الفيصلي يطوي صفحة مفاجأة سحاب.. والوحدات ينجز المطلوب ويكسب دعم جماهيره

حملت المواجهتين المؤجلتين من دور الـ16 لمسابقة كأس الأردن لكرة القدم، مفاجأة مدوية، ومن العيار الثقيل في الأولى، عندما ودع فريق الفيصلي البطولة التي يتزعم ألقابها على يد فريق سحاب “المجتهد”، فيما فرض الواقع نفسه على المباراة الثانية، عندما تجاوز فريق الوحدات حامل لقب النسخة الماضية ضيفه فريق مغير السرحان بهدف وحيد وثمين، مواصلا تقديم العروض الفنية الجيدة، وتحقيق الانتصارات مع المدير الفني رأفت علي.

لم يكن أكثر المتفائلين بين أنصار سحاب، وأكثر المتشائمين من جمهور الفيصلي يتوقع المشهد النهائي، حيث المعطيات تشير إلى أن الفيصلي في أفضل حالاته الفنية والبدنية، ويضرب بكل قوة في مباريات الدوري، وحقق سلسلة انتصارات منذ بداية مرحلة الإياب وبنتائج رقمية كبيرة، فيما يعاني فريق سحاب من شبح الهبوط وهو يحتل المركز العاشر برصيد 15 نقطة في الدوري.

ولا يختلف اثنان على أن مباريات الكؤوس وفي جميع بطولات العالم، غالبا ما تحمل معها المفاجآت بخروج فرق كبيرة وتقدم مستويات مميزة في الدوري على يد فرق تعاني فنيا وأقل مستوى منها، وهذا حصل في مواسم كثيرة في بطولة كأس الأردن، ومنذ انطلاقتها العام 1980، لكن أن يخوض فريق سحاب الذي يعاني كثيرا في منافسات الدوري المباراة بتشكيلة يغيب عنها 7 لاعبين من القائمة الرئيسية، بحثا عن التجهيز المناسب وإراحة اللاعبين لمباراته المقبلة أمام فريق معان في منافسات الأسبوع التاسع عشر من دوري المحترفين، ويلعب الفيصلي بتشكيلة متكاملة، فإن ذلك يشكل أكثر من مفاجأة.
سحاب حقق الفوز لأنه استغل الظروف، والحالة الفنية غير المقنعة للاعبي “الأزرق”، وآمن بحظوظه ولعب بواقعية، فاستحق التواجد في الدور ربع النهائي ومواجهة فريق السلط، وربما يمنح الفوز معنويات عالية للفريق، وتحسين الحالة النفسية قبل المواجهة المرتقبة مع فريق معان في الدوري.
ولكن السؤال لماذا خسر الفيصلي؟ وهو في أفضل حالاته الفنية والبدنية والنفسية قبل المباراة، والمتتبع للاستقالة التي قدمها أمين الصندوق فراس حياصات قبل أيام، يدرك أن الإدارة تعاني من الخلافات والصعوبات المالية، والتي انعكست على أداء ومعنويات الفريق في مباراة سحاب، حيث كان هناك وعدا بصرف جزء من مستحقات اللاعبين خلال الأيام الماضية.
كما بينت المعلومات المتوفرة، أن عدم الدفع باللاعب عارف الحاج منذ بداية المباراة، يعود لتأخر وصول اللاعب من مدينة إربد بسب ظرف خاص، واختار المدير الفني أحمد هايل أفضل اللاعبين الذين يخدمون فكره التدريبي، والقادرون على نتفيد الواجبات المطلوبة منهم، لكن معظمهم لم يكونوا في مستواهم.
ورغم الغضب الجماهيري لمحبي الفيصلي على مجلس الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، لكن غالبية الجماهير طالبت بطي صفحة هذه الخسارة، والتي قد تحرم الفريق من المشاركة في البطولات الآسيوية، إذا لم يحقق لقب الدوري، والتركيز على المباريات المتبقية من دوري المحترفين، والعودة لمسلسل الانتصارات والأداء والمتعة وغلة الأهداف، وتأجيل عملية “جرد الحساب”، إلى نهاية منافسات الدوري.
وفي المباراة المؤجلة الثانية، واصل فريق الوحدات طريقه نحو المحافظة على اللقب بخطوات ثابتة، عندما عاد من ملعب الأمير محمد بفوز غال على فريق مغير السرحان، حيث أثبت مديره الفني رافت علي، أن الأمور الفنية في تطور والتشكيلة أصبحت أكثر انسجاما واستقرارا، وبدأت لمسات الجهاز الفني في الظهور على أداء اللاعبين من خلال التوظيف المناسب، وبعد انتصارين مهمين في الدوري على فريقي شباب الأردن والسلط بالنتيجة نفسها 3-0.
الوحدات الذي فقد المنافسة على لقب الدوري، يدرك أن مصلحة جماهيره لا تكون إلا بالفوز بلقب بطولة كأس الأردن، والمشاركة في البطولة الآسيوية المتاحة للموسم المقبل، حيث عرف المدرب رأفت علي، كيف يعود بالمطلوب أمام فريق مغير السرحان، الذي يعد من الفرق الطموحة والمجتهدة، والتي تلعب كرة جماعية، فحسم الهدف الوحيد برأسية مهند أبو طه الأمور، وضرب موعدا مع فريق الرمثا في مواجهة نارية تقام على ستاد الحسن بإربد بعد ختام مشاركة منتخب النشامى في التصفيات الآسيوية المشتركة.
وأثبت الجهاز الفني واللاعبين، الذين تم استقطابهم خلال مرحلة الإياب، أنهم اختيارات موفقة لتحسين منظومة الفريق خلال المرحلة المقبلة، وتحقيق آمال وطموحات الجماهير في الفوز باللقب بطولة الكأس والظهور بمظهر مشرف في المشاركة الآسيوية إذا حصلت.
وحسب تعليمات البطولة، تقام مباريات هذا الدور وما يليه من أدوار بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة، فيما سيتم اللجوء إلى ركلات الترجيح مباشرة في حال التعادل بالوقت الأصلي، فيما يوجد في المباراة النهائية أشواط إضافية.
ويؤكد المشجع عمار العبدالات، أن الخسارة المدوية للفيصلي تركت غصة في نفوس الجماهير، وأن الخروج من بطولة كأس الأردن، يعد ضربة قاسية في رحلة الفيصلي لحصد الألقاب.
وأضاف في حديثه لـ “الغد”:” مع كل الاحترام لفريق سحاب، دخل المواجهة وهو يفكر بمباراة الدوري المقبلة أمام معان، وتركيزه في المحافظة على مقعده، لكن الفيصلي لم يستغل الظروف، وقدم اللاعبون واحدة من أسوأ المباريات هذا الموسم”.
وأردف قائلا: “المطلوب من جميع منظومة الفيصلي طي صفحة الخسارة والتركيز على المواجهات المقبلة في الدوري، والمحافظة على آمال المنافسة حتى اللحظات الأخيرة من عمر الدوري”.
وأكد المشجع عمر المجالي، أن الخروج من بطولة الكأس يشكل نكسة في مسيرة فريق الفيصلي هذا الموسم، مضيفا: “التعاقدات خلال مرحلة الإياب كان هدفها واضحا بالمنافسة على لقب الدوري، والمحافظة على لقب بطولة الكأس، لكن ضاع الحلم في الكأس، وتبدو أمور الدوري في مصلحة فريق الحسين إربد، والجهاز الفني واللاعبون يتحملون مسؤولية الخسارة فنيا، والإدارة تتحمل الجانب الأكبر من الخسارة لعدم قدرتها على تأمين متطلبات منظومة الفريق ماليا، إضافة الى الخلافات الداخلية”.
وبين المشجع الوحداتي سمير الخليلي، أن ابن النادي ونجمه السابق رأفت علي، قادر على تحقيق طموحات وأمنيات الجماهير من خلال قيادته الناجحة للأخضر، والفريق يسير على الطريق الصحيح من خلال التوظيف الجيد للاعبين واستغلال الإمكانيات بشكل إيجابي، الفوز على فريق مغير السرحان على أرضه، يعد دفعة معنوية كبيرة في طريق الوحدات للمحافظة على لقبه.
وطالب الخليلي جماهير الوحدات، بمساندة الجهاز الفني والتواجد في المباريات المقبلة لتشجيع الفريق ورفع معنويات اللاعبين، وصولا للفوز بلقب الكأس.
ويرى المشجع علي التميمي، أن الوحدات مع رأفت علي ظهر بشكل جميل، وما تزال لديه أمور فنية كثيرة، قائلا: “مواجهات بطولة الكأس المقبلة لن تكون سهلة، ونحتاج للتركيز من الجهاز الفني واللاعبين، ومفاجأة فريق سحاب بالفوز على الفيصلي، وأعتقد أن المباراة النهائية ستجمع الوحدات والحسين إربد من دون إسقاط المفاجآت”.

يحيى قطيشات/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة