الكرك: زراعة حدائق المنازل لمواجهة ارتفاع أسعار الخضار

استعادت زراعة الحدائق المنزلية بمحاصيل خضرية في منازل الكركيين مكانتها، مؤخرا، بعد أن أهملت لفترات طويلة كانت فيها خضار السوق تفرض نفسها.
وتشهد محافظة الكرك نشاطا زراعيا من قبل غالبية الأسر، وخصوصا تلك القاطنة في القرى والبلدات والضواحي، والتي باتت تحرص على استغلال ما يتوفر من مساحات لزراعتها بمحاصيل مختلفة وخاصة الخضار.
وتوفر الزراعات المنزلية الشتوية والصيفية للأسر التي تملك مساحات صغيرة داخل أو بالقرب من منازلها حاجة الأسر من الخضار وغيرها من المنتوجات.
واعتادت العديد من الأسر في البلدات والقرى زراعة احتياجاتها من خضار البندورة والكوسا والزهرة والباذنجان والفول والأعشاب الخضرية والبصل والخيار والملفوف، طوال العام، وخصوصا في مواسم تساقط الأمطار الجيدة.
ويؤكد عاملون بقطاع الزراعة وبيع المستلزمات الزراعية، أن الفترة الحالية تشهد زيادة في عدد الأسر التي تقبل على زراعة المساحات الصغيرة المتوفرة في محيط منازلها أو الأراضي الزراعية القريبة منها، بالخضار وغيرها من المحاصيل التي تسد جزءا من حاجة الأسرة وتوفر من كلف شراء الخضار المرتفعة الأسعار، خصوصا في الفترة الحالية.
وأشاروا إلى الإقبال الكبير من المواطنين، وخصوصا السيدات، على شراء مستلزمات الزراعة المنزلية من البذور وأدوات الرش وغيرها من المستلزمات خلال الفترة الحالية، مؤكدين أن الزراعات المنزلية بدأت منذ بداية موسم الأمطار قبل ثلاثة أشهر مع الزراعات الشتوية التي قامت الأسر فيها بزراعة الخضار الشتوية المختلفة لتوفير احتياجاتها منها.
وأكدت السيدة أم معتصم وتقطن في بلدة الثنية شرقي مدينة الكرك، أنها اعتادت كل عام زراعة حديقتها المنزلية بمختلف الخضار والبقوليات التي تحتاجها أسرتها، مشيرة إلى أن هذه الزراعات البسيطة، توفر ما تحتاجه الأسر من الخضار الشتوية والصيفية بكلف قليلة جدا مقارنة مع أسعار الخضار بالأسواق المحلية، وخصوصا الموسم الحالي، حيث ارتفعت أسعار الخضار بشكل غير مسبوق ولم يعد بمقدور العديد من الأسر شراء ما تحتاجه بسبب هذا الارتفاع.
وأضافت أن شراء احتياجات بسيطة من مختلف أصناف الخضار يعني دفع ما لا يقل عن 30 دينارا، ربما لا يكون هذا المبلغ متوفرا لدى العديد من الأسر، ما دفع الأسر إلى الزراعة المنزلية التي توفر للمنزل احتياجاته، مشيرة إلى أن ما يواجه هذه الزراعات أحيانا هو ضعف التزود المائي، خاصة في محافظة تفتقر أصلا للمياه.
وبينت أنها تزرع في حديقة منزلها أنواعا متعددة من أصناف الخضار، وخصوصا البندورة والفلفل والخيار والكوسا والفول والبصل الأخضر والجزر والزهرة والملفوف، لافتة إلى أنها توقفت عن شراء تلك الخضار خلال الفترة الماضية من الأسواق.
واعتبرت أن العودة للزراعات المنزلية تسهم في العودة الى الارتباط بالأرض، خاصة لدى الأطفال الذين يجدون في هذا النشاط متعة لم يعهدوها سابقا، فيما تجدهم أكثر سعادة عندما يحين وقت القطاف.
وأشار محمد البستنجي من سكان الكرك الجديدة إلى أن غالبية الأسر بالمنطقة التي تملك مساحات مناسبة وحتى لو كانت صغيرة، عادت لزراعة هذه المساحات بمختلف أصناف الخضار التي تحتاجها الأسر بديلا عن شرائها من الأسواق في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الخضار المحلية، لافتا إلى أنه اعتاد كل موسم زراعة الحديقة والمساحات الفارغة بالخضار كل في وقته، حيث إن الزراعات الشتوية تبدأ نهاية العام ويجنى محصولها مع نهاية شهر آذار (مارس)، في حين أن الزراعات الصيفية تزرع الآن وبعد أقل من شهرين يبدأ جني المحصول وتزويد الأسر باحتياجاتها من الخضار المختلفة وبكلفة متواضعة، ناهيك عن كونها طازجة ومن دون أسمدة.
وقالت رئيس قسم الإرشاد الزراعي بزراعة لواء القصر وعضو مجلس نقابة المهندسين الزراعيين المهندسة كرم القسوس، إن الزراعات المنزلية نشطت في الفترة الأخيرة، من خلال إقبال الأسر، وخصوصا السيدات، على الزراعات المنزلية بمختلف أصناف الخضار.
وأشارت إلى أن قسم الإرشاد بكل مديرية يقوم بتشجيع الأسر على زراعة كل جزء من الحديقة المنزلية بما تحتاجه الأسرة من الخضار طوال العام ويعمل على تقديم المشورة والإرشاد والزيارات المنزلية للكشف على الأشجار والمزروعات لتوفير الإرشاد الزراعي المناسب لكل حالة لدى المواطنين.
وبينت أن هناك اهتماما كبيرا بالزراعات المنزلية لأنها تسهم في توفير احتاجات المنزل، وخصوصا في ظل ارتفاع أسعار بعض الخضار وتوفر جزءا من دخل الأسرة لاحتياجات أخرى، موضحة أن أغلب الزراعات المنزلية هي زراعات ناجحة وتستمر لفترة طويلة وتجدد في كل موسم.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.