الكرسي والرجال/ بدر الصمادي

=

للكرسي لدى بعض الاشخاص مذاق وطعم خاص وذلك لما يحققه صاحبه من امتيازات تجعله يتخيل نفسه وكانه من طينه تختلف عن طينة البشر وكانه يعيش في عالم اخر غير العالم الذي نعيشه نحن.
فالكرسي يجعل كثيرا من الاشخاص من اصحاب النفوس الضعيفه ينسون انفسهم حيث ينطبق عليهم المثل الاردني القاتل .
“هجين وقع في سلة تين” فقبل سنوات وبينما كنت اسير في احد شوارع المدينه وقفت امام واجهة احدى المكتبات حيث لفت انتباهي عنوان كتاب على ما اعتقد اسمه “الكرسي والرجال ”
او على ” الكراسي والرجال ” فمن خلال العنوان تبادر الى ذهني ان هذا الكتاب يتحدث عن الكرسي وكيفية الوصول اليه فغلاف الكتاب يحمل صورة كرسي بحجم كبير وعلى ارجله الاربعه صورة عدد من الاشخاص يتسلقون للاعلى فمنهم قد اوشك على الوصول وبعضهم في الوسط وبعضهم في القاع. ولكن لا بد لي في هذا المقام من طرح السؤال التالي . ترى هل هناك فرق بين الاشخاص الذين يبحثون عن الكرسي بالواسطه والمحسوبيه .. الخ وبين الاشخاص الذين يبحث عنهم الكرسي لكفاءتهم وحسن ادارتهم واخلاقهم وتواضعهم
الذين نذروا انفسهم لخدمة الوطن والمواطن والذين ينظرون الى الكرسي بانه تكليف وليس تشريفا؟! وهل هناك فرق بين الاشخاص الذين يكبرون بالكرسي وبين الاشخاص الذين يكبر بهم الكرسي؟
يقول احد المفكرين العرب : اكثر ما يضحكني هو تعاظم صغار النفوس الذين رفعت الوظيفه او الثروه نفوسهم الوضيعه، وخلقت لهم عقدة الكبرياء والغرور فصاروا كالديك على المزبله وكالبعوضه على عين الاسد ،. وختاما نقول : لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ،،،

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة