“القسام” تعلن القضاء على قوة من المستعربين.. الرسائل والدلالات

في تطور لافت يعكس طبيعة الصراع الميداني داخل قطاع غزة؛ أعلنت كتائب القسام استهداف جيب عسكري إسرائيلي يقل قوة من “المستعربين” في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، مؤكدة مقتل من كانوا داخله.

وجاءت العملية القسامية كرسالة واضحة بأن أساليب الاحتلال الخاصة، بما فيها الاعتماد على وحدات متخفية، لن تنجح في بيئة المقاومة، وأن غزة عصيّة على الاختراق.

ومنذ بداية التوغّل البري الإسرائيلي في غزة، دفع الجيش بعناصر المستعربين إلى قلب الأحياء السكنية، مكلفًا إياهم بمهام شديدة الحساسية، مثل التمشيط وتفخيخ المنازل والبحث عن الأنفاق والمقاومين. لكن العملية الأخيرة تكشف أن المقاومة تملك خبرة ميدانية وأجهزة رصد قادرة على كشف هذه القوات الخاصة والتعامل معها بوسائل نوعية، مثل العبوات الأرضية المموهة.

ووفق مراقبين؛ فإن إسقاط جيب كامل للمستعربين يعني فقدان الاحتلال إحدى أوراقه السرية التي طالما اعتمد عليها في حروب المدن، وهو ما يزيد من صعوبة معركة الاحتلال داخل القطاع ويؤكد أن المقاومة تمسك بزمام المبادرة الميدانية.

مقاومة لا تلين

من الناحية السياسية؛ تحمل العملية دلالات تتجاوز البعد العسكري. فإعلان كتائب القسام عن قتل المستعربين جاء في وقت تتحدث فيه حكومة الاحتلال عن “احتلال تدريجي” للقطاع، والمقاومة عبر هذه الرسالة؛ تؤكد أن كل محاولة لفرض الأمر الواقع ستُواجه بتكتيكات تجهض خطط الاحتلال، وأن غزة لن تكون أرضًا مستباحة.

كما أن هذه العملية تفضح محدودية ما يُعرف بـ”الرقابة العسكرية” الإسرائيلية، إذ تتعمّد “تل أبيب” إخفاء خسائرها للحفاظ على معنويات الداخل، بينما تُثبت الوقائع أن جيشها يتكبد خسائر نوعية لا يمكن إخفاؤها على المدى الطويل.

ومن الناحية الرمزية، فإن مقتل قوة من المستعربين في غزة لا يعني فقط خسارة عسكرية للاحتلال، بل أيضًا ضربة نفسية، لأن هذه القوات الخاصة بُنيت على فكرة الاختراق والتمويه والقدرة على المباغتة، وبإفشال المقاومة هذا الدور؛ فإنها ترسخ قناعة أن بيئة غزة ليست بيئةً قابلة للاختراق، وأن الشعب يقف صفًا واحدًا في كشف أي تسلل مهما كان متقنًا.

وهكذا؛ يتحول المستعربون من أداة ترهيب إسرائيلية إلى دليل ضعف، إذ يكشف فشلهم حدود قدرات الاحتلال في ساحة تتنفس مقاومة.

وختاما؛ العملية الأخيرة للقسام لم تكن مجرد كمين ناجح، بل رسالة مفادها أن غزة محصنة بإرادة مقاتليها، وأن كل أشكال الحرب الخفية التي يشنها الاحتلال لن تنجح.

السبيل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة