الغور الشمالي: فطريات الموز تزحف على المزارع وتهدد الموسم

الغور الشمالي – لحق موسم الموز بضحايا موجات الحر المتتابعة التي تشهدها المملكة منذ أسابيع، حيث تفاقمت إصابة مزارع الموز بمرض “الفيوزاريوم” الفطري ما ألحق خسائر فادحة بالمزارعين في لواء الغور الشمالي الذين يطالبون سلطة وادي الاردن بإسالة المياه، لوقف الخسائر، لاسيما في الوقت الحالي الذي يعد موسما جيدا للموز الذي يدر عليهم أرباحا تغطي تكاليف العملية الزراعية.
ويؤكد مزارعون أن الاصابة بالمرض وصلت في بعض المزارع إلى نحو 50 %، وتفاوتت من مزرعة أخرى، مشيرين الى أن انتشار المرض وعدم وجود علاج ناجع له، وضع المزارعين في حالة من القلق والتذمر، في ظل الاوضاع الزراعية الصعبة التى فرضتها عليهم جائحة كورونا، حيث تسببت تلك الجائحة بحدوث العديد من الإغلاقات الحدودية ناهيك عن تراكم الالتزامات المالية عليهم.
ويطالب المزارع محمد البشتاوي مديرية زراعة وادي الاردن، بالعمل على تفعيل دور الإرشاد الزراعي في المديريات الزراعية، والنزول إلى الميدان والتعامل مباشرة مع المزارعين، بدل “إعطاء تعليمات زراعية عن بعد، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي”.
ويعد “الفيورازيوم” مرضا فطريا يستوطن التربة ويصيب جذور نباتات الموز، فتظهر أعراض المرض فى صورة اصفرار على الأوراق الخارجية يمتد من الأطراف إلى وسط الورقة، مؤدياً إلى ذبولها وتكسر أعناقها، فتتدلى حوافها ثم تموت هذه الأوراق وتتحول إلى اللون البني، ما يؤدي الى اضعاف النباتات المصابة ويؤثر بشكل كبير على عملية إنتاج الثمار.
ويوكد المزارع خالد التلاوي من منطقة الشونة الشمالية ان ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت ذروتها في المنطقة نحو 44 درجة مئوية، فاقمت من حجم الاصابة بالمرض، ما تسبب بخسائر كبيرة للمزارعين، موضحا ان الاوضاع المناخية السائدة اسهمت باستفحال المرض في بعض الحقول، ما دفع المزارعين الى ترك المزروعات واحيانا احراقها وإعادة حراثتها بانتظار الموسم الجديد.
ويلجا عشرات المزارعين في لواء الغور الشمالي الى زراعة الموز، كونه من الزراعات الاقتصادية التي تدر دخل ماليا جيدا للمزارعين، عكس الخضراوات التي تكلف المزارعين آلاف الدنانير، موكدا أن اوضاع المزارعين في الوقت الحالي بالغة الصعوبة، جراء الكوارث الطبيعية والحرائق الإسرائيلية، ناهيك عن الأمراض الفطرية التي تزيد هموم المزارعين خصوصا الصغار منهم.
بدوره، يشير المزارع محمد العيد إلى أن خسارته في حقل مساحته 50 دونما تقدر بآلاف الدنانير، وبأنه رغم كل المحاولات اليائسة لمعالجة الوضع، سواء بالمواد الكيماوية او العضوية، الا ان نسبة الاصابة فاقت 60 %، موضحا انه رغم اتباع الارشادات للتقليل من الاصابة الا انها ما تزال تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة، مطالبا سلطة وادي الأردن بالوقوف مع المزارعين من خلال زيادة ساعات الري وإسالة المياه.
ويؤكد المزارع خالد باكير ان المرض “استفحل في جميع مزارع المنطقة وبشكل متفاوت”، خاصة وان الأجزاء المصابة من الحقل لا يمكن تعويضها نهائيا مع عدم وجود علاجات ناجعة لمكافحة المرض، كما ان تكلفة العلاج مكلفة للغاية، مطالبا بتكثيف الجهود مع المزارعين للتخلص من المرض وتعويضهم كي يتمكن المزارع من الاستمرار بالعمل الزراعي.
ويبين مدير زراعة الشونة الشمالية الدكتور موفق ابو صهيون، أن مرض “الفيوزاريوم” مرض فطري وينشط في ظل ظروف مناسبة كارتفاع الرطوبة والحرارة، وضعف النبات، ويستفحل في الأرض مع زراعة العائل الخاص به وهو الموز، موضحا ان المرض يصيب جذور نباتات الموز عن طريق الجروح الحادثة نتيجة عمليات الخدمة، كالتقليم او الخلع او إزالة الاعشاب وغيرها.
ويؤكد ابو صهيون عدم وجود علاج لهذا المرض، اذ ان جميع الادوية التي يتم استخدامها حاليا هي لتخفيف حدة الإصابة فقط، في حين تبقى الاجراءات الوقائية هي الحل الاسلم لمعالجة المشكلة، داعيا المزارعين الى العمل على تعقيم الارض بالطرق السليمة، كالتشميس او التبخير بالماء، خاصة وان طرق التعقيم الكيماوية غير مسموحة لضررها الكبير على الانسان والبيئة، اضافة الى إراحة الارض بعدم زراعتها لمدة عام على الأقل، واستبدال زراعتها بمحاصيل اخرى لتقليل الاصابة.
ويشير الى أن ارتفاع درجات الحرارة له دور كبير في نشاط المرض، خاصة وان هذا الارتفاع غالبا ما يؤثر على الأوراق الغضة ويؤدي الى حرقها، وبالتالي إضعاف النبات، لافتا إلى أن العمليات الزراعية السليمة، كالتسميد والري والاهتمام بالنبات، لها دور كبير في التخفيف من حدة الاصابة، لأن الاشتال الضعيفة والمنهكة تكون عرضة بشكل اكبر للاصابة بالمرض.
ويضاف ان حلول المكافحة الوقائية هي الأنجع لمكافحة هذا المرض، من خلال تعقيم التربة قبل زراعتها وتهوية النبات وتعقيم الأدوات المستخدمة في الزراعة، وعدم زراعة فسائل من تربة مصابة، مشددا على ضرورة التقيد بالدورة الزراعية والعودة لزراعة الصنف البلدي كونه صنفا مقاوما يقلل بنسبة كبيرة الإصابة بالمرض،
مؤكدا أن الإرشاد الزراعي يتواصل مع المزارعين في الميدان، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

علا عبداللطيف/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة