“الكابينت الإسرائيلي” يقرر احتلال كامل قطاع غزة وخلافات داخلية حول مسعاه

تُواجّه خطة حكومة بنيامين نتنياهو باحتلال كامل قطاع غزة، مواقف داخلية متباينة في ظل تحفظات المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية حولها، مقابل دفع وزراء اليمين المتطرف باتجاه تنفيذها، بينما أكدت حركة حماس بأن تهديدات الاحتلال لن تثني إرادتهم وصمود الشعب الفلسطيني.

ومساء أمس ذكرت هيئة البث العبرية أن مجلس الوزراء الإسرائيلي “الكابينت” قرر بعد 3 ساعات من المداولات، المضي باحتلال كامل قطاع غزة.
وعلى وقع القرار طالب والد أحد الأسرى لدى حماس من رئيس أركان الجيش إيال زامير بسحب الجيش من غزة، ومحاصرة المقار الحكومية احتجاجا على قرار “الكابينت”.
وروجت وسائل إعلام الاحتلال لقرار نتنياهو بالمضي نحو احتلال قطاع غزة، خلافا لموقف جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية الصهيونية، إزاء المخاوف الجدية على حياة الأسرى، إلا أن حماس أكدت بأنها لن ترضخ لتلك التهديدات ولن تغير مواقفها بشأن ضرورة إنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد القطاع.
وبموجب قرار نتنياهو، فإن جيش الاحتلال سيُقاتل في مناطق امتنع عن دخولها خلال الأشهر الماضية، بما يشمل المخيمات وسط القطاع، التي يُعتقد بوجود أسرى فيها، وفق هيئة البثّ الرسمية بالكيان المُحتل (كان 11).
ويستهدف نتنياهو توسيع حرب الإبادة نحو المناطق التي يزعمون بوجود أسرى فيها، إلا أن المؤسسة الأمنية تعارض التوغل برا في الأماكن التي يُحتجز فيها أسرى، خشية المسّ بحياتهم، وفق كان 11 التي أشارت إلى أن القرار إذا أُقرّ رسميا، فسيكون مخالفا لموقف جيش الاحتلال ورئيس أركان الاحتلال إيال زامير.
وذكرت تسريبات من الإعلام العبري أن نتنياهو دعا زامير إلى الاستقالة إن لم يكن موافقا على احتلال غزة بالكامل.
وتشهد المؤسسة العسكرية والسياسية في الكيان المحتل واحدة من أخطر أزماتها منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بعد اتساع الهوة بين الجيش ونتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة، بشأن خطط إعادة احتلال القطاع الفلسطيني المدمر.
وتفجرت الأزمة مع تزايد الضغوط من اليمين المتطرف، الذي يدفع باتجاه الحسم العسكري الكامل، في وقت تتعالى فيه أصوات رافضة لهذا المسار داخل قيادة الجيش.
من جانبها، ردّت حركة حماس على التقارير الواردة من الكيان الصهيوني حول نية احتلال غزة ودراسة اغتيال قادة الحركة، حيث قال عضو مكتبها السياسي في الخارج، حسام بدران، بأن تهديدات الاحتلال المتكررة باغتيال قيادات الحركة في غزة وخارجها، لا تؤثر على قرارات الحركة.
وأكد بدران، في تصريح أمس، أنه لا قيمة لهذه التهديدات، وأن الحركة تتعامل مع كيان مُحتل لا يحترم القانون ويقوده مجرمون.
وأوضح أن الاحتلال انسحب من جولة المفاوضات الأخيرة رغم التوصل إلى تفاهمات حظيت بموافقة الوسطاء، مضيفا أن لا وفود تفاوضية لحماس حاليا، لكن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء.
وأشار إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف يفاوض الجانب الإسرائيلي بشكل مباشر دون تقديم مقترحات جديدة، مشددا على أن ما تم التوصل إليه أخيرا كان منطقيا وقابلا للتنفيذ، وأن الكرة في ملعب الجانبين الأميركي والإسرائيلي.
وحول ملف سلاح المقاومة، أكد بدران أن هذا السلاح ملك للشعب الفلسطيني والفصائل كافة، وليس لحماس فقط، وأنه مرتبط بزوال الاحتلال وقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، كما بيّن أيضا، أنه في حال قيام هذه الدولة، سيكون سلاح المقاومة جزءا من جيشها الوطني.
ورفض بدران التضليل العالمي عبر التركيز على سلاح المقاومة، موضحا أن المشكلة الجوهرية تكمن في استمرار الاحتلال وجرائم المستوطنين في الضفة الغربية، وليس في سلاح الفلسطينيين.
في الأثناء؛ يواصل الاحتلال قصفه الجوي الكثيف ضد أنحاء مختلفة من قطاع غزة، في إطار حرب الإبادة التي يواصل شنّها، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، والتي أدت لارتقاء زهاء 209 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه عن الخريطة.
وخلال 24 ساعة فقط؛ تسببت نيران الاحتلال العدوانية في استشهاد ما يزيد على 94 شهيدا فلسطينيا في مختلف مناطق القطاع، بينهم 30 شهيدا من منتظري المساعدات الإنسانية، ليرتفع بذلك إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المشافي إلى 1516 شهيدا وأكثر من 10067 إصابة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة
وقالت الصحة الفلسطينية، في تصريح أمس، ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، قالت في تصريح صدر مؤخرا إن نحو 28 طفلا يقتلون يوميا في قطاع غزة، جراء قصف الاحتلال والتجويع المستمر منذ أكثر من 660 يوما.
وأوضحت المنظمة، أن الأطفال في غزة يواجهون الموت بالقصف وسوء التغذية والجوع ونقص المساعدات والخدمات الحيوية، وأضافت أنه في غزة، يُقتل يوميا ما معدله 28 طفلا، أي بحجم صف دراسي واحد.
وشددت المنظمة الأممية على أن أطفال غزة بحاجة إلى الغذاء والماء والدواء والحماية. والأهم من ذلك كله، هم بحاجة إلى وقف إطلاق النار، الآن.
وفي السياق، أفادت الأمم المتحدة بارتقاء أكثر من 1500 فلسطيني في قطاع غزة منذ أيار (مايو) الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء وعند نقاط توزيع المساعدات التي عسْكرتها قوات الاحتلال وعلى طول طرق مساعدات الأمم المتحدة.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة