الساعة والقيامة/ علي راضي أبو زريق

يخلط بعض الناس وبعض أهل العلم والاختصاص بين الساعة والقيامة. لذلك أحاول هنا التمييز بينهما. فالساعة  ذُكِرت في القرآن حوالي 25 مرة . لكنها لم ترد بغير هذا الاسم وهو الساعة أو يوم تقوم الساعة. وهو يوم انتهاء هذا العالم الذي نعيش فيه بكل أحيائه. وهو يوم انتهاء مرحلة الحياة الدنيا واختبار الإنسان فردا وشعوبا. تنتهي التجربة وتنام الخلائق جميعا استعدادا لمرحلة جديدة هي مرحلة الحساب والجزاء التي تبدأ بيوم القيامة. ولا ندري كم تكون المدة بين قيام الساعة وبين يوم القيامة. لا أحد من أهل الأرض يعلم فلم يرد ذلك في كتاب سماوي معروف .

ثم يكون يوم القيامة حيث تُبعث الخلائق جميعاً. وتحشر قبل الحساب . ثم يكون عرض للأعمال والأسرار والمؤامرات والمكائد. وينفضح ما حرص كل إنسان على إخفائه إلا من يستره الله. ولا يدري أحد كم تدوم مرحلة العرض والحساب. ولكن أظن مما أحدس بناء على الآيات التي عرضتها أنها قد تستمر بضعة آلاف سنة من سنينا الأرضية. وقد وصف يوم القيامة بأسماء كثيرة في القرآن سجلت في هذه العجالة ابرزها فكانت أربعة وعشرين إسما هي في الحقيقة صفات لذلك اليوم واسم اليوم يدل على سبب التسمية.

الساعة: (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى).

القيامة وأسماؤها في القرآن:

1 –    يوم القيامة: لأن البشر يقومون من قبورهم للعرض ثم الحساب فالجزاء(وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ).[الزمر:60]

2 –    اليوم الآخر: وقد سُمِّي باليوم الآخر؛ إذ لا يوم بَعده؛ قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).البقرة:62

3 –    يوم البَعث: وقد سُمِّي بذلك؛ بسبب إحياء الأموات فيه، وإخراجهم من قبورهم؛ قال -تعالى-: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ)

4 –     يوم الخروج: وسُمِّي بهذا الاسم؛ لأنّ الناس يخرجون فيه من قبورهم؛ للحساب (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ).

5-    يوم الفَصل: وسُمِّي بذلك؛ لأنّ الله يفصل فيه بين العباد (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ).

6-    يوم الفَتح: إذ يتمّ فيه الحكم بين أهل الحق وأهل الباطل(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ).

7 –    يوم الدِّين: وهو يوم الجزاء؛ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).

8 –    الصاخّة: وهي الصيحة الشديدة التي تصمّ الأُذن؛ لقُوّتها (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ )

9 –    الطامّة الكُبرى: أي المصيبة العظيمة،: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى)

10 –   يوم الحَسرة: الحزن بسبب خسارة فرصة كانت متاحة  (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ).

11 –  الغاشية: التي  تغشى الكافرين يوم الحساب، (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)

12 –  يوم الخلود: لأن نتائج الحساب ابدية (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ).

13 –  يوم الحساب: وفيه يُحاسب الله  عباده على ما كان منهم (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).

14 –  الواقعة: المحقق حوثها (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ*لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ).

15 –  يوم الآزفة: لقرب زمانها وللإيحاء بقربها(وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ).

16 –  يوم الجَمع: حيث تجتمع الخلائق للحساب (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ).

17 –  الحاقّة: تَحِقُّ الأشياء بعدل الله (الْحَاقَّةُ*مَا الْحَاقَّةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ).

18-  القارعة: لشدة وقعها على النفس (الْقَارِعَةُ*مَا الْقَارِعَةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ)

19 –  يوم التلاق: يوم لقاء الخلائق جميعا لتنشكف الأعمال والنوايا بين الجميع (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ).

20-  يوم التّناد:يوم يتنادى الفرقاء باحثين بعضهم عن بعض ليعلم كل ما جرى للآخرين (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ).

21 –  يوم الجَمع ويوم التغابُن:يوم كشف الأسرار التي كانت مخفية في الدنيا وينفضح ككل قبيح من العمل (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

22 –  يوم الوعيد واليوم الموعود: حيث يُتحقّق وعد الله ووعيده بالحشر والحساب (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِوبهأقسم الله: (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)

23 –  يوم الحشر: وبه تُحشَرالخلائق للحساب والجزاء (وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا)

24 –  اليوم المشهود: وتشهده أهل الأرض وأهل السماء (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ).

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة