الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه وتقرير مصيره // سري القدوة

الارض الفلسطينية والثوابت الاصيلة لشعب فلسطين لا يمكن ان نلخصها في عبرات عبر مقالات فتلك هى فلسطين الخالدة عبر التاريخ تمتلك قوة الحضارة والأصالة والعراقة والتي يتوارثها الاجيال جيلا بعد جيل مؤمنين بعدالة قضيتهم وبحقهم في تقرير مصيرهم، وبالرغم من تكرار المشاهد ذاتها في فصول جديدة من التهجير والإرهاب وارتكاب المجازر، والمحاولات لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وعزل أهلنا في أراضي 1948، وسن القوانين العنصرية ضدهم وتشجيع الجريمة، إضافة إلى عمليات هدم القرى خاصة في النقب وتشريد وترحيل سكانها الا ان الشعب الفلسطيني متمسك بحقه الأزلي بأرضه والدفاع عنها وتقرير مصيره عليها برغم سياسات وإجراءات التطهير العرقي والتهجير القسري التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي بحقه .

 

في الذكرى الـ47 ليوم الأرض الخالد، تستمر تضحيات أهلنا خاصة في الجليل والمثلث والنقب وغيرها من المناطق رد على قرار استيلاء الاحتلال على 21 ألف دونم في تلك القرى والمدن حيث جسدت أسمى معاني الفداء والتضحية دفاعا عن الارض ورفض مشاريع التهجير والاقتلاع، وستبقى ذكرى الشهداء والجرحى خالدة وحية ومنارة للأجيال المقبلة .

 

الشعب الفلسطيني سيواصل صموده الأسطوري ونضاله ومواجهته الصلبة لكافة مشاريع وإجراءات الاحتلال وأدواته الإرهابية، وآخرها ما تمخض عن اتفاق نتياهو – بن غفير بتشكيل ما يسمى بـ”الحرس القومي” الذي هو ترسيم قانوني لما تقترفه قطعان وعصابات المستوطنين من فظائع وقتل وحرق وإرهاب وسرقة للأرض، وتنكيل بالفلسطينيين في قراهم ومدنهم ومخيماتهم، جنبا إلى جنب مع الحرب الاستعمارية الشرسة التي تشنها أكثر الحكومات الإسرائيلية عنصرية وتطرفا وإرهابا من استيلاء على الأرض وهدم البيوت لصالح الاستيطان .

 

الاحتلال ومنظماته الاستيطانية تسابق الزمن في تنفيذ مشروع تهويد الأرض الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس المحتلة، التي يخوض أهلها بثبات وعزيمة صلبة معارك يومية للحفاظ على الحق الفلسطيني في أرض عاصمة دولتهم العتيدة والدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على الممتلكات، خاصة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وفي حي الشيخ جراح، وأحياء بلدة سلوان التي تستهدفها مشاريع الاستيطان، في محاولة بائسة للقضاء على وجودنا الأصيل فيها، وطمس تاريخها وهويتها العربية الفلسطينية .

 

الشعب الفلسطيني يقاوم ولن يستسلم فهذه الرسالة يتوارثها الاجيال وهي وصية الاجداد بان نبقى على العهد ونحفظ الامانة ولا يوجد بيننا من يرفع الراية وسيدافع الجميع عن اغلى ما نملك الارض والكرامة والعزة والبطولة والفداء فقصة هذا الشعب تكتب بالدم عبر التاريخ وفلسطين مهرها غالي وستظل الأرض في عيون وذكريات الأجيال شرارة الثورة والتضحية والفداء، رغم التنكيل والإرهاب والمجازر والتمييز العنصري، وسرقة الأرض وحرق المنازل على رؤوس قاطنيها من الأطفال والشيوخ والنساء في صورة تعبر عن بشاعة هذا الاحتلال وإجرامه القمعي والوحشي .

 

الشعب الفلسطيني يتمسك بحقوقه ولا يمكن لهذا الاحتلال ان يفرق بين مكونات الشعب الفلسطيني الذي يزداد اصرارا على تمسكه بحقوقه والمحافظة على هويته الوطنية والتجذر بأرضه ومقاومة كل أشكال التطبيع والظلم وافرازات ومسميات الاحتلال الجديدة ولا يسعنا الا وان نتوجه بالتحية الى الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات وربوع الوطن ونحي هؤلاء الابطال الصامدين في وجه الاحتلال وسياساته العنصرية، مؤكدا أن جرائم الاحتلال وبطشه وإرهابه لن تكسر إرادة التمسك بالحقوق والثوابت، وفي مقدمتها عودة اللاجئين وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .

 

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة