الغور الشمالي: خسائر بمحصول الحمضيات بسبب “الحشرات القشرية”

يرهق انتشار “الحشرات القشرية” في مزارع الحمضيات بلواء الاغوار الشمالية، المزارعين، فهي تهاجم الاجزاء الهوائية للشجرة (أغصان، اوراق ، ثمار) كافة، ما يتسبب بإيذاء الثمار، وبتدني جودة المحاصيل، وبالتالي تؤثر في القيمة المادية للمنتجات.
وبرغم قيام المزارعين بمحاربة هذه الآفة، عن طريق المبيدات الحشرية والتقليم أو حتى اقتلاع الاشجار المصابة بها، الا أنهم يشيرون إلى أن عدواها، تنتقل بسرعة من الأشجار المصابة إلى السليمة، ما يهدد موسم الحمضيات.
ودفعت آفة الحشرات القشرية مزارعي الحمضيات في الأغوار، الى مطالبة الجهات المعنية بالزراعة في مناطقهم للتحرك، وتنفيذ زيارات ميدانية للمزارع، وتقديم ارشاد للمزارعين لمكافحة هذه الآفة، التي تهدد بهلاك مزارع الحمضيات التي يعد موسمها الأبرز في اللواء، اذ تغطي نحو 90 % من مجمل العمل في اللواء.
وتظهر هذه الآفة على الحمضيات في الشهرين الحالي والمقبل، مع ارتفاع الرطوبة وخلال الشتاء، علما بأن الجيل الاول من هذه الحشرات، يبدأ بالظهور في نيسان (إبريل) ويسمى الجيل الزاحف.
وانتشرت الآفة في وقت تؤكد فيه وزارة الزراعة عدم وجود حل جذري للقضاء عليها، لافتة الى وجود طرق للوقاية منها أو التخفيف من حدتها.
مدير زراعة اللواء الدكتور موفق ابو صهيون، أكد ان الاصابة الشديدة بهذه الآفة تضعف الاشجار ونموها، وتؤثر في الثمار في المستقبل، وتقلل من قيمتها السوقية، موكدا ان العملية الزراعية للحمضيات مكلفة جدا، وتحتاج الى اهتمام واسع بأشجارها وثمارها وريها وقطافها، وغيرها من العمليات.
ودعا أبو صهيون المزارعين الى مكافحة هذه الآفة، تجنبا للوقوع في الخسائر، والالتزام بضوابط مكافحة القشور الفطرية، بزراعة الأشجار ضمن مسافات مناسبة فيما بينها، تتناسب مع حجم الصنف من أشجار الحمضيات الموجودة في المزرعة.
وشدد على أهمية تقليم الأشجار لزيادة تهويتها من الداخل، وتقليل الرطوبة ورفع منسوب الاضاءة وسط الشجرة، وازالة الاعشاب والاوراق المتساقطة حولها، وجمع الثمار المصابة.
وبين ان هذه الطرق، تقلل من الظروف المساعدة على تكاثر الحشرة القشرية، أما العلاج بالطرق الكيماوية فيستخدم فيها المبيدات المتخصصة، مع مراعاة بعض النقاط التى تشكل اهمية زراعية، والاستعانة بمختص لتحديد الموعد المناسب للقيام بالرش، بما يتناسب مع طور نمو الحشرة للحصول على افضل نتيجة، دون أن تؤثر على الاعداد الحيوية الموجودة في المنطقة، والتي تعتبر خط الدفاع الاول للسيطرة على هذه الحشرات.
كما اكد ابوصهيون، أهمية استخدام الزيت الصيفي مع المبيدات، لانها تحد من انتشار الحشرة على نحو كبير، ومراقبة نتائج الرش في المرة الاولى جيدا، لتحديد الموعد الثاني عند ظهور الاصابة مرة اخرى اذا لزم الامر، والابتعاد عن الرش في الايام التي ترتفع فيها درجة الحرارة، حتى لا تؤثر على الاوراق وتتسبب باحتراقها، ومراعاة فترة الامان للمبيد مع موعد القطف جيدا.
المزارع محمد البشتاوي قال انه في حال إصابة الأشجار بالحشرة، فإنها تؤدي الى اصفرار اوراقها، وموت فروعها وتشويه ثمارها.
واكد المزارع خالد القويسم ان اغلب مزارعي اللواء، يعتمدون في مصدر رزقهم على العمل الزراعي، كما ان اغلبهم يؤجلون تغطية التزاماتهم، الى حين جني محصولهم من الحمضيات.
وأوضح ان أي ضرر يمس أشجار الحمضيات، يضر مزارعيها ويكبدهم خسائر كبيرة، تتعلق بركود بيع محاصيلهم، الى جانب رفع كلفة العناية بأشجارهم لحمايتها من الآفة.
وطالب وزارة الزراعة، الاهتمام بالمزارعين ومزروعاتهم، تفاديا لتفاقم خسائرهم التي تمسهم مباشرة فقط لا سواهم، وبعضهم يقع في مآزق مالية قد تقودهم الى نهايات مؤلمة، كالسجن، وهناك مزارعون زجوا في السجون جراء ما تراكم عليهم من خسائر بسبب آفات زراعية ضربت محاصيلهم وأشجارهم، ولغيرها من الالتزامات التي تتعلق باعمالهم.
يذكر ان اللواء من المناطق الاشد فقرا، ويعمل نصف السكان في مختلف مجالات العمل الزراعي، ويبلغ عدد سكان اللواء حوالي 130 الف نسمة موزعين على 3 بلديات: طبقة فحل، وشرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل.

علا عبداللطيف/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة