الغابة الاسكندنافية بالبلقاء.. إهمال يحولها لبيئة طاردة للزوار

رغم أن أجواءها جاذبة وسط أحضان الطبيعة، إلا أن الغابة الاسكندنافية الواقعة بلواء عين الباشا في محافظة البلقاء، والتي تتميز بإطلالة خلابة، تعاني إهمالا يطمس قيمتها ويجعلها بيئة طاردة بدلا من ان تكون احد اهم مواقع السياحة البيئية، وفق ما يؤكده سكان بالمحافظة.
وبحسب ما ذكر سكان لـ”الغد”، فإن الغابة تفتقر للخدمات الأساسية، من حيث عدم وجود دورات مياه، أو مقاه وأكشاك، أو ألعاب مخصصة للأطفال، كما انها تعاني من انتشار مخلفات التنزه، فيما يجد كثيرون صعوبة في الوصول إليها كون الطريق إليها بحاجة إلى صيانة.
الناشط في لواء عين الباشا منذر الفاعوري، يقول إن “اللواء بشكل عام والذي يقطنه ما يقارب 240 ألف نسمة يفتقر إلى الحدائق العامة وأماكن التنزه، حيث يلجأ غالبية الأطفال إلى اللعب بالشوارع تحت خطر الدهس من قبل المركبات، ما يستدعي تأهيل الغابة لتكون جاذبة لسكان محافظة البلقاء ككل وحتى بقية محافظات المملكة، كونها تتميز بأجواء جميلة وتحظى كذلك بإطلالات ملفتة”.
وأضاف الفاعوري، أنه “يمكن استغلال الغابة كوجهة استثمارية وسياحية، وذلك بتطويرها بمختلف الخدمات التي قد يحتاجها الزائر، من صيانة الطرق الواصلة إليها وترخيص أكشاك ومرافق عامة من شأنها استقطاب الزوار”.
وقال، إن غالبية من يزور الغابة لأول مرة، لا يعود إلى زيارتها مرة أخرى، بسبب افتقارها للخدمات اللازمة، مجددا تأكيد أهمية استغلالها واستثمارها بشكل يجعلها بيئة جاذبة لا طاردة للزوار.
الشاب أوس حجاوي الذي يقيم في لواء ماحص والفحيص، يقول إنه سبق وأن زار الغابة مع مجموعة من أصدقائه بقصد التنزه، إلا أنهم وعلى حد تعبيره “لم ولن يفكروا بالعودة إليها مرة أخرى لافتقارها للخدمات”.
وأشار إلى أنه وأصدقاءه قرروا زيارة الغابة من باب التغيير واستكشاف مكان جديد، قائلا إن الغابة جميلة جدا، غير إننا لم نجد مكانا واحدا قريبا منها لشراء بعض مستلزمات التنزه، بالإضافة لعدم وجود دورات مياه”.
وقال إنه لا تتوفر بالغابة أيضا مقاعد أو حاويات كافية، فضلا عن انبعاث روائح كريهة بسبب عدم توفر دورات مياه لقضاء الحاجة.
كما يؤكد أبو إيهاب البدوي الذي يسكن في مخيم البقعة، أنه تردد وعائلته مرات عدة على الغابة بقصد التنزه كونها قريبة على المخيم، مشيرا إلى أن زوارها تناقصوا بشكل ملفت بسبب الإهمال الذي تعانيه.
وتحدث البدوي، عن أن النظافة في الغابة ليست بالمستوى المطلوب، محملا مسؤولية ذلك إلى زوار يتركون مخلفاتهم وراءهم دون إزالتها.
وطالب بأن يتم إيلاء الغابة المزيد من الرعاية والاهتمام لتكون مقصدا للزوار من داخل محافظة البلقاء وخارجها، وحتى السياح الذي يقصدون المملكة في جولات سياحية لمناطق مختلفة، معتبرا أن الغابة تمتلك العديد من المقومات الجاذبة.
من جهته، أكد مصدر في بلدية عين الباشا، أن هناك تقصيرا بالفعل تجاه الغابة من حيث العمل على تطويرها وتأهيلها لتستقطب الزوار والسياح، رغم أهميتها الطبيعية والجمالية.
وعزا المصدر ذلك إلى غياب التخطيط السليم والمجدي تجاه العديد من المواقع التي يمكن استغلالها استثماريا وسياحيا، وليس فقط الغابة الاسكندنافية، فضلا عن محدودية الموارد المالية الأمر الذي يحتم إيجاد شراكة حقيقية بين القطاعين الخاص والعام.
وتطرق المصدر إلى مشروع استثماري باء بالفشل قبل سنوات عديدة، ويتعلق بتوجه لإنشاء “تلفريك” في الغابة الاسكندنافية، بحيث يمتد على طول 2 كيلومتر من نقطة الارتفاع العلوية في الغابة إلى نقطة مقابلة باتجاه الغرب ومن خلالها سيتم مشاهدة مناظر خلابة تمتد على عشرات الكيلو مترات بصورة دائرية، وكان مقررا أن يكون ارتفاع عربات التلفريك نحو 120 مترا عن مستوى الغابة.

محمد سمور / الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة