العقبة.. أطفال يوثقون بريشاتهم جرائم الاحتلال بحق أقرانهم بغزة

رسومات بريشات أطفال العقبة، تجاوزت العمل الفني نحو تجسيد للحقائق وتعبير عن صدق المشاعر الحزينة لما يتعرض له أقرانهم في غزة، بريشاتهم البسيطة، يتخيلون ويوثقون عمليات القتل وهمجية الاحتلال الصهيوني الذي يغتصب الأرض، ويفتك بالطفولة.

لوحات ستبقى للأبد معلقة ليس فقط على الجدران بل في صميم الذاكرة والوجدان، تعكس صدق التضامن والانتماء، والرؤية المبكرة للقضية الفلسطينية، وأطفال فلسطين وغزة وأحلامهم وحقهم في العيش كبقية الأطفال.

صور للشهداء والعلم الفلسطيني، وأخرى للركام جراء القصف الهستيري لجيش الاحتلال الصهيوني، تعبر عن دعم القضية الفلسطينية وأطفال القطاع المكلوم.
يقول الطفل محمد الرواشدة، إنه يحصي عدد الشهداء الأطفال الذين يسقطون بالعشرات كل يوم جراء القصف المتواصل على قطاع غزة ويجسد ذلك في رسومات تعبيرية، مؤكداً أننا كأطفال في الأردن والعقبة نتضامن بكل قدراتنا مع أطفال قطاع غزة الذين ينامون في العراء دون مأوى وفي خيام هشة يفتقدون لأبسط مقومات العيش، حتى الماء بات صعب المنال، وفوق ذلك هم عرضة للقصف في أي لحظة.
بكلمات تعكس حجم تضامن الأطفال مع أقرانهم بغزة، ومعايشة ما يتعرضون له، يقول الطفل محمود القرالة: “قلوب أطفال العقبة مع قلوب أطفال غزة، لن نتخلى عنكم ونسأل الله أن يخلصكم من المجرمين الصهاينة”.
ويتابع بعفوية: “نجمع التبرعات في المدرسة لدعم أطفال غزة، نشعر بالحزن الشديد عند رؤية الأطفال تحت الركام وفي المستشفيات، الأطفال لا يتحملون هذا العذاب، ولا ذنب لهم، ويجب وقف الحرب في غزة”.
وأشارت الطفلة ميار الغرايبة، إلى “أنها لأول مرة تمسك فرشاة الألوان، وعبّرت عما بداخلها عندما شاهدت أطفال غزة عبر الشاشات الفضائية والقصف المتواصل يفتك بهم دون رحمة، ومنهم من يفقد حياته ومنهم من يفقد أهله”.
رئيس جمعية أيلة للثقافة والفنون علي كريشان يقول إنه حرص من خلال جمعيته التي تعنى بالرسومات التشكيلة بإقامة يوم مفتوح لأطفال العقبة بهدف تنمية الوعي والحس الوطني لديهم وزرع ثقافة الصمود والانتماء وإعطائهم المجال للتعبير بكل حرية وعفوية عن شعورهم وأفكارهم تجاه ما يحدث في فلسطين والتصدي لحملات إعلامية مشبوهة تحاول تزوير الحقائق فيما يتعلق بحق العرب التاريخي في فلسطين وتصوير النضال الفلسطيني على أنه إرهاب.
وأكد كريشان أن الأطفال عبروا بأناملهم وألوانهم النابضة بالمحبة عن التضامن مع أطفال غزة الصامدين وعن النصر والصمود، وعن المعاناة وتضحية الأمهات هناك.
وبين الرسام التشكيلي بسام المجالي أن الأطفال في المرسم يرسمون بمشاعر صادقة وبحزن وعطاء لما يتعرض له الأطفال في غزة وعموم المناطق الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أن الأطفال بريشاتهم وما يتخيلون وثقوا عمليات القتل وهمجية الاحتلال الصهيوني الذي يغتصب الأرض.
وأضاف المجالي أن للفن والرسم دورا كبيرا في التعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني، وأن بساطة الأطفال تساعدهم على التعبير عن ذلك، مشيرا إلى أن ما شاهده من رسومات للأطفال يعبّر عن قدرتهم على التعبير عن رؤيتهم للقدس في مخيلتهم والصور المشبعة بخيال الأطفال وأمانيهم، ورؤيتهم الإبداعية، وحلم أطفال فلسطين بالسلام والازدهار والحياة الطبيعية الكريمة.

أحمد الرواشدة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة