العقبة: 5 فنادق أغلقت أبوابها و15 في طريقها للإغلاق

– بعد اغلاق 5 فنادق في مدينة العقبة، نتيجة تراكم الخسائر والاغلاقات المتتالية في الفترة الاخيرة، هناك اكثر من 15 فندقا اخر من مختلف التصنيفات، في طريقها للإغلاق وتسريح مئات من موظفيها، لعدم قدرتها على الاستمرار بالعمل في ظل جائحة كورونا، سيما مع انقطاع السياحة الخارجية وتراجع الداخلية.
وكانت خمسة فنادق قد اقفلت ابوابها نهائيا منذ الشهر الماضي، وسرحت اكثر من 550 عاملا تمثل 1130 غرفة فندقية في مختلف التصنيفات، سيما غير الشاطئية.
وأدى اغلاق تلك الفنادق الى زعزعة مكانة العقبة السياحية، واهميتها الاستراتيجية كمقصد سياحة، تشكل الاستثمارات السياحية فيها اكثر من 50 % من حجم الاستثمار.
وقال رئيس جمعية فنادق العقبة صلاح الدين البيطار، ان العقبة تمر بانهيار سياحي في ظل جائحة كورونا، خاصة بعد الاغلاقات المتكررة، مؤكدا انه تم اغلاق خمسة فنادق منذ بدء الجائحة، مرجعا ذلك الى سياسة الاغلاقات دون دراسات علمية مدروسة والتي عصفت بالقطاع.
وطالب البيطار بدعم القطاع السياحي، سيما الفنادق للحفاظ على ديمومتها وعدم اغلاقها وتسريح موظفيها.
وتشكل السياحة الخارجية بالعقبة أكثر من 80 % من زبائنها، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه السياحة الداخلية في احسن حالاتها 20 %.
ويقول مستثمرون، ان الفنادق والقطاع السياحي على حافة الافلاس والخروج من السوق لظروف خارجة عن ارادة الجميع، مشيرين الى انه من الممكن ان يتم التعامل مع هذه الجائحة بطريقة افضل، يساعد في ذلك موقع العقبة الاستراتيجي وسهولة السيطرة على وقف انتشار الوباء، ضمن ضوابط سلامة عامة وبروتوكول صحي خاص يتم تطبيقه والالتزام به.
ويقول المستثمر والمهدد بإغلاق فندقه أسامة أبو طالب، ان الوضع لم يعد يحتمل، سيما بعد حظر يوم الجمعة والحظر الجزئي الذي يبدأ من الساعة السادسة مساء، مؤكدا ان قطاع السياحة وجه له اكثر من ضربة متتالية وبالتالي لم يعد قادراً على الاستمرار في ظل تراكم الخسائر المتراكمة.
وبين أبو طالب، انه خلال أيام ستعلن فنادق أخرى الاغلاق بصوره نهائية، مما يعني تسريع مئات الموظفين من وظائفهم والتي كانت تشكل لهم مصدر رزقهم الوحيد.
واكدوا أن العشرات من المنشآت السياحية باتت مهددة وعلى وشك الانهيار التام وإعلان الافلاس، نتيجة التزامات مالية وكلف تشغيلية كبيرة مترتبة عليها، لاعتمادها على السياحة الأجنبية الوافدة والتي توقفت عن القدوم الى المملكة إضافة الى عدم قدرة وزارة السياحة على إيجاد برامج تضمن استمرارية قدوم الزوار من المحافظات الأخرى الى العقبة في ظل الجائحة.
وقالوا إنهم ومنذ ان توقفت حركة السياحة في المنطقة، في ظل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمنع تفشي جائحة “كورونا”، أصبحوا غير قادرين على الاستمرار بتشغيل منشآتهم، سيما بعد تعرضهم لخسائر اقتصادية فادحة تكبدوها تقدر بـ” مئات الآف” الدنانير، إضافة الى تراكم الأجور والقروض، في منطقة سياحية يعتمد غالبية سكانها على الدخل المتأتي من السياحة الوافدة.
ودعا المستثمر محمد عبد الله، الى إيجاد دعم مباشر للقطاع السياحي بأكثر مرونة، مؤكداً أن الاستثمارات الفندقية تمر بظروف استثنائية وأزمة قاهرة، وهي المرحلة الأصعب في حياتها، بعد أن توقفت حركة السياحة الوافدة بهذا القطاع الحيوي والمهم، مشيرا إلى أنه ومع صعوبة المرحلة فإن كلف التشغيل ما تزال ترهق هذه الاستثمارات وما يزال أصحابها يسددون أقساط القروض المترتبة عليهم.
وأشار عبد الله الى ان استمرار عمل الفنادق بهذه الصورة، يكبدها مزيداً من الخسائر جراء ارتفاع كلف التشغيل والضرائب، مؤكدا ان الحل الأنسب لوقف نزيف الخسائر هو الاغلاق القصري لانعدام جدوى بقائها مفتوحة، داعيا الحكومة إلى وضع خطة سياحية لإنقاذ القطاع السياحي من الانهيار والوقوف إلى جانبها في هذا الظرف الصعب، ووضع حد لمعاناة العاملين فيه منذ بداية الأزمة والتي تسببت في عجز هذه الاستثمارات عن تسديد الالتزامات المالية المترتبة عليها.
وقال مصدر مسؤول في مديرية السياحة بالعقبة، ان الوزارة تعمل مع مختلف المؤسسات المعنية بخصوص اتخاذ إجراءات تتعلق بإعفاء المنشآت السياحية من رسوم التراخيص للعام المقبل إضافة الى إعادة جدولة أثمان الكهرباء والماء.
واكد المصدر ان الوزارة اطلقت صندوق المخاطر السياحية والذي سيدار مباشرة من القطاع الخاص وبإشراف حكومي، اضافة الى ان الحكومة اطلقت صندوق المخاطر السياحية بقيمة 20 مليون دينار لدعم القطاع السياحي والتخفيف من الاضرار التي طالته جراء جائحة كورونا.

 

احمد الرواشدة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة