الشونة الجنوبية: “الخبيزة” مهرجان ترفيهي وفرصة لتسويق المنتجات المنزلية

الشونة الجنوبية – بإمكانات متواضعة جلست الخمسينية ام محمد امام التنور تصنع اقراص السبانخ والحميض لزوار مهرجان الخبيزة، الذي عاد بعد انقطاع في جائحة كورونا، ليحتضن العديد من الفعاليات الترفيهية والمعروضات من المنتجات المنزلية والحرف اليدوية، وبمشاركة واسعة من أبناء المجتمع المحلي والجمعيات والمراكز النسائية.
مهرجان الخبيزة الذي انطلق أول من أمس، والذي يستمر لغاية الحادي والعشرين من آذار (مارس) المقبل، تنظمه شركة ابناء الوادي للتدريب، ويتضمن فعاليات زراعية وتسويقية لمنتجات في مناطق الأغوار، بخاصة مما تجود به الارض من نباتات وتحديدا الخبيزة التي تشتهر بها الأغوار، وفق مدير المهرجان المهندس محمد عطية.
ويؤكد عطية ان المهرجان، يعتبر فرصة ثمينة لتمكين السيدات اقتصاديا بايجاد ارضية مناسبة لتسويق المنتجات الطبيعية والأشغال اليدوية.
ويبين ان المهرجان، يسعى إلى تحقيق حزمة اهداف تنموية وثقافية واجتماعية، اذ يسلط الضوء على المنتج الثقافي والتراثي المحلي، لتحقيق التنمية المستدامة في منطقه الوادي، بخاصة في الجانب الزراعي والصناعات التقليدية، كما يتيح الفرصة للتلاقي بين المنتج والمستهلك وتبادل الخبرات بين المشاركين.
ويضيف عطية، ان المهرجان يشتمل هذا العام على فعاليات ثقافية وترفيهية، وهو مناسب للعائلة الاردنية، بالاضافة للمعروضات السنوية من المنتجات الزراعية النباتية والحيوانية، لافتا إلى ان تعزيز مفهوم الزراعة العضوية للحصول على طعام صحي وآمن، يبقى من اهم اهداف المهرجان، لانه يعمد إلى توفير منتجات طبيعية سليمة وآمنة، كاحد السبل للتوعية بأهمية الزراعة العضوية التي لا تستخدم فيها الاسمدة الكيماوية والمبيدات.
ويلفت الى ان ما يميز هذا المهرجان، يكمن في مشاركة وفد من بلدية مدينة اريحا، توأم الشونة الجنوبية، مضيفا ان المهرجان حرص على إقامة الفعاليات ضمن فضاءات للإبداع والتميز، وتشمل مشاركات موسيقية وصناعات ثقافية وأعمال فلكلورية وتراثية ومسرح ودراما وثقافه طفل.
ويشير الى ان الاجواء الربيعية المميزة، تشكل عامل جذب للزوار خلال ايام العطل، ما عزز مشاركة الجمعيات والسيدات اللاتي وفرن منتجا متنوعا ومميزا، يبدأ من الاعشاب والنباتات البرية والطبية وصولا إلى المخللات والزيتون وزيت الزيتون والزعتر والالبان والاجبان والاطعمة، كالمعجنات والفطائر، بالاضافة للمشغولات اليدوية.
وتؤكد رئيسة جمعية الروضة الخيرية مريم الهويمل، ان نساء ينتظرن المهرجان كفرصة لعرض المنتجات اليدوية والاطعمة، بما يسهم بتوفير جزء من متطلبات الحياة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وتضيف ان اعتماد غالبية النسوة على خيرات الارض كالخبيزة والحميض والسلق والحويرنة والنباتات الطبية كالبابونج والجعدة، والتي يتكلفن فقط بقطافها، يساعد كثيرا من الاسر على توفير متطلبات العيش الكريم.
وتؤكد انتصار عمر، انها عرضت منتجاتها من اشتال الزينة والمصنوعات المنزلية كالدبس والطحينية في المهرجان، ما ساعدها على توفير دخل مالي مناسب لها، مشيرة الى ان المهرجان يعتبر فرصة حقيقية لبيع المنتجات مباشرة للمواطنين، وهذا الامر لا يتوافر بقية ايام العام.
تقول ام علي، ان المهرجان وفر لها فرصة جيدة لعرض النباتات التي تقطفها من الحقول وبيعها للزوار، لتوفير دخل مالي مناسب لعائلتها، مشيرة إلى انها كانت سابقا تعرض هذه المنتجات على قارعة الطريق، لكن زوارا عديدين يستصعبون التوقف والشراء منها.
يذكر أن شركة ابناء الوادي للتدريب، تقوم بأنشطة تدريبية في مجالات تمكين وتدريب للفتيات والعاطلين عن العمل على بعض المهن الزراعية، واستثمار النباتات البرية كالخبيزة اقتصاديا، لسد احتياجاتهم المعيشية، والتعريف باهمية هذه النباتات لصحة الانسان، بخاصة نبتة الخبيزة الغنية بخصائصها الغذائية، والتي تستخدم كدواء لمرضى ضغط الدم المرتفع، والامساك، كما انها تعد علاجاً لأمراض الجهاز التنفسي العلوي كالتهاب الحلق والسعال.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.