السودان.. اتفاق مبادئ سيوقع بين طرفي النزاع لوقف القتال

مع استمرار المحادثات بين وفدي الجيش السوداني والدعم السريع في جدة، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أنه سيتم التوقيع على اتفاق مبادئ أولي لقبول الهدنة مع استمرار النقاش عبر الوساطة السعودية الأميركية في مرحلة ثانية لاحقا، حول بعض النقاط.
وأوضحت المصادر امس أن تحديد موعد التوقيع مرتبط بالاتفاق على بعض البنود الخلافية التي يجري النقاش حولها حاليا.
مرحلة ثانية
كما كشفت أن بعض مطالب الجيش والدعم السريع أجلت للمرحلة الثانية من التفاوض. وكان كل من الجيش والدعم السريع وضعا بعض المطالب والشروط، إلا أن الوساطة رأت تأجيلها لحصر الاتفاق على وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية.
تأتي تلك المعلومات بعد أن أكد مصدر مطلع بوقت سابق أيضا أن المفاوضات أحرزت تقدما، وأنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار قريبا.
بدورها أعلنت فيكتوريا نولاند، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية، أن المفاوضين الأميركيين “يشعرون بتفاؤل حذر “إزاء الحصول على التزام بالمبادئ الإنسانية ووقف لإطلاق النار، لكنهم يدرسون أيضا الأطراف التي يمكن استهدافها بالعقوبات ما لم يوافق الفصيلان المتحاربان على ذلك”. كما تأتي في الوقت عينه، بينما تواصل قوات الجيش طرد عناصر الدعم السريع من الخرطوم وبحري، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة.
يشار إلى أن المفاوضات بين الطرفين استمرت حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، بهدف إرساء هدنة ثابتة، تتيح إيصال المساعدات إلى المناطق المحتاجة.
فيما تتواصل التحذيرات الدولية من تدهور الوضع الأمني بشكل خطير، واتساع القتال إلى حرب شاملة قد تطال دولا أخرى في المنطقة أيضا، فضلا عن تنامي أعداد اللاجئين والهاربين من القتال إلى الدول المجاورة، بالإضافة إلى ارتفاع الاحتياجات الغذائية والطبية في البلاد.
وقال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان خالد عمر، امس، إن طرفي الصراع “اقتربا من الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”، وذلك خلال المحادثات التي تجري في مدينة جدة السعودية.
وأضاف عمر: “ملايين السودانيين يتطلعون للمحادثات التي تجري في جدة، خاصة أنها تقترب من أولى خطواتها، وهي التوصل إلى اتفاق على قضايا إنسانية وحامية للمدنيين. السودانيون يتطلعون إلى أن تقف الحرب وأن تحل بالحوار وليس بالبنادق”. واستطرد: “ما يجري في جدة خطوة في الاتجاه الصحيح، ونتطلع لسماع أخبار جيدة في أقرب وقت”.
الخطوة الأولى
واعتبر عمر أن “المباحثات حول القضايا الإنسانية وحماية المدنيين وتوصيل المساعدات وتوفير الخدمات، جميعها ضمن خطوة أولى للتعامل مع الوضع الفوضوي” في السودان، لافتا إلى أن “الأربعاء كان أحد أسوأ أيام هذه الحرب، حيث وقع خلاله ضحايا كثر من المدنيين”. وتابع: “بالتالي يجب أن تبدأ الجهود بوقف هذا التدهور أولا، ثم الذهاب لخطوة ثانية”.
وفيما يتعلق بالخطوات المقبلة، قال: “الاتفاق حول القضايا الإنسانية وحماية المدنيين يشكل فاتحة لخطوات أخرى، تتمثل في وقف إطلاق نار دائم، ثم الحل السياسي الشامل الذي يعالج كل القضايا”.
ما الضمانات؟
ولدى سؤاله عن “الضمانات” لاستمرار وقف إطلاق النار الذي قد ينجم عن محادثات جدة، وعدم انهياره مثل الهدن التي سبقته، قال: “الضمانات خليط من عدد من الأشياء. أولا وجود الرغبة اللازمة لدى قادة الجيش والدعم السريع لإيجاد حل سلمي، وأرى أن خوضهما مباحثات جدة دليل على رغبتهما في ذلك”. وأضاف: “الضمان الثاني هو الرغبة الشعبية الواسعة في إيقاف هذه الحرب. وهناك أيضا دور دولي كبير لإيجاد ضمانات رقابة لإنجاح هذه العملية، لتكون أفضل مما سبقها”.
أسس الحل السياسي
واعتبر عمر أن “ما حدث في 15 نيسان(أبريل) بدء الاشتباكات سيترك أثره على مستقبل الحل السياسي في السودان”. وتابع: “لكن الحل السياسي لديه أعمدة، وهي كيفية الحفاظ على استقرار السودان وسيادته، وكيفية إخراج الجيش من العملية السياسية والانتقال إلى حكم ديمقراطي. أي حل سياسي يجب أن يقود لجيش وطني موحد، وأن يتحدث بوضوح عن كيفية تفكيك النظام البائد. يجب أن يتطرق الحل السياسي إلى هذه النقاط بصورة أكثر وضوحا”.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة