العنب يتحول على أيدي جرشيات لمنتجات مصنعة

بدأت سيدات في محافظة جرش، بتصنيع العنب وتحويله إلى مربى وزبيب وخل وحلوى “الخبيصة” الشعبية، لانخفاض أسعاره، وتراجع جدوى بيعه كثمار طازجة، وتأثر جودته بارتفاع درجات الحرارة.
وأكد مزارعون أن أسعار العنب في الأسواق، لا تغطي تكاليف إنتاجه، من أجور عمال وأثمان عبوات وتكاليف نقل للاسواق المركزية، إذ لا يزيد سعر الكيلو على نصف دينار في أحسن الظروف، ويتوقع ارتفاع كميات إنتاجه قريبا، جراء ارتفاع درجات الحرارة الكبير، ما يسرع بنضوجه.
وقال المزارع من بلدة ساكب عيسى العياصرة، إن أرضه تنتج سنويا كميات كبيرة من العنب، وان مساحة أرضه المزروعة به لا تقل عن 10 دونمات، لكن أسعار المنتج المنخفضة، ألجأته لتصنيعه وتحويله لمنتجات قابلة للتسويق بأسعار أفضل من أسعار الثمار، أهمها مربى العنب والزبيب و”الخبيصة”.
وبين العياصرة، أنه وظف سيدات من المجتمع المحلي لتصنيع هذه المنتجات في منزله، ويسعى لتسويقه أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأفراد، لا سيما وان المعارض والمهرجانات والبازارات، ما تزال شبه متوقفة جراء ظروف جائحة كورونا، وأن ما يقام منها إنما يكون لفترات قصيرة، بعدد مشاركين متواضع حرصا على صحتهم وسلامتهم.
ولفت العياصرة الى أنه يلجأ لإنشاء بسطات صغيرة ومؤقتة لبيع العنب على أطراف الشوارع والطرقات التي يمر بها السياح في عطلة نهاية الأسبوع، لتسويق ما يمكن تسويقه.
أم سراج سيدة منتجة، قالت إنها بدأت بتصنيع العنب وتحويله إلى حلوى “الخبيصة” وتسوقه منتجاتها عبر وسائل التواصل.
فيما بينت سيدات منتجات، أن ما ينقصهن لاكتمال عملية تصنيع المواد الغذائية وإنتاج أنواع متعددة من الأغذية المحلية تخزن لفترات طويلة، هو تأهيلهن وتدريبهن وتمكينهن ماديا، بخاصة وأن المحافظة، تشتهر بجودة منتجاتها الزراعية والغذائية، وبعضها يجري تسويقه على نطاق واسع محليا وعربيا.
وأوضحت الخمسينية ام سراج، أنها تعمل على تصنيع المنتجات الزراعية التي تنتجها أرضها منذ أكثر من 10 سنوات، بخاصة وأن تصنيعها وتسويقه، اسهل وأفضل وأكثر جدوى مادية من بيع الثمار في الأسواق المركزية، لافتة الى ما تمتاز به المحافظة من منتجات ذات سمعة جيدة.
ولفتت الى أن منتجاتها، تشهد طلبا متزايدا، نظرا لجودتها واسعارها المناسبة، ونوعيتها ما يساعدها في تغطية أكلافها.
وبينت أن أرضها الزراعية تنتج ثمار اللوزيات والتفاحيات والإجاص والعنب والتين والزعتر البلدي والمشمش والخوخ والدراق، وهذه المواد الاولية تساعدها في تصنيعها منزليا، وتلقى رواجا لدى المواطنين، لأنها تعتمد على المواد الطبيعية وتخلو من المواد الحافظة والمصنعة وغير الصحية.
وأشارت الى أن هذا العمل، يوفر دخلا جيدا، يمكنها من إعالة أسرتها، وتغطية أكلاف خدمة مزروعاتها من حراثة وتسميد وتقليم وري وأجور عمالة وقطاف ونقل وغيرها من الخدمات.
وأكد مزارعو عنب، أن استخدام المنتجات الزراعية الموسمية وتصنيعها، له مرود جيد على الاسر ذات الدخل المحدود، بخاصة في تصنيع العنب الذي تتميز به المحافظة، وتنتجه بكميات كبيرة، ويتوقع زيادة كميات إنتاجه قريبا لارتفاع درجات الحرارة.
وقالت السيدة المنتجة مها الحوامدة، إنها تنتظر موسم المنتجات الزراعية من الفواكه بفارغ الصبر، لتشتريها من المزارعين مباشرة، وتصنعها في منزلها، ومن ثم تسوقها.
وأوضحت الحوامدة، أنها تستغل المواسم السياحية لتسويق منتجاتها من المربيات والمخللات والزعتر البلدي و”الخبيصة”، وغيرها من المواد الغذائية التي تفضلها الأسر المحلية والسياح.
وطالبت الجمعيات الخيرية والتعاونية، بدعم عمل السيدات المنتجات بعقد دورات تدريبية وتأهيلية وورشات عمل، لتطوير مهاراتهن في هذا الجانب.
مدير زراعة جرش الدكتور فايز الخوالدة، قال إن المحافظة تتميز بمنتوجاتها من العنب وتصنيعه، الى جانب منتجات أخرى، وهي تلقى رواجا في المجتمع المحلي ولدى زوار المحافظة.
وأوضح أن العنب بدأ بالنضوج تدريجيا في قرى وبلدات المحافظة التي تشتهر بزراعته، وأهمها بلدتا سوف وساكب، ويتحكم العرض والطلب بأسعاره، وهي مناسبة لوزارة الزراعة بألا تحدد الأسعار كباقي المنتجات الزراعية التي تعرض في الأسواق.
وأكد الخوالدة، أن مساحة مزارع العنب في المحافظة، تصل الى 3 آلاف دونم، ويحتمل أن تتأثر ثمارها بالارتفاع الكبير على درجات الحرارة هذه الأيام، لكن ثمار العنب تتحمل الحرارة المرتفعة، وتقاوم مختلف الأمراض، وهي هذا العام لم تتعرض لأي أمراض.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة