الشبول يرعى إشهار كتاب الصحافة الأردنية في مائة عام للمؤرخ عصام الموسى

رعى وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول مساء اليوم الثلاثاء في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي في عمان، حفل إشهار كتاب “الصحافة الأردنية في مائة عام”، لمؤلفه المؤرخ الدكتور عصام سليمان الموسى.
وقال الشبول خلال كلمة له في الحفل الذي حضره السفيران لدى الأردن، السعودي نايف بن بندر السديري، والكويتي عزيز الديحاني: “نحتفي اليوم بأحد أهم منجزات الأستاذ الدكتور عصام الموسى العلميَّة والفكريَّة، الذي يوثِّق فيه لأجيال الحاضر والمستقبل مرحلة تاريخيّة مهمة من عمر الدولة، ويرسم من خلاله أدق التفاصيل حول صورة الإعلام منذ نشأة الدولة وحتى اليوم”.
وأشار في الحفل الذي نظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، إلى أن هذا الجهد الفكري المتميز، يأتي في خضم احتفالات المملكة بمرور مئة عام على تأسيس الدَّولة الأردنيَّة؛ “ليكون شاهداً على حجم الإنجاز والتطوَّر الذي شهدته صحافتنا الوطنية، منذ مرحلة ما قبل تأسيس الدولة أي منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى”.
وأكد الشبول أهميَّة الكتاب نظرًا للحاجة الماسَّة إلى التوثيق الوطني، سواء في ميدان الصحافة والإعلام، أو في مختلف الميادين الأخرى، لافتا إلى المعاناة والقصور الواضح في التوثيق والتدوين، وضرورة العمل بجهد وطني تشاركي لتلافي هذه المشكلة.
ونوه بأن الكتاب سيكون مرجعاً أساسيًّا للباحثين والدارسين، ومصدراً غنياً وموثوقاً، يسرد الجذور التَّاريخيَّة والسياقات التي مهَّدت لظهور الصَّحافة الأردنيَّة في وقت مبكر، ويعرضها مرحليَّاً في عهد الإمارة، وما بعد الاستقلال، مروراً بالتحوُّلات التي شهدتها الصَّحافة الأردنيَّة مع عودة الحياة الديمقراطيَّة بعد عام 1989 وانتهاءً بمرحلة الرَّقمنة التي نعيشها اليوم.
وبين أن كتاب الصحافة الأردنية في مائة عام لم يغفل كذلك عن التَّوثيق لحياة روَّاد الصَّحافة الأردنيَّة وجهودهم، “الذين أناروا مشاعل العمل الصحفي في أوقات صعبة ووسط ظروف عصيبة، وهي مناسبة لنستذكرهم بكلِّ إجلال”.
وأشاد وزير الدولة لشؤون الإعلام بجهود المؤلف الموسى في تأريخه لحركة الصحافة الأردنية على امتداد مئة عام من عمر الدولة الاردنية، علاوة على مؤلفاته في مجال الإعلام والاتِّصال التي تزخر بها المكتبة الأردنيَّة والعربيَّة، وتتلمذ على يديه المئات، وربَّما الآلاف، من الصحافيين وخريجي الصَّحافة والإعلام في الأردن.
كما أشاد بالإسهامات الكبيرة لوالد المؤلِّف، المؤرخ الرَّاحل سليمان الموسى، أحد روَّاد التَّأريخ الوطني، والذي أثرى المكتبة الأردنيَّة والعربيَّة والعالميَّة بمؤلَّفاته، وتُرجِم عددٌ منها إلى لغات عديدة، منوها بأنه قدَّم للأجيال سيرة الثَّورة العربيَّة الكُبرى، ونشأة الأردن ونهضته منذ عهد الإمارة.
وقال مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب الدكتور رفعت بدر في الحفل الذي أدارته الإعلامية مارسيل جوينات، إن الأردن بقيادة الهاشميين كان ممتلئًا ومكتملًا بجميع مكونات الدولة ومن ضمنها الصحافة التي أرّخ لها الموسى في كتابه منذ عهد الإمارة.
وأضاف الأب بدر، أن الصحافة الأردنية استطاعت أن تسهم باستقرار الوطن وانسجامه ووحدته الوطنية وقوته ومنعته، متطرقًا إلى جهود المسيحيين الأردنيين في هذه الصحافة من خلال رفدهم لها بالإسهامات الإيجابية، كونهم مواطنين وشركاء حضاريين في هذا الوطن.
وقال المؤرخ الدكتور علي محافظة في قراءة قدمها حول الكتاب، إن الموسى استطاع أن يقدم دراسة علمية جادة عن نشأة الصحافة الأردنية وتطورها منذ قيام الدولة الأردنية عام 1921، حتى 2021 وقت صدور الكتاب.
ونوه بأن الكتاب قدّم دراسة قيّمة عن تطور وسائل الاتصال بين البشر كما قدم معلومات وافية عن الصحافة العربية وخصوصًا صحافة بلاد الشام ومصر.
وقدم الكاتب الصحفي محمد خروب إضاءة حول الكتاب، لفت فيها الى مقاربة المؤلف بين الصحافة الورقية والالكترونية والتنافسية بينهما، عازيا أن ما تعانيه الصحافة الورقية في الاردن يعود الى افتقارها للدعم المادي.
وعُرض خلال الحفل الذي حضره عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، ومثقفون وصحافيون وإعلاميون ومهتمون، فيلم قصير يستعرض مسيرة المؤلف الموسى وإسهاماته الأكاديمية والعلمية، وحياته العملية، ومؤلفاته.
وفي ختام الحفل سلم الأب بدر درع المركز الكاثوليكي تكريمًا للمؤرخ الموسى.
–(بترا)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة