الكنيست يطوي صفحة نتنياهو بعد منح الحكومة الإسرائيلية الجديدة الثقة

أقر البرلمان الإسرائيلي “الكنيست”، أمس، الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وذلك بفارق صوت واحد فقط.
وصوت البرلمان الإسرائيلي بأغلبية 60 صوتا ضد 59 لصالح الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بقيادة نفتالي بينيت.
وسوف يتولى نفتالي بينيت القومي المنتمي لأقصى اليمين رئاسة الحكومة التي تضم أحزابا من اليمين واليسار لمدة عامين، قبل أن يتولى يائير لبيد رئاسة الحكومة لعامين مماثلين.
ويقول مراقبون إن نفتالي بينيت، الحليف السابق لنتنياهو، بات رئيسا للوزراء، وزعيما لائتلاف “متنوع وهش” يتألف من ثمانية أحزاب ذات اختلافات أيديولوجية عميقة.
وفي أعقاب ذلك، أدى نفتالي بينيت اليمين رئيسا لوزراء إسرائيل، لينهي بالتالي 12 عاما من رئاسة بنيامين نتنياهو للحكومة.
يشار إلى أن نتنياهو سيستمر رئيسا لحزب الليكود وسيقود المعارضة.
ووضعت الموافقة على الحكومة الجديدة حدا لعامين من الشلل السياسي شهدت إسرائيل خلالهما أربعة انتخابات.
كما، انتخب البرلمان الإسرائيلي رئيسا جديدا له، وذلك قبل التصويت على الائتلاف الحكومي الجديد.
وصوت 67 نائبا لصالح النائب ميكي ليفي (69 عاما) من حزب يش عتيد (هناك مستقبل) الوسطي ليحل محل النائب عن الليكود ياريف ليفين من كتلة نتنياهو اليمينية، في رئاسة الكنيست المكون من 120 مقعدا.
وصوت البرلمان الإسرائيلي على ائتلاف “التغيير” الحكومي الجديد الذي اطاح بنتياهو، الذي تعهد بالعودة الى قيادة البلاد “قريبا”.
وفي خطابه أمام البرلمان وعد نفتالي بينيت، بأن يمثل “ائتلاف التغيير إسرائيل برمتها”.
وشدد بينيت في مستهل جلسة البرلمان الإسرائيلي لمنح الحكومة الجديدة الثقة والتي شهدت صخبا وانتقادات على أن “إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، رافضا إحياء الاتفاق النووي مع طهران.
في المقابل، اعتبر نتنياهو في كلمته أن “إيران تحتفل اليوم” بالحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وقال “إذا قُدّر لنا أن نكون في المعارضة، فسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نسقط هذه الحكومة السيئة ونعود لقيادة البلاد على طريقتنا سنعود قريبا”.
وأعلن حزبا “يمينا” و”يش عتيد” يوم الجمعة الماضي توقيع اتفاق الائتلاف. وقال بينيت إن “توقيع هذا الاتفاق ينهي عامين ونصف من الأزمة السياسية”، مشيرا إلى “تحديات كبيرة”.
وأضاف إن الحكومة المقبلة “ستعمل لمصلحة الجمهور الإسرائيلي كله – المتدينون والعلمانيون والمتشددون والعرب – بدون استثناء كجماعة واحدة”، مضيفا “أعتقد أننا سننجح”.
وقال مقدم البرامج التلفزيونية السابق يائير لبيد من جهته “الجمهور الإسرائيلي يستحق حكومة فاعلة ومسؤولة تضع مصلحة الدولة على رأس أجندتها”، مؤكدا أن “جميع الشركاء في هذه الحكومة ملتزمون (…) بشعب إسرائيل”.
وتولى نتنياهو رئاسة الحكومة للمرة الثانية في 2009، بعد ثلاث سنوات في المنصب من 1996 إلى 1999.
ووصف نتنياهو الذي يواجه تهما بالفساد قد تنتهي به الى السجن، التشكيلة الحكومية بأنها “يسارية خطيرة”.
واتهم نتنياهو بينيت بـ “بيع النار في البلاد”. كما رأى أن الائتلاف الناشئ “لا يعكس إرادة الناخبين” الإسرائيليين.
لكن حزبه الليكود وعد “بانتقال سلمي للسلطة” بعد أزمة سياسية استمرت أكثر من عامين وتخللها إما فشل في تشكيل حكومة واما ائتلاف حكومي استمر بضعة أشهر فقط.
وكتب الصحفي المتخصص في الشؤون السياسية بن كاسبيت يوم الجمعة الماضي عن الائتلاف الحكومي أن “احتمالات بقاء مثل هذا المزيج في حقل الألغام السياسي في إسرائيل معدومة تقريبا”، مضيفا في الوقت نفسه “في الواقع، كل شيء وأي شيء يمكن أن يحدث”.
وأضاف أن مستقبل “حكومتهما (بينيت ولابيد) الهشة يعتمد بشكل أساسي على علاقتهما الشخصية”.
ورأى أن “تهديد نتنياهو سيظل يلقي بظلاله على الساحة السياسية ويلزم كل من يعتقد أن البيبوية (نسبة إلى “بيبي”، أي بنيامين نتنياهو) تشكل تهديدا لإسرائيل”.
وستواجه الحكومة الجديدة فور توليها السلطة تحديات عدة من بينها التوتر في الأجواء العامة، مثل مسيرة مثيرة للجدل لليمين المتطرف غدا قد تتوجه نحو الأحياء العربية في القدس الشرقية المحتلة التي تشهد منذ نحو شهرين احتجاجات.
وبعد إلغاء المسيرة أول مرة في العاشر من أيار(مايو) ومجددا الخميس الماضي، سعى نتنياهو الى السماح بتنظيمها قبل التصويت أمس وفق اتفاق محدد بين الشرطة والمنظمين. وتسبّب إصرار نتنياهو على تنظيم المسيرة باتهامه من جانب خصومه بتأجيج الوضع واتباع سياسة “الأرض المحروقة”.
واندلعت الاحتجاجات في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس لصالح جمعيات استيطانية.
وأدى ذلك إلى عدوان على قطاع غزة استمر 11 يوما وتسبب باستشهاد 260 فلسطينيا بينهم مقاتلون وبدمار هائل في القطاع المحاصر. وفي الجانب الإسرائيلي قتل 13 شخصا بينهم جندي.
وأنهى وقف إطلاق النار بوساطة مصرية المواجهات، لكن المحادثات من أجل هدنة دائمة لم تنجح وهذا ما سيشكل تحديا آخر للحكومة.
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم الأحد إن “سلوك هذه الحكومة على الأرض سيحدد طبيعة ومسار التعامل الميداني مع الاحتلال” مؤكدا في الوقت نفسه على “مقاومة الكيان الاحتلالي وانتزاع حقوقنا منه بكل السبل وأشكال المقاومة وفي مقدمها المقاومة المسلحة”.-(وكالات)

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة