“العقدة الرومانية” أسفل مدينة عجلون.. هل تستثمر لتنشيط الحركة السياحية؟

يؤكد ناشطون ومواطنون أن تأهيل وتطوير وسط مدينة عجلون يستدعي استثمار كل ما هو متاح، لا سيما للأغراض السياحية، مثل “العقدة الرومانية” أسفل المدينة، واستثمار شارع الحسبة وتأهيله ليكون بطابع تراثي على غرار بعض الشوارع في مدن بمحافظات أخرى.
وقالوا إن صيانة وترميم الممر المائي المعروف بالعقدة الرومانية القديمة الواقعة أسفل مدينة عجلون، بالشراكة بين البلدية والسياحة، سيوفر ممرا سياحيا ويشكل بيئة جاذبة للتسوق والسياحة، ويساهم في تنشيط الوسط التجاري في قلب مدينة عجلون.
ويؤكد الناشط علي القضاة أن تطوير وسط مدينة عجلون يستدعي البحث عن عوامل تضيف أجواء تاريخية وتراثية، على غرار بعض الطرق في مدينة السلط، واستثمار كل ما هو متاح في هذا التوجه، لافتا إلى إمكانية إعادة تأهيل وتطوير الممر المائي الذي ينقل مياه الأمطار إلى وادي كفرنجة، والواقع أسفل الوسط التجاري لمدينة عجلون، بحيث يمكن استثمار هذا الموقع الروماني القديم سياحيا.
وبحسب المواطن مصطفى حمادات، فإن شارع الحسبة وسط عجلون يمكن أن يتم تطويره وتأهيله بحيث يقتصر على مرور المشاة والمتسوقين بأجواء من العراقة والتراث، مؤكدا أن مثل هذه الحلول ستساهم في تنشيط الحركة السياحية وسط المدينة وتخفف من الاختناقات المرورية.
أما الناشط ومستشار “إرادة” سابقا علي يوسف المومني، فيرى أن استثمار “العقدة الرومانية” في عجلون يكون كمسار سياحي وبيئي جاذب للزوار، بهدف تنشيط الحركة التجارية في وسط المدينة عن طريق أعمال الصيانة والترميم للممر المائي الموجود أسفل المدينة، ليكون وجهة متكاملة للسياح ومتسوقي الهدايا التذكارية، مؤكدا أن تطويرها سيخلق بيئة محفزة للسياح للتسوق من المنتجات المحلية وتنشيط الوسط التجاري والحركة الاقتصادية في وسط مدينة عجلون، حيث يرتبط الممر بالمسار التجاري والمحلات.
ودعا المومني، إلى إجراء استكشافات للموقع تمهيدا لوضع مخططات أولية لمشاريع تهدف إلى ترميم وصيانة العقود التاريخية التي يمثل الموقع جزءا منها، مؤكدا أن “العقدة الرومانية” تشكل موقعا أثريا تاريخيا له أهمية كبيرة كشاهد على الحقب التاريخية المختلفة التي مرت بها عجلون.
ويقول المواطن كمال أبو محمد “إننا نسمع منذ زمن بعيد عن العقدة الرومانية وتروى عنها القصص والحكايات القديمة، وكيف أن نبع المياه العذبة الموجود بداخلها كان بمثابة شريان الحياة للسكان في المنطقة”، مؤكدا أن الموقع يشكل معلما أثريا وتاريخيا مهما وشاهدا على الحقب التاريخية المتعاقبة على أرض عجلون، والمعروف لدى السكان بالمكان الواقع أسفل شجرة الكيناء الشامخة وسط مدينة عجلون، والتي تستدعي هي الأخرى رعاية خاصة بتسميدها وتقليمها لضمان ديمومتها.
بمغامرة نوعية
ويؤكد المواطن حمزة الصمادي، أن فريقا قام مؤخرا بمغامرة نوعية داخل العقدة الرومانية من خلال الدخول إلى أحد العقود الأثرية التاريخية وسط مدينة عجلون، وتحديدا أسفل الإشارة الضوئية، وضم الفريق بعض العاملين في بلدية عجلون الكبرى لاستكشاف الموقع تمهيدا لوضع مخططات أولية للمكان، على أمل أن يشهد الموقع مستقبلا مشاريع تهتم بإعادة ترميم وصيانة هذه العقود التاريخية المهمة، معربا عن أمله بأن يكون هناك اهتمام من الجهات المعنية لإبراز هذا الموقع التاريخي والأثري المهم.
من جهته، يؤكد مدير سياحة المحافظة فراس الخطاطبة، أن استثمار مثل هذه المواقع الأثرية والتراثية الواقعة وسط المدن، كموقع العقدة الرومانية أسفل الوسط التجاري في صحن مدينة عجلون، من شأنه أن يساهم في تنشيط السياحة، ويكون عامل جذب للوفود السياحية للمسير فيها، والاستفادة من عملية التسوق في حال اقتصرت على عرض التحف والمنتجات التراثية.
وقال إن المديرية على أتم الاستعداد للتعاون مع بلدية عجلون لعرض أفكارها ومقترحاتها، في حال وفرت البلدية المخصصات، وعزمت على تأهيل وصيانة هذا الموقع لإخراجه بالشكل المطلوب.
يشار إلى أن هذه العقود تقع أسفل الشوارع المحيطة بوسط مدينة عجلون بجانب مسجد عجلون الأقدم في الأردن، حيث يوجد لها مسارب تصل إلى نبع الماء القديم الذي بنيت مدينة عجلون في محيطه كمصدر مهم للماء الذي لا تنقطع مياهه العذبة على مدار السنة.
وكان وفد وزاري ضم وزراء الإدارة المحلية المهندس وليد المصري، والسياحة والآثار الدكتور عماد الحجازين، والبيئة الدكتور أيمن سليمان، والتربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور عزمي المحافظة، قد اطلع أول من أمس على عدد من المواقع السياحية وخطط الجهات المعنية من البلدية والسياحة الساعية إلى تطوير وتأهيل عدد من المواقع، بما فيها الممر المائي أسفل مدينة عجلون.
ورافق الوفد رئيس لجنة بلدية عجلون الكبرى المهندس محمد البشابشة، ومدير سياحة عجلون فراس الخطاطبة، حيث شملت الجولة التفقدية قلعة عجلون التاريخية، وموقع تلفريك عجلون بمحطتيه الأولى والثانية، وموقع كنيسة مار الياس السياحي ووسط مدينة عجلون مرورا بمنطقة اشتفينا، بهدف الاطلاع على واقع الخدمات والبنية التحتية والوقوف على احتياجات القطاع السياحي والخدمي في المحافظة.
وأشاد الوزراء بالقفزة النوعية في جاهزية البنية التحتية ومستوى النظافة والواقع الخدمي في عجلون، خصوصا في المواقع التي تشهد كثافة سياحية، بالرغم من محدودية الإمكانيات، مؤكدين أن مستوى التعاون والتنسيق بين البلدية والجهات المعنية يعكس التزاما حقيقيا بتنفيذ بنود المخطط الشمولي.
كما أكدوا أن هذه الزيارة تأتي في سياق دعم وتطوير هذه الإنجازات، حيث تم الاتفاق على تسريع وتيرة العمل لضمان استكمال المشاريع الخدمية والسياحية ورفع كفاءة العاملين، بهدف جعل عجلون وجهة سياحية نموذجية ومستدامة تتوافق مع الاهتمام الملكي بالمحافظة.
وخلال الجولة عرض البشابشة حاجة المحافظة لإعادة تأهيل عدد من المواقع الحيوية، والتي تتضمن شارع الحسبة وسط المدينة، بالإضافة إلى صيانة وترميم الممر المائي المعروف بالعقدة الرومانية القديمة الواقع أسفل مدينة عجلون، بهدف توفير ممر سياحي وبيئة جاذبة للتسوق والسياحة لتنشيط الوسط التجاري في قلب مدينة عجلون.
وبين أهم المشاريع وأعمال البلدية في جميع المناطق، وأبرزها إعادة تأهيل منطقتي رأس العين والمثلث الغربي في عنجرة لغايات تجهيز سوق تجاري بديل للبسطات العشوائية.
حركة سياحية نشطة
وفي الأثناء، شهدت المحافظة حركة سياحية نشطة محلية وعربية وأجنبية، بحيث بلغ عدد زوارها الشهر الماضي 96 ألف زائر للقلعة والتلفريك والمحمية وموقع مار الياس.
فقد زار مشروع التلفريك وعاش تجربة ركوبه وسط الغابات والمناظر الجميلة 40 ألف زائر، وفق مدير منطقة عجلون التنموية المهندس طارق المعايطة، الذي بين أن وجود التلفريك، وهو رؤية ملكية، ساهم بإحداث نقلة نوعية للمحافظة في الجانب التنموي والخدمي والاستثماري، لافتا إلى أن المحافظة تمتاز بإمكانات سياحية وزراعية تساهم في جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل للشباب في المستقبل.
وكشف مدير محمية عجلون عدي القضاة أن عدد زوار المحمية بين الإقامة وزيارة المطاعم والألعاب والمغامرة بلغ ما يقارب 21 ألف زائر من الأردنيين والعرب وجنسيات أخرى، لافتا إلى ما تتمتع به المحمية كنموذج للسياحة البيئية المستدامة، حيث تتوفر فيها العديد من المرافق التي تخدم الأفراد والمجتمعات المحلية.
كما بلغ عدد زوار قلعة عجلون وموقع مار الياس الشهر الماضي زهاء 35 ألف زائر، حيث شهدت مناطق القلعة والتلفريك والمحمية ومار الياس وشلالات راجب حركة سياحية نشطة ونسبة إشغال عالية نهاية الأسبوع الماضي.
واعتبر مهتمون بالشأن السياحي كوثر دويكات ورهام المومني وطارق الحصان أن عجلون بكل مكوناتها وما فيها من ميزات تعد جاذبة للسياحة، ما يتطلب من الجميع الحفاظ على مقوماتها البيئية والطبيعية ومواقعها السياحية والأثرية والبنى التحتية والمسارات، مشيرين إلى أن هذه الخدمات تمثل الحياة والجمال الذي تتميز به المحافظة.