الشونة الجنوبية: شوارع تجاوزت عمرها الافتراضي وتمتلئ بالحفر

على الرغم من أن كثيرا من شوارع لواء الشونة الجنوبية يقارب عمرها عمر الدولة الأردنية ذاته بما شهده من تحديثات وتطويرات شتى، لكن بقيت تلك الشوارع حتى اليوم بعيدة عن أي تحديثات أو حتى ترميمات، فيما تثور التساؤلات حول دور مكتب أشغال اللواء المعطل في القيام بالمهام المنوطة به.
ويشير عدد من الأهالي إلى تردي أوضاع الشوارع الرئيسة، لا سيما الشارع الذي يربط مركز المدينة ببقية مناطق اللواء، موضحين أن بقاء هذه الطرق بلا صيانة فاقم من أوضاعها السيئة، وزاد المخاطر على حياة مستخدميها وألحق أضرارا بمركباتهم.
ويلامس أحمد العدوان، وهو مواطن من سكان اللواء، عمق المعضلة حين يقول إن “معظم هذه الطرق مضى على إنشائها ما يزيد على 70 عاما، لكن لم تجر لها أعمال تأهيل منذ ذلك الوقت، باستثناء ترقيع بعض الحفر، لكن حتى الترقيع توقف منذ سنوات”، مبينا انه “رغم وجود مكتب أشغال لكنه عاجز تماما عن تقديم خدمات الصيانة، ما فاقم من أوضاع الحفر والمطبات في هذه الشوارع”.
ويوضح العدوان أن طريق الرامة الشونة الجنوبية يعتبر الشريان الرئيس الذي يربط مناطق اللواء من الشمال الى الجنوب، وأن سوء أوضاعه تسبب بالكثير من الحوادث المرورية، موضحا ان معظم الحوادث تنتج عن التوقف المفاجئ أو محاولة السائقين الابتعاد عن الحفر والمطبات الموجودة.
ويقول إن الأهالي تقدموا بأكثر من شكوى إلى الجهات المعنية وطالبوها بالإسراع بصيانة هذا الطريق، لكنهم لم يجدوا أي استجابة بحجة انه “لا توجد إمكانات”، مضيفا “ان استمرار الوضع الحالي يشكل خطرا كبيرا على مستخدمي الطريق ويضر بمركباتهم ويكبدهم أعباء كبيرة لصيانتها.”
بدوره، يؤكد المواطن أحمد النواجي أن طريق الروضة الغربي يعتبر “الأسوأ على الإطلاق، اذ تحول إلى ما يشبه الشوارع الترابية بسبب اتساع الحفر المنتشرة على طول الطريق”، مشيرا إلى ان جميع الوعود بتوسعة وتأهيل الطريق ذهبت “أدراج الرياح”.
ويقول: “حتى وإن كانت هناك نية لتوسعة الطريق فيجب على مكتب الأشغال العمل على صيانة الحفر والمطبات إلى حين البدء بمشروع التوسعة، للحد من الخطورة التي يتعرض لها سائقو المركبات”، متسائلا: “ما الفائدة من وجود مكتب للأشغال في اللواء إذا لم يتمكن من القيام بالأعمال التي تعد من صميم واجباته كصيانة الطرق”.
من جانبه يرى النائب فادي العدوان أن أوضاع الشوارع الرئيسة بات “مأساويا” نتيجة عجز الجهات المختصة عن القيام بواجبها في إدامة اعمال الصيانة، الأمر الذي زاد من معاناة المواطنين نتيجة تكرار حوادث السير وكثرة الأعطال الميكانيكية التي أرهقتهم ماديا.
ويضيف أن عدم توفر ورش عمل أو آليات أو مواد لصيانة الطرق في مكتب الأشغال قلل من دوره الفاعل على أرض الواقع، مشددا على ضرورة تزوید المدیریة بالكوادر الهندسیة والفنیة والآليات الكافیة للقيام بالأعمال المنوطة بها. من جهته، يؤكد متصرف لواء الشونة الجنوبية الدكتور طايل المجالي أن شبكة الطرق في اللواء من أطول الشبكات على مستوى ألوية المملكة، ومنها جزء يتبع للأشغال العامة وآخر عبارة عن طرق زراعية تتبع لسلطه وادي الأردن، والجزء المتبقي داخل التنظيم يتبع للبلديات، مضيفا أنه تم تنفيذ عدد من الطرق التابعة للأشغال، وأهمها شارع الكفرين الذي يعتبر عصبا رئيسا في شبكة الطرق في المنطقة، وبكلفه تجاوزت 11 مليون دينار، فيما ستتم المباشرة بالمرحلة الثانية من المشروع خلال الشهرين المقبلين، إضافة إلى شارع الربط بين المغطس وجسر الملك حسين وشارع الكرامة الرئيس وتحويلة الجواسرة.
ويوضح المجالي أنه تم في العامين الماضيين تجميد عدد من المشاريع، واقتصرت مشاريع الخلطة الإسفلتية على أعمال الصيانة الدورية، مضيفا أن عدم وجود كوادر فنية أو آليات في مكتب أشغال اللواء تحول دون تمكينه من القيام بأعماله على الوجه الصحيح، ما فاقم من الأوضاع المتردية للطرق الرئيسة بالأصل، وجرت مخاطبة المعنيين لرفد المكتب بالكوادر والآليات اللازمة لإدامة أعمال الصيانة للحد من معاناة المواطنين.
بدورها، أقرت مديرة مكتب أشغال الشونة الجنوبية المهندسة نوال الجبور بعدم وجود كوادر فنية مؤهلة في المكتب وآليات، وعادة ما تتم الاستعانة بمكتب أشغال دير علا في حال القيام بأعمال صيانة، موضحة أن جزءا من المشكلة سيتم حله خلال الفترة المقبلة مع بدء تنفيذ الجزء الثاني من مشروع تقاطع الكفرين، حيث ستتم توسعة الطريق الممتد من مثلث الجوفة حتى الشونة الجنوبية، اضافة إلى تعبيد طريق الروضة الذي يستخدم كطريق بديل.
وأضافت الجبور أنه تم طرح عطاء توريد خلطة إسفلتية وسيتم في حال إحالته، العمل على إجراء صيانة لسائر الحفر والمطبات في المنطقة، بغية الحد من معاناة الأهالي.
يذكر أن الشارع الذي يربط شمال اللواء بجنوبه وصولا إلى شارع البحر الميت أنشئ في خمسينيات القرن الماضي، ويعتبر أحد الشرايين الرئيسة في وادي الأردن، ويشهد حركة سير كثيفة طوال العام، بما فيها المركبات الإنشائية ذات الحمولات الثقيلة.

حابس العدوان/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة