الكورة.. 70 ألفا لصيانة 90 مدرسة معظم أبنيتها متهالكة

تتشابك هموم الواقع التعليمي في لواء الكورة، جراء سلسلة مشكلات متداخلة، أفضت لبيئة مدرسية ذات آثار سلبية كبيرة على العملية التعليمية من جهة والنفسية للطلبة وأولياء أمورهم من جهة أخرى.

ويعاني هذا الواقع من افتقار الأبنية المدرسية الملائمة، وتصدع الموجود منها، والإغلاق منذ سنوات لبعضها بهدف عمليات صيانة لم تنفذ، والاتجاه نحو حلول الاستئجار، حتى لو كانت لغرف ومرافق تفتقر لأبسط احتياجات العملية التعليمية.

في مواجهة ما وصلت اليه مباني مدارس اللواء من ترد، يتم تخصيص 70 ألف دينار ضمن موازنة مجلس محافظة اربد لكامل المدارس البالغ عددها 90 مدرسة، من بينها 35 بناء مستأجرا.
مدارس الكورة وفق ما يؤكده رئيس لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة اربد الدكتور احمد المقدادي “تعاني من أوضاع سيئة بسبب تهالك مبانيها واكتظاظ في صفوفها، وإخلاء العديد منها بسبب خطورتها”.
ويتابع: “هناك معاناة متزايدة للطلبة وأولياء أمورهم”، لافتا إلى أن الاوضاع لا تبدو مبشرة اذا ما اخذ بعين الاعتبار حاجة اللواء المستمرة لأبنية جديدة وبواقع 3 مدارس كل عام نتيجة الزيادة السكانية.
وأكد المقدادي أن هناك مدارس في اللواء عمرها يزيد على 70 عاما، وتحتاج إلى إعادة ترميم من جديد، بينما موازنة مجلس المحافظة ضئيلة لا تكفي لبناء مدارس جديدة وإنما يتم تخصيص مبالغ مالية متواضعة من أجل الصيانة وتكون غير كافية.
ولفت إلى أنه تم تخصيص العام الحالي مبلغ 70 ألف دينار من موازنة مجلس المحافظة لهذا العام لصيانة جميع مدارس لواء الكورة، مؤكدا أن هذا المبلغ لا يكفي لصيانة مدرسة واحدة إلا أنه يتم توزيع المبلغ على جميع المدارس كإجراء “ترقيعي”.
وأشار إلى أن لواء الكورة بحاجة سنويا إلى بناء 3 مدارس جديدة نظرا للزيادة الكبيرة في عدد السكان، مؤكدا أن بناء مدرسة جديدة بات عن طريق المنح والمساعدات ومجلس المحافظة غير قادر على رصد الموازنات الكافية لبناء المدارس نظرا لكلفتها العالية.
وشهد لواء الكورة إخلاء وإغلاق مدارس عدة منذ سنوات، منها مدرسة مرحبا الثانوية المختلطة، ومدرسة تبنة الثانوية القديمة، فيما أخليت أجنحة بمدرسة كفر الماء الأساسية للبنين وكفرابيل الأساسية، وتصدعت مدرسة كفر الماء الثانوية، ليسجل اللواء أعلى نسبة استئجار للأبنية المدرسية في الأردن.
كما أن اكتظاظ الطلبة والعمل بنظام الفترتين وتحويل الغرف الإدارية إلى صفوف مدرسية رغم أنها سكنية أصلا وعدم استفادة الطالب من المشاركة والتفاعل مع المعلم، هم آخر دفع بالعديد من أولياء الأمور إلى نقل أبنائهم إلى مدارس خارج مناطقهم.
يقول ولي الأمر محمد بني ياسين، إن إخلاء المدارس ونقل طلبتها لمدرسة أخرى على نظام الفترة المسائية، أو توزيعهم على مدارس أخرى بعد أن يتم إخلاؤها بسبب وجود تصدعات، ضاعف من مشكلة اكتظاظ الطلبة داخل الصفوف.
وأشار إلى أن بعض المدارس ولمواجهة الاكتظاظ قامت بتحويل الغرف الإدارية إلى صفوف، الأمر الذي تسبب بعدم استفادة الطالب من المشاركة والتفاعل مع المعلم وغياب البيئة المدرسية، مما سيؤثر لاحقا على مستواهم التعليمي.
ولفت إلى أن بعض أولياء الأمور اضطروا إلى نقل أبنائهم إلى مدارس خارج مناطق سكناهم، نظرا لاكتظاظ المدارس بالطلبة والتي هي بالأصل ضيقة ومستأجرة وهي مخصصة للسكن وليس كأبنية مدرسية تتوافر فيها متطلبات العملية التدريسية.
وقال عضو مجلس المحافظة وصفي بني حمد إن هناك ما يقارب 35 مدرسة مستأجرة في لواء الكورة من أصل 90 مدرسة وهي تعتبر الأعلى على مستوى المملكة بنسب الاستئجار، مؤكدا أن هناك مدارس قديمة تعاني من مشاكل فنية وتشققات في مبانيها تم إخلاء بعضها والبعض الآخر بحاجة إلى إخلاء كمدرسة الاشرفية لخطورتها على الطلبة.
وأكد المقدادي أن المدارس المستأجرة في اللواء هي بالأصل بناء سكني وغير مخصص لمدرسة، إلا أن قلة المدارس الحكومية وعدم وجود مخصصات مالية لبناء مدارس في اللواء أدى إلى القبول بخيار الاستئجار.
وأشار إلى أن إخلاء بعض المدارس في اللواء من الطلبة لخطوتها على السلامة العامة فاقم المشكلة، وأدى إلى العودة إلى نظام الفترتين، واستئجار مدارس جديدة مؤقتا لحين الانتهاء من أعمال الصيانة.
وأوضح أن تحويل بعض المدارس إلى نظام الفترتين لقي احتجاجا واسعا من قبل أولياء الأمور، إضافة إلى الأعباء المالية التي ترتبت على البعض ممن اضطروا إلى نقل أبنائهم إلى مدارس خارج مناطق سكناهم أو تحويلهم إلى مدراس خاصة.
وأشار بني حمد إلى إخلاء مدرسة مرحبا الأساسية من الطلبة وتحويلهم إلى الفترة المسائية بسبب تصدعات وتشققات في جدران البناء، لافتا إلى أنه تم إخلاء المبنى منذ ما يقارب العامين والعمل جاري على ترميمه، مما سبب بمعاناة للطلبة.
ووفق عضو مجلس محافظة إربد السابق جهاد مقدادي، فإن هناك بعض المدارس في اللواء تعاني من الاكتظاظ ويزيد عدد طلبتها في الصف الواحد على 45 طالبا، الأمر الذي يؤدي إلى عدم تفاعل الطالب مع المعلم.
وأشار إلى أن اللواء بحاجة إلى مدارس جديدة بمواصفات حديثة للتخلص من المباني المستأجرة التي لا تخدم العملية التعليمية في اللواء، لافت إلى وجود العديد من قطع الأراضي في اللواء مخصصة للتربية والتعليم يجب استغلالها لبناء مدارس من خلال المنح والقروض.
وأشار إلى أن عدد الطلبة المنتظمين بالمدارس في اللواء يبلغ حوالي 33 ألف طالب وطالبة وهو من أكبر الأعداد على مستوى المملكة قياسا بعدد السكان.
بدوره، قال مدير تربية لواء الكورة جهاد روابدة انه تم إخلاء بعض المدارس في اللواء نظرا لوجود تشققات في جدرانها وما يمكن أن تشكله من خطورة على السلامة العامة، مبينا أن هناك بعض المدارس بدأت أعمال الصيانة والترميم لها وأخرى تحتاج لإجراءات من وزارة التربية والتعليم.
وأكد الروابدة أن هناك مدرستين جديدتين في اللواء، وسيتم استلامهما وبدء التدريس فيهما بأسرع وقت ممكن، ما سيخفف الضغط على المدارس الأخرى والتخفيف من مشكلة الاكتظاظ الطلابي في الغرف الصفية.
وأشار إلى أن العائق الذي يقف أمام بناء مدارس جديدة في اللواء من خلال المنح والتخلص من بعض المدارس المستأجرة هو عدم توفر قطع أراض مناسبة في اللواء مملوكة لوزارة التربية والتعليم، ورغم ذلك فإن هناك مدارس جديدة مخصصة للواء الكورة سيتم بنائها قريبا من خلال المنح.

أحمد التميمي/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة