«العائدون» تصدر كتاب «الحب والحرية والحياة» ومسرحية «مصطفى والسلطان»

عن دار العائدون للنشر والتوزيع، وضمن سلسلة «مختارات العائدون الإبداعية، صدر لأستاذ الفلسفة المفكر الفلسطيني أحمد برقاوي كتاب مختارات شعرية وفلسفية حمل عنوان «الحبّ والحريّة و.. الحياة: تأمّلات في الشِّعر والفَلسفة»، وجاء الكتاب في 400 صفحة.

واحتوى الكتاب على ثلاثة أقسام، الأول للفلسفة، والثاني للشعر، والثالث للشذرات. ففي القسم الأوّل: في باب الفلسفة نقرأ مجموعة من العناوين والموضوعات، هي: الكتابة والناس، الكتابة بوصفها إنشاءً ويتضمن فصلين هما الإنشاء والنصّ والكتابةُ وطبقاتُ الإنشاء، في مجالات: الشّعر، المسرح، القصّ. ثم نذهب إلى فصل وسؤال وماذا عن الفلسفة؟ وندخل في فصل «قولنا الفلسفي» الذي يتضمن: أولًا: ما الفلسفة؟ وثانيًا: نُبلُ الفلسفة، وثالثًا: ضرورة الفلسفة، ورابعًا: الفيلسوف، وخامسًا: خصوصيّة السؤال الفلسفيّ.

بعد قسم الفلسفة، نذهب إلى القسم الثاني المخصص للشعر، حيث عدد كبير من قصائد برقاوي في الحب والحرية والحياة. ونصل أخيرًا إلى القسم الثالث المتضمن مجموعة كبيرة من الشذرات.

وفي كلمة الغلاف الأخير، نقرأ من حديث المؤلف «قيامة العرب: المأساة والملهاة البشريّة»، ما يأتي: الناس في دنيا العرب -الآن- في حال قيامة، والقيامة التاريخية خليط من المأساة والملهاة والدراما البشرية، والكاتب يقع في قلب هذه الحالات التاريخية؛ حتى في صمته. لقد أعادتنا القيامة الشعبية التاريخية إلى سؤال كنّا نظن أنه سؤال عفَى عليه الزمن، أو أنه قد أجيب عنه بما يكفي، ألا وهو سؤال: ما هوية الكاتب؟ قد يقال إن هوية الكاتب لا تحيل إلا على ذاته، وانتماء الكاتب هو إلى الكتابة لكن الكتابة، وهي تحدد هوية الكاتب من دون توقف، وتحيل على نظرته إلى العالم وموقفه من الناس، هو الذي يعين السيرة الذاتية لهوية الكاتب في أحوالها كلها؛ سيرة كتابته وانتمائها، وصورته في أذهان الناس.

وكذلك وضمن إصدارات دار «العائدون للنشر والتوزيع» في عمّان، صدرت حديثًا الترجمة الأولى لمسرحية «مصطفى والسلطان»، للمسرحي والشاعر البريطاني فولك غريفيل الذي عاش في العصر الإليزابيثي (1554 ــ 1628)، وشغل منصب لورد بروك، ورجل دولة جلس في مجلس العموم في أوقات مختلفة بين عامَي (1581 و 1621)، ورُقّي إلى رتبة النبلاء.

تدور حوارات المسرحية «الذهنية» حول شخصية السلطان الذي يشكّ في ولاء ابنه مصطفى له، وبتحريض من زوجته يسعى إلى التخلص من ابنه بحجة أنه يسعى إلى الانقلاب عليه وتسلّم الحكم، وهي حجّة لا دليل عليها، سوى التفاف الشعب وبعض القيادات من حوله. وتتطور الحوادث إلى أن يحضر مصطفى للقاء والده بناء على طلب هذا الأخير.. وصولًا إلى تصفيته على يد والده السلطان.

وتعالج المسرحية بصورة أساسية، طبيعة الحكم المتسلّط، غير القابل للانفتاح على شعبه، ورفض التقارب معه وإعطائه حقوقه التي يستحقها ليعيش بكرامة واحترام لإنسانيته.

يذكر أن غريفيل قد طعنه خادمه حتى الموت، (وهو خارج من التواليت). وكان الخادم غاضبًا لعدم إدخال اسمه في وصية غريفيل، ولهذا طعن سيده بينما كان يزرّر بنطلونه.

واشتهر غريفيل اليوم بكونه كاتب سيرة السير فيليب سيدني، وبشعره الرصين، الذي يقدم آراء كالفينية قاتمة ومدروسة ومميزة حول الفن والأدب والجمال والمسائل الفلسفية الأخرى.

وجاء في كلمة المحرّر الأول على غلاف المسرحية: تكاد تكون نادرة، بل نادرة جدًّا، هي الأعمال المعروفة بـ»المسرح الذهني»، وهو المسرح المخصّص للقراءة أكثر ممّا هو للعرض والمشاهدة على الخشبة. ومن بين هذا النادر يأتينا النصّ المسرحيّ «مصطفى والسلطان» لكاتب وشاعر إنجليزي شبه مجهول تقريبًا في ثقافتنا العربية، كاتب من العصر الإليزابيثيّ الشكسبيريّ هو فولك غريفل (1554–1628)، فهو شاعرٌ وفيلسوف وسياسي من ذلك العصر، كما أنه احتلّ موقع عضو في مجلس العموم البريطاني، وينتمي إلى طبقة النبلاء، فقد شغل مناصب عدة في الدولة، إذ بالإضافةً إلى أنه كان من أهم رجال الحاشية المَلكية المقرّبين من الملكة إيليزابيث الأولى، فقد شغل منصب أمين خزانة القوات البحرية.

النصّ الذي قامت بترجمته عن الإنجليزية المترجمة السورية ندى محمّد قليلًا ما نعثر في المشهد المسرحيّ، العربيّ والعالميّ، على مثيل له. فهذا اللون من الكتابة المسرحيّة، بأبعاده الفكرية والفلسفية، فضلًا عن الدراميّ التراجيديّ، هو نصٌّ مسرحيّ يعالج فلسفة الحكم الديكتاتوريّ المُتسلّط، ومخاوف السُّلطان من المتربّصين بالحكم، وخصوصًا تجاه الابن الشّريك والمحبوب من قبَل الشعب، الأمر الذي يجعل من هذا الحبّ سببًا لحَبك مؤامرة قتله، مؤامرة تحوكها زوجة أبيه الحاكم، وتزرع في رأس (الإمبراطور الوالد) فكرة تآمُر ابنه (مصطفى) للاستيلاء على الحكم، فيقرّر قتلَ ابنه (الخائن بحسب اتهامات باطلة)، وبلا أيّ دليل.

عمر أبو الهيجاء/ الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة