الفلسطينيون يتقاطرون عند حدود غزة وأنحاء الضفة للدفاع عن “الأقصى”

– تقاطر الفلسطينيون عند حدود قطاع غزة وأنحاء الضفة الغربية بأنشطة وفعاليات غاضبة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته ضد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي واقتحامات المستوطنين المتكررة، وتصعيد استباحة باحاته بحجة إحياء “الأعياد اليهودية” المزعومة التي بدأ أمس القسم الثالث من موسمها الممتد لهذا العام، في إطار مساعي تهويده وتقسيمه.

وعلى وقع مشروع استيطاني جديد يقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية؛ فقد نظم المستوطنون اقتحامات جماعية لباحات المسجد الأٌقصى لإحياء ما يسمى “عيد العرش” اليهودي المزعوم، بحماية مشددة من قوات الاحتلال التي حولت البلدة القديمة ومحيط “الأقصى” إلى ثكنة عسكرية وعززت إجراءاتها الأمنية، في انتهاك صارخ لحُرمة المسجد.

وانتشرت قوات الاحتلال بكثافة عند أبواب المسجد الأقصى ومنعت الشبان الفلسطينيين من دخوله، لتأمين اقتحامات المستوطنين لباحاته، من جهة “باب المغاربة”، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس والصلوات الجماعية التلمودية المزعومة أمام بابي الحديد والملك فيصل، وهم حاملين “القرابين النباتية” المزعومة.
وقامت مجموعة من المستوطنين بأداء ما يسمى “السجود الملحمي” داخل باحات “الأقصى”، وهي ترتدي زي الكهنة، فيما سبق ذلك اقتحام قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، باحات المسجد لتأمين اقتحاماتهم.
يأتي ذلك بينما تواصل ما يسمى “جماعات الهيكل”، المزعوم، الحشد لتنفيذ اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى خلال أسبوع “عيد العرش” المزعوم، الممتد حتى يوم الخميس المقبل، حيث يعتزم المستوطنون تنفيذ اقتحامات مركزية اليوم الاثنين، إلى جانب محاولة إدخال القرابين النباتية للمسجد.
فيما تدافع الفلسطينيون بفعاليات وتظاهرات شعبية زخمة عند حدود قطاع غزة، داعين في بيان حمل اسم “الشباب الثائر” في القطاع، إلى توسيع رقعة المواجهة واستمرار النفير العام بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ردا على اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، وتنديدا بإمعان الاحتلال في تدنيس المقدسات.
ويواصل الفلسطينيون دعواتهم للحشد والرباط في المسجد الأقصى، لإفشال مخططات المستوطنين فيما يسمى عيد “العرش”، وكذلك مساعي التهويد المستمرة بحقه، وتحدي إجراءات الاحتلال وقيوده المستمرة حول القدس المحتلة.
وفي الأثناء؛ قرر ما يسمى “الصندوق القومي اليهودي”، بتمويل مشروع استيطاني ضخم يستهدف الشبان المستوطنين لتشجيعهم على إقامة بؤر استيطانية تحت غطاء مشاريع زراعية وأخرى للرعي في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بهدف الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إن الصندوق قام مؤخرا بتمويل مشروع أطلق عليه اسم “تأهيل الشباب” الذين يعانون من الخطر بفعل تسربهم من المدارس والجامعات وغيرها، كما حصلت منظمة “عودة صهيون” اليمينية المتطرفة على دعم منه، أسوة بالعديد من المنظمات الاستيطانية، لتعزيز التوسع الاستيطاني.
ومن بين تلك المزارع الاستيطانية التي يقام تحت غطائها بؤر استيطانية، هي “مزرعة موشيه” (عميق ترتسا) في الأغوار، والتي يقوم سكانها بأعمال عنف ضد الفلسطينيين. وتركز هذه المشاريع الاستيطانية الخطيرة على السيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، وتشكل مركز جذب للشباب المستوطنين للمضي في عنفهم وانتهاكاتهم ضد الفلسطينيين.
من جانبها، أكدت حركة “حماس” أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى المبارك سيواجه بمزيد من المقاومة الفلسطينية الشاملة.
وقالت حركة حماس أن مدينة القدس والمسجد الأقصى هما عنوان الصراع المستمر مع العدو الصهيوني، مشددة على أنَ كل محاولاته للنيل منهما، استيطانا وتهويدا وتقسيما وتهجيرا وعدوانا على أهل القدس والمرابطين، لن تعطيه شرعية زائفة أو سيادة مزعومة فيهما، وسيبقى الشعب الفلسطيني ثائرا مدافعا عنهما بكل الوسائل حتى تحريرهما.
فيما حملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، وتداعياتها على ساحة الصراع، وعن أي إجراءات تصعيدية تستهدف القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، أنها تواصل تنسيق جهودها وحراكها مع الأردن على المستويات كافة، لتوفير الحماية الدولية للقدس ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
وشددت على أن المجتمع الدولي ومؤسسات الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة فشلت حتى اللحظة في احترام قراراتها ذات الصلة، وتتحمل المسؤولية عن غياب إرادتها في تنفيذها، وتطبيق القانون الدولي على الحالة في فلسطين المحتلة.
كما تنظر بخطورة بالغة إلى التصعيد الحاصل بشكل منهجي ومدبر مسبقا في اقتحامات المستوطنين للأقصى، والمنطقة المحيطة به، والبلدة القديمة من القدس المحتلة، وكذلك التصعيد المتواصل في أداء المزيد من الطقوس التلمودية والصلوات والمسيرات الاستفزازية، بهدف تكريس التقسيم الزماني للمسجد، وتصعيد الإجراءات المتبعة، وتهيئة المناخات للانقضاض عليه، وتقسيمه مكانيا، إن لم يكن السيطرة عليه بالكامل، وهدمه “لبناء الهيكل” المزعوم مكانه، أو على أجزاء منه.
وترى أن استهداف الأقصى يندرج في إطار مخطط استعماري إحلالي يهدف إلى تهويد القدس وتغيير واقعها التاريخي والسياسي والديموغرافي والقانوني، إذ تزايدت جدية مخاطره في ظل ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف الحاكم، خاصة أن الحاخامات والجمعيات الاستيطانية وما يسمى باتحاد منظمات “جبل الهيكل” يجاهرون بمخططاتهم ومطالباتهم لتعميق استباحته.
كما أكدت الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، أن ما يتعرض له المسجد الأقصى تحول خطير تنفذه حكومة الاحتلال اليمينية والجماعات الاستيطانية التي تسعى لهدم المسجد المبارك، وبناء الهيكل المزعوم، وتغيير الواقع في المسجد الأقصى.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة