الكرك: “ذبابة الزيتون” تخفض إنتاجية الثمار

أدى انتشار اصابة أشجار الزيتون بدودة ذبابة الزيتون في محافظة الكرك، لاستعجال نضوج الثمار وقطافها مبكرا في المحافظة، في الوقت الذي خفضت انتاجية الثمار، مرجحين ألا يتجاوز الإنتاج في الموسم الحالي نصف إنتاج الموسم الماضي.
ويتوقع ان يكون تردي انتاج الموسم الحالي من الزيتون والزيت كبيرا وباهظ التكلفة على المزارعين، قياسا بإنتاجيته في الموسم الماضي والتي تعدت الـ9 آلاف طن من الثمار، أنتجت حوالي 1500 طن من الزيت.
ويؤكد مزارعون وجهات رسمية في المحافظة، بأن دودة الزيتون أوقعت إصابات واسعة في الموسم الحالي، جراء تراجع كميات الامطار، وانخفاض درجات الحرارة، مقدرين أن حجم الاصابات ربما طال نحو 90 % من المحصول في بعض المواقع.
وتتركز اكثر مواقع زراعة الزيتون في مناطق بن حماد والعينا والعراق وعي، والمناطق البعلية الشرقية في المحافظة.
مزارعون واصحاب معاصر زيتون، يشيرون الى ان رداءة الموسم الزراعي الحالي، تعود إلى انخفاض الامطار والاصابات الواسعة في اشجار الزيتون، بخاصة في المناطق المروية، مرجحين ألا يتجاوز إنتاجه في الموسم الحالي نصف إنتاج الموسم الماضي، ما يتسبب بخسائر مالية للمزارعين، بخاصة لمن يعتاشون على ما ينتجونه.
وتسببت كميات إنتاج الموسم الماضي من الزيتون في المحافظة، باكتظاظ معاصرها، ما اضطر الى التوقف أياما عن استقبال الزيتون من المزارعين، حتى تتمكن المعاصر من تلبية عصر الكميات الكبيرة، ما دفع بالمزارعين جراء فترة الانتظار الطويلة للانتقال إلى محافظتي العاصمة ومادبا لعصر ثمارهم.
ويتوقع مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة، أن يشهد الموسم الحالي انخفاضا كبيرا في إنتاج محصول الزيتون والزيت مقارنة بالعام الماضي، الذي يقدر مزارعون أنه من أفضل المواسم خلال الفترة الأخيرة.
فإلى جانب انخفاض الامطار ووصولها إلى نسبة 40 % وانتشار دودة الزيتون، وارتفاع درجات الحرارة، ستتأثر عدة مناطق مزروعة بالزيتون في الكرك، وسيؤثر على انتاجيتها، وفق الطراونة الذي أكد أن الموسم الحالي يعاني من تردي أحمال الأشجار في غالبية المناطق.
وأشار الطراونة الى أن المساحات المزروعة بالزيتون في المحافظة، تقدر بنحو 60 ألف دونم، بينها مساحات مروية وأخرى بعلية، لافتا الى ان اغلبية الاصابات بدودة الزيتون كانت في المناطق المروية، مشيرا إلى أن هناك مساحات أخرى قيد الإنتاج في السنوات المقبلة، وسترفع الإنتاج السنوي للزيتون وزيته في المحافظة.
وأوضح الى ان هناك خمس معاصر زيتون في المحافظة، تخضع للرقابة الدائمة من الكوادر الفنية في مديرية زراعة المحافظة، حرصا على سلامة المنتج وحقوق المزارعين والمواطنين بالحصول على زيت جيد.
وبين أن المديرية تشكل مع كل بداية موسم، لجنة من الفنيين المختصين لإجراء الفحص الميداني على معاصر الزيتون، للتأكد من جاهزيتها ونظافتها، لضمان جودة زيتها، وإجراء الفحوصات المخبرية يوميا للزيت المستخرج من معاصر المحافظة، داعيا المزارعين الى التريث وعدم قطف الزيتون قبل موسمه، للحصول على ثمار ناضجة وجيدة للكبس والعصر.
محمد أبو نصار، وهو صاحب مزرعة زيتون، يقول إن انتاجية الموسم الحالي غير جدية لتردي المحصول وضعف احمال الاشجار، مشيرا الى ان هناك اصابات واسعة بين الاشجار بدودة الزيتون، التي تفرغ الثمار من محتواها، وتنضجها في غير أوانها، ما سيؤدي لافتتاح المعاصر مبكرا، وبالتالي تكبيد المزارعين خسائر كبيرة.
ولفت أبونصار الى ان الموسم قد يبدأ منتصف الشهر الحالي، في حين ان موسم العام الماضي، بدأ في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، منتجا كميات كبيرة، واستمر فيه دوام المعاصر على مدار اليوم، لتغطية ما يرد من المزارعين.
وبين ان الموسم الحالي، ربما وبسبب الاصابات، لن يبلغ اكثر من 25 % من الموسم للعام الماضي، مشددا على ان هناك نفقات كثيرة تترتب على تشغيل معاصر الزيتون من كهرباء ومياه وعمال فنيين وصهاريج نضح وغيرها.
ويشكو المزارع احمد النعيمات من دودة الزيتون التي هاجمت الموسم الحالي، ما سيؤدي الى تراجع المحصول، جراء تردي انتاجيته، مشددا على ان الموسم قد يكون من أسوأ المواسم خلال الفترة الاخيرة، اذ إن أعدادا كبيرة من أشجار الزيتون ضعيفة الانتاج، وبعضها في حالة جفاف، وما تحمله الأشجار، قد يكون مصابا بالدودة.
ويبين النعيمات، أن الخسارة واقعة لا محالة لدى المزارعين للموسم الحالي، خصوصا وأن أغلبيتهم يعتمدون على انتاجهم من الزيتون، لتغطية التزاماتهم.
وأكد المزارع علي المعايطة، أن الموسم الحالي يشهد تدنيا في الإنتاجية بسبب حدوث الإصابة بالدودة التي هاجمت الاشجار مبكرا في هذه الموسم، واتت على مساحات واسعة من البساتين.
ويشير الى أن الأشجار في الموسم الماضي، أنتجت لديه كميات كبيرة من الزيتون والزيت، مؤكدا ان الموسم الحالي، قد لا يعطيه اكثر من نصف محصول الموسم الماضي.
وأكدت المهندسة الزراعية كرم القسوس، ان الاصابة تحدث في اشجار الزيتون بسبب ذبابة الزيتون التي تضع البويضات في الثمرة، وتتغذى الدودة بالتالي على لحم الثمرة فتفرغها وتنضج قشرتها مبكرا، مشيرة الى ان الثمرة تكون فارغة اما بشكل كامل او بنسبة كبيرة من اللب والزيت، ما يكبد المزارعين خسائر مالية كبيرة.

هشال العضايلة/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة