الكرك: الظروف المعيشية الصعبة تدفع نساء للعمل بالصناعات الشعبية

الكرك – دفعت الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسر في مناطق بمحافظة الكرك، سيدات في تلك الأسر، للعودة أو البدء بالعمل مجددا بعد تقاعدهن، ومن بينهن سيدات كبيرات في السن.
ولم تجد تلك السيدات والفتيات اللواتي لم تعمل بعضهن نهائيا، أو أن بعضهن تقاعدن من وظائفهن السابقة منذ سنوات طويلة، ودخول اسرهن متواضعة، سوى العمل لتأمين دخول لاسرهن في الصناعات الغذائية المنزلية، بصناعة الأطعمة التراثية، ويعملن في انتاجها على نحو فردي، أو جماعي في نطاق جمعيات تعاونية.
وتوفر المعارض والبازارات الشعبية التي تنظمها جهات مختلفة، فرصة لهؤلاء السيدات العاملات، لعرض منتجاتهن وبيعها للجمهور مباشرة، وهذا بدوره يؤمن لهن دخولا تسهم بتسديد التزاماتهن الاسرية، في ظل ما تعيشه اسرهن من ظروف معيشية قاسية.
وكانت جائحة كورونا، أفقدت مئات السيدات في المحافظة، مصدر دخلهن من وظائف مختلفة بمهن او اعمال بأجرة يومية، وعانت بعدها أسرهن من ظروف اقتصادية صعبة، إذ لم تجد أغلبهن فرصا للعمل سوى انتاج اغذية وملابس تراثية ومنتجات حرفية كالتحف والإشغال اليدوية والغذائية الموسمية، كمنتجات الألبان والسمن والجميد والمخللات، لبيعها وتوفير دخل لأسرهن.
وقالت السيدة أم احمد (66 عاما) وتعمل برفقة ثلاث سيدات في انتاج الخبز البلدي ومعالجة أنواع عديدة من الحبوب البقولية، انها عادت الى العمل في سن متأخرة بعد ان كانت ربة منزل، وذلك لظروف دفعتها الى هذا الامر ثانية، مشيرة الى افتتاحها لمخبز شعبي في منطقتها بلواء المزار الجنوبي، لإعالة اسرتها التي فقدت مصدر رزقها.
وأشارت الى انها تعمل منذ ساعات الفجر الاولى في صناعة الخبز البلدي الذي يزداد الطلب عليه حاليا، مشيرة الى انها تنتج أيضا أطعمة شعبية، تجهزها وتبيعها.
وأكدت انها لم تكن في السنوات الماضية تحتاج للعمل، لكن ظروفها الصعبة دفعتها اليه، بهدف توفير احتياجات اسرتها وابنائها، مشيرة الى ان المخبز يوفر فرص عمل لبعض الفتيات، ومن يحتجن للعمل في ظل غياب فرص العمل بالوظائف الحكومية.
رئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي فتحي الهويمل، قال ان مئات السيدات والفتيات في المحافظة عدن الى العمل، او بدأن بالعمل مجددا، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اسرهن.
ولفت الى ان تلك السيدات، وبعضهن كبيرات في السن، اصبحن يعملن الآن في مختلف المشاريع الخاصة او المجتمعية التعاونية، وخصوصا في انتاج الحرف والمشغولات والتحف الشعبية، لبيعها في الاسواق الموازية التي تنظمها جمعيات او جهات رسمية مختلفة.
وأضاف ان تلك الحالة، لم تكن موجودة وبهذه الاعداد الكبيرة سابقا، لكن احوال المواطنين الصعبة، تدفع الأسر للعمل في اي شيء، خصوصا ما يمكن انتاجة في المنزل وبيعه في السوق، لتوفير مصدر دخل والعيش بكرامة، بديلا عن استجداء الجهات المختلفة.
وقالت الناشطة الاجتماعية كاملة المرادات، انها منضوية في جمعية تعاونية للمنتجات الشعبية، وتضم الجمعية في عضويتها 55 سيدة منتجة، يقع على عاتقهن مسؤولية اعالة اسرهن، مؤكدة ان الطلب على عضوية الجمعية من السيدات في ازدياد، إذ يجري تدريبهم على انتاج الاقمشة المصبوغة بطرق تقليدية، بالإضافة لإنتاج منسوجات مختلفة لاستخدامها في استخدامات منزلية.
وأضافت ان تنظيم المعارض والبازارات، يوفر فرصا جيدة لعرض وتسويق منتجاتهن، معتبرة ان هناك املا بعودة الحياة للانتاج الشعبي المحلي، بعد عودة مئات السيدات للعمل في منتجاتها.
واشارت الناشطة الاجتماعية وعد المحادين، الى ان سيدات وفتيات لم يحصلن على فرص عمل منذ سنوات، اضافة الى سيدات متقاعدات، يقمن بتنظيم مبادرة للعمل على تدريب الفتيات والسيدات على صناعة المنتجات الشعبية وبيعها في الاسواق الشعبية والبازارات الدائمة باماكن مختلفة.
ولفتت الى تنظيم اسواق شعبية، والتي وفرت مساحة وفرصة لعرض منتوجات الفتيات والسيدات، والتي وفرت لهم دخلا مناسبا دون البحث عن الوظيفة.
واكدت مديرة ثقافة الكرك عروبة الشمايلة، ان المديرية تعمل بشكل دائم على تنظيم المعارض للمنتوجات الشعبية، بهدف توفير الاسواق لهذه المنتجات التي تصنعها السيدات، بالإضافة لإعادة ان المعارض، تعتبر فرصة إعادة الحياة والنشاط لمعارض المنتجات الشعبية والتراثية، التي تمثل القيم الاجتماعية في المحافظة، وبما يخدم السيدات والجمعيات.
وأكدت ان المديرية، بدأت منذ فترة تنظيم فعاليات شعبية وتراثية، تخدم المجتمع المحلي وتهدف للتعرف على القيم الاجتماعية المحلية، بمشاركة واسعة من الهيئات الثقافية في المحافظة.

هشال العضايلة/  الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة