العنوسة …..وما أدراك ما العنوسة ؟ / رياض خليف الشديفات

=
العنوسة تعني تأخر سن الزواج للذكور والإناث في المجتمع عن السن المتعارف عليه في تكوين الأسرة ، وغالب الناس في مجتمعنا يربط العنوسة بالإناث ؛ لكن الحقيقة أنها تعني كلا الجنسين ، وقد بلغت نسبة العنوسة في المجتمع الأردني 40% من الإناث ، وما يزيد عن ( 250) ألف من العوانس في المجتمع ، وهذه المشكلة مسكوت عنها من الجهات الرسمية ومن مؤسسات المجتمع المحلي ، ولا يخلو بيت أردني من عدة عوانس فاتهن قطار الزواج وبناء أسرة مستقرة ، ونحن جميعاً شركاء في هذا الواقع الاجتماعي الخطير ، وإذا أضفنا إلى هذا ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع الأردني إلى ما يزيد عن 40 % من الزيجات التي تنتهي بالطلاق والانفصال وتبعات ذلك من مشكلات اجتماعية ونفسية ومالية وغيرها .
ومشكلة العنوسة من المشكلات الاجتماعية الخطيرة باعتبارها من عوامل شيخوخة المجتمع وعجزه عن مده بالعناصر الشابة المحركة للحيوية وعوامل البقاء والديمومة والاستمرار ، ولهذه المشكلة أسباب كثيرة من أبرزها : نمط الحياة المعاصرة ومتطلباتها الكثيرة ، وعدم قدرة الشباب من الجنسين عن مجاراة المظاهر الاجتماعية التي تحول دون الزواج ، وثقافة المجتمع التي رفض التعدد الذي شرع لمعالجة بعض الحالات الاجتماعية في المجتمعات المسلمة ، وغلاء المهور ، وتأثير وسائل الإعلام في تشكيل ثقافة الناس بعيداً عن البساطة والتيسبر في تكاليف الزواج ومتطلباته .
ومن أسباب زيادة نسبة العنوسة في المجتمع الأردني ثقافة الناس في البحث عن الموظفة والعاملة كشريكة حياة ، وغير الموظفة والعاملة مكانها بيت أبيها بغض النظر عن دينها وحسبها وجمالها ، فالمعيار المادي والراتب الشهري مقدم على هذه المعايير والضوابط الهامة في اختيار شريك الحياة.
ولهذا المنطق دوافعه الاجتماعية والثقافية والنفسية التي نشأت بفعل متغيرات الحياة المعاصرة يضاف إلى ذلك ضغط الفقر والبطالة وعجز الحكومات المتعاقبة في توفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطن ؛ بل إن السياسات الحكومية زادت من الفقر والبطالة وجعلت جيب المواطن هو الحل لعجزها المالي ، وأدت إلى العزوف عن الزواج ، وزيادة الأمراض النفسية والعقد والإنتحار التي لم نكن نسمع عنها في مجتمعنا !! ويضاف هذا الملف الاجتماعي إلى سلسلة الملفات التي اخفقت الحكومات ومعها المجالس التشريعية في معالجتها وحلها ، فمتى يستقيظ حكماء القوم وساسته لمثل هذه القضايا ؟ .
د . رياض الشديفات / المفرق

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة