودية كفرنجة وراجب وعرجان وحلاوة، فيما يلجأ كثير من المزارعين إلى استخدام “الانابيب” في محاولة لسحب المياه انسيابيا لأراضيهم البعلية.
كما تتميز المحافظة بأشجار الزيتون المعمرة “الرومي”، والتي تتفرد بجودة زيتها وثمارها، كما أن كثيرا من الأراضي الزراعية تم استصلاحها وزراعتها بأشجار الزيتون منذ بضع سنين.
من جهته، أشار مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، إلى وجود ما يزيد على 40 قناة منتشرة على أودية كفرنجة وراجب وعرجان، مؤكدا أن المديرية، وفي حال توفرت المخصصات الكافية، ستعمل على إعادة تبطين وتأهيل الأقنية التي تحتاج للصيانة، لافتا إلى أنه ووفق الأنظمة والتعليمات، فإن مديرية الزراعة لا يمكنها استحداث أقنية جديدة ما لم تكن مرسومة على المخططات.
وأوضح أن الحصص المائية تكون محددة لكل مزارع وبحسب مساحة الأرض، كما أن الأراضي المروية تكون موضحة في مخططات “الأراضي” ومشار إليها بأنها مروية أو بعلية، بحيث لا يجوز التعدي على حصص المزارعين، لافتا إلى أن أي متضرر بإمكانه التقدم بشكوى لدى الحكام الإداريين.
وشدد الخالدي على أهمية استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع وعمل الآبار والأحواض لتخزين المياه لاستغلالها في الزراعة، لافتا إلى أن مشاريع الحصاد المائي التي تنفذها وزارة الزراعة حاليا أو التي نفذتها سابقا، جاءت على أشكال عديدة منها تقديم منح للمزارعين لإنشاء خزانات تجميع المياه ليستفيد منها المزارعون في ري أراضيهم خلال الصيف.
وبين أن مساحة الأراضي المزروعة بالزيتون في المحافظة تقدر بـ86 ألف دونم، وتنتج سنويا زهاء 40 ألف طن، مؤكد أنه فيما يتعلق بأشجار الزيتون الرومي”الأمهات”، فإن المديرية ملتزمة بحمايتها، بحيث لا تسمح بالمتاجرة بها، ولا اقتلاعها إلا بعد الحصول على التصاريح من المديرية، ولا يسمح بذلك إلا في حالات نادرة كفتح الطرق وتراخيص البناء، مؤكدا استعداد المديرية لتقديم النصائح الإرشادية لرعايتها، وتوفير الأدوية المخصصة لمكافحة الأمراض التي قد تصيبها.

عامر خطاطبة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة