السلط: الوسط السياحي مكان للتجمع العشوائي للعمالة الوافدة

البلقاء- تثير تجمعات العمالة الوافدة بأماكن عدة وسط مدينة السلط لا سيما في ساحة العين السياحية، اثناء انتظارهم للحصول على فرصة عمل يومية، مطالب عدة بتخصيص مكان مناسب لهم، بدلا من التواجد بشكل عشوائي فيما يعرف بمنطقة “الوسط التراثي” التي تشهد حركة زوار وسياح نشطة.
يقول الناشط الاجتماعي في مدينة السلط وائل عربيات، إن العمال الوافدين يتواجدون بأعداد كبيرة في أكثر من مكان من المدينة، إلا أن غالبيتهم يتجمعون في ساحة العين بمشهد يمكن لا يتاسب وخصوصية المنطقة كونها تشهد حركة نشطة من سكان المدينة والزوار والسياح التي يقصدونها يوميا.
وأضاف عربيات لـ”الغد”، أن هؤلاء يعملون على نظام المياومة، ويقصدهم من يحتاج إلى عمال لإنجاز أمر ما مقابل أجر يومي، مشددا على أن المطالب بمنع تجمعهم في وسط المدينة لا يعني الدعوة لقطع أرزاقهم، إنما لإيجاد مكان بديل يكون مناسبا لتجمعهم فيه، بحيث يصبح هذا المكان بعد تخصيصه معروفا للجميع ويتجه إليه من يبحث عن عمال.
وأشار عربيات إلى أن بعض العمال يقومون بتصرفات غير لائقة كقضاء الحاجة في أماكن غير مخصصة لذلك مثل الأزقة، بالإضافة إلى التدافع على المركبات أثناء مرورها ظنا أن سائقها يبحث عن عمال، وعدم الحفاظ على النظافة العامة في المكان.
المواطن أحمد فايز، يقول إن وسط مدينة السلط يعد معلما سياحيا وتراثيا، وهناك جهود مكثفة على مختلف المستويات، لتطويرها ومعالجة الثغرات والاختلالات التي قد تعيق النهوض بالواقع السياحي، ومنها مسألة الانتشار العشوائي للعمالة الوافدة.
ووفق فايز، فإن انتشار العمال بتلك الطريقة، يعطي انطباعا سلبيا أو مزعجا للزائر أو السائح عند وصوله إلى قلب المدينة، داعيا إلى إيجاد مكان بديل يتيح لهم السعي إلى الرزق بدون أن ينتقدهم أحد.
أما المواطن أبو أنس، فيؤكد أن مسألة تجمع هؤلاء العمال تم طرحها على الجهات المعنية كالمحافظة وبلدية السلط من قبل أبناء المجتمع المحلي والناشطين فيه، إلا أن الأمر ما يزال قائما رغم تأثيره على المشهد السياحي للمدينة.
وأكد أنه وفي عام 2016، قرر محافظ البلقاء في حينها إخلاء منطقة ساحة العين الواقعة مقابل المسجد الكبير في مدينة السلط من العمالة الوافدة، إثر ورود عدة شكاوى من أهالي المدينة حول وجود العمال بأعداد كبيرة، مشيرا إلى أنه “تم اقتراح مكان في المنطقة الحرفية (معمل الطوب سابقا) لتهيئته وتخصيصه لتجمعات العمال الوافدين إليه، وهو ما لم يحدث”.
ويضم أبو أنس صوته لصوت عربيات وفايز، في المطالبة بإيجاد ساحة أو مكان مناسب لتجمع العمال، مقترحا أن يتم الإعلان عن المكان الجديد ليعرفه الجميع في مدينة السلط، بحيث لا تتضرر أرزاق العمال من جهة، ومن جهة أخرى يبدو الأمر منظما وحضاريا.
من جهته، قال مصدر في بلدية السلط الكبرى لـ”الغد”، إن البلدية تلقت مؤخرا شكاوى بخصوص الانتشار العشوائي للعمال الوافدين في المدينة، وتبحث مع مختلف الجهات المعنية الإجراءات المناسبة لاتخاذها بما ينهي الظاهرة، ويضمن عدم عودة التجمعات التي أكد أنها تشكل مشهدا سلبيا.
وأضاف المصدر، أن البلدية جزء أساسي وداعم رئيس لكل الجهود الساعية لتطوير المشهد السياحي في مدينة السلط على مختلف الأصعدة، مشددا في الوقت نفسه على أهمية ملاحظات ومطالب المجتمع المحلي ودوره في خدمة المدينة والحرص على تقدمها وازدهارها، وهو ما يأخذه المجلس البلدي بأعلى درجات الاهتمام والمتابعة.

محمد سمور/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة