الكرك: تخفيض الأعلاف المدعومة يقضي على قطاع المواشي

 أكد مربو ماشية في محافظة الكرك، بان قرار وزارتي الصناعة والتجارة والزراعة، بتخفيض الكميات المخصصة للمواشي من الأعلاف المدعومة بنسبة
20 %، سيجهز على ما تبقى من هذا القطاع في محافظات الجنوب التي يعاني فيها المربون من الكلفة المرتفعة لتربية المواشي، وبالذات في موسم الجفاف الذي ساد المنطقة.
وأشار إلى انهم تفاجأوا من حصولهم على كميات أقل مما كانوا يحصلون عليها من أعلاف في كل مرة من مراكز توزيعها في المحافظة، جراء خفض حصة بطاقة ملكية المواشي التي تصرفها مديريات الزراعة لهم، لتمكنهم من الحصول على الأعلاف المدعومة.
يذكر أن المحافظات الجنوبية، شهدت الموسم الماضي تراجع كميات الهطل المطري بنسبة كبيرة، ومعه تراجع إنتاج الأعلاف الطبيعية، والناتجة عن حصاد المحاصيل الحقلية، ما زاد من أسعار الأعلاف بشكل كبير، وساهم بزيادة كلفة تربية المواشي.
وكانت حالة الجفاف ظاهرة في هذه المحافظات لتردي الموسم المطري للعام الحالي، والتي أدت الى تضرر المربين، وتعرضهم لخسائر مالية كبيرة، وفقا للعديد منهم، لغياب الأعلاف الرعوية التي كانت تتوافر سنويا وخلال موسم الربيع ولفترات طويلة، ما اضطرهم لشراء الأعلاف من التجار.
وبسبب ضعف الموسم المطري والذي لم يزد على 150 ملم فقط، تراجعت كميات الأعشاب الرعوية التي يعتمد عليها المربون في إطعام مواشيهم بين شهري شباط (فبراير) وحتى نهاية حزيران (يونيو)، وهذا بدوره يوفر عليهم شراء الأعلاف التجارية بأسعار مرتفعة.
وقال رئيس جمعية مربي الماشية في الكرك زعل الكواليت، إن هذا القطاع، تعرض لضربة من الأجهزة الرسمية مؤخرا، عبر خصم 20 % من كمية الأعلاف المدعومة في المحافظة.
ولفت إلى أن هذا القرار، وبهذه النسبة، سيؤدي لتراجع تربية المواشي التي ازدهرت في السنوات الأخيرة، وسيضعف اهتمام المواطنين بتربية الأغنام والماعز والحصول على دخل منها.
وبين أن تخفيض نسبة الأعلاف، جاء في وقت حرج للمربين، وهو موسم الجفاف الذي لم يحصلوا فيه على أي استفادة من المحاصيل الحقلية التي كانت توفر جزءا كبيرا من المادة العلفية للمواشي طوال العام.
وأشار إلى أن اعدادا كبيرة من المربين تضرروا من القرار، لكن تجار الأعلاف لن يتأثروا به، لانهم يشترون الأعلاف بسعر ويبيعونه للمربين بسعر أعلى، لعدم كفاية الكميات المدعومة التي تعطى للمربين لمواشيهم.
وأضاف انه في الوقت الذي نطالب فيه بزيادة كميات الأعلاف وتخفيض أسعارها لدعم المربين في فترة الجفاف، وصعوبة التربية وارتفاع كلفتها الفعلية، تخفض الحكومة كميات الأعلاف للمربين، وتؤدي إلى تركهم نهبا للتجار، ما سيؤدي لبيع المربين مواشيهم بأسعار منخفضة طوال العام للحصول على الأعلاف لقطعانهم.
وأكد ان القطعان الآن هي في فترة الحمل، وتحتاج لزيادة العليقة العلفية المقدمة لها، حرصا على حملها، وللحصول على مواليد جيدة وغير مريضة، بحيث تجري زيادة الأعلاف المركزة لها، مشيرا إلى أن موسم الجفاف الحالي يستدعي مساعدة المزارعين والمربين، وليس توجيه قرار ظالم بحقهم في فترة عصيبة عليهم.
وقال المربي علي المحادين، إن تخفيض كمية الأعلاف المدعومة 20 %، ستؤدي لتكبيده خسائر مالية كبيرة، لحاجته إلى زيادة الكميات التي يشتريها من السوق والتجار بأسعار مرتفعة، وليست لديه القدرة على شراء الأعلاف بسعر حر طوال الوقت.
وبين ان قرار التخفيض بهذه النسبة، يلحق الضرر بالمربين، في حين ليس لتجار الأعلاف ما يخسرونه، لانهم ليس لديهم مواش لاطعامها طوال الوقت.
وأشار إلى أن المربين يضطرون لشراء الأعلاف خلال فترة تمتد لنحو ستة أشهر فقط، في حين أن الأشهر الباقية كانت توفرها الطبيعة من الأعلاف العشبية، اما الآن فمن أجل استمرار القطعان، يحتاج المربون إلى شراء كميات كبيرة من الأعلاف من التجار بأسعار مرتفعة.
وطالب وزارة الصناعة والتجارة، بتخفيض سعر بيع الأعلاف للمربين، لكن في الوقت نفسه، لفت إلى أن هناك من يملكون شهادات تطعيم لمواش بأعداد غير حقيقية على أرض الواقع، وهؤلاء يؤثرون على دعم المربين الحقيقيين.
ومن جهته، أكد مدير صناعة وتجارة الكرك محمد الصعوب، أن أسعار الأعلاف ما تزال كما هي، ولم ترتفع، موضحا أن وزارة الزراعة، خاطبت وزارة الصناعة والتجارة لتخفيض كميات الأعلاف من مراكز البيع بنسبة 20 % من حجم الحيازات لدى المربين، لوجود حيازات غير حقيقية لدى بعض الاشخاص، ممن حصلوا في فترات سابقة على بطاقات حيازات غير حقيقية للمتاجرة بالأعلاف التي يحصلون عليها بسعر مدعوم في السوق.
وأشار إلى أن أعداد المواشي في المحافظة، تقدر بحوالي 600 ألف رأس ترتفع في موسم الحصاد إلى حوالي 800 ألف رأس، بسبب قدوم آلاف المواشي للرعي في المحافظة.
وأكد مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، أن هناك توجيهات رسمية من الوزارة بوقف الحيازات غير الحقيقية كافة، والتي يملكها بعض الأشخاص، وهو الأمر الذي تخفض فيه المديرية، كميات الأعلاف للمربين بتخفيض أعداد حيازاتهم 20 %، بحيث أن المربي الحقيقي للمواشي سيراجع المديرية للاعتراض، وتعيد المديرية حصر حيازته، والتأكد منها ومن ثم مساواة كميات الأعلاف مع حيازته الحقيقية.
وبين أن الحيازات الوهمية من المواشي، والتي حصل أصحابها على بطاقات حيازة اثناء تعدادها للفترات السابقة، لن يراجعوا المديرية للاعتراض، لانهم ليس لديهم حيازات للتأكد منها، وبالتالي سيجري الانتهاء منها مع مرور الوقت وتدريجيا.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة