“اللغة العربية” يواصل موسمه الثقافي بندوة “تعريب المصطلحات العلمية”

واصل مجمع اللغة العربية الأردني، فعاليات موسمه الثقافي التاسع والثلاثين، بندوة عنوانها “تعريب المصطلحات العلمية”، أدارها عضو المجمع الأستاذ الدكتور إبراهيم السعافين، وحاضر فيها الأساتذة أعضاء المجمع: الدكتور عبدالمجيد نصير، والدكتور همام غصيب، والدكتور إبراهيم بدران.
وقدم الدكتور نصير ورقة بحثية عنوانها “المجمع والمصطلحات تاريخ وإنجاز”، أشار فيها إلى الحاجة الملحة إلى صك مصطلحات، خاصة مع تقدم المعرفة الإنسانية، وأهمية التعامل مع المصطلحات الأصلية.
وعرّج نصير على تجربته في لجنة العلوم الأساسية، بوصفه عضواً فيها، ففي السنوات الأخيرة، نظرت اللجنة في مصطلحات في ميادين فرعية من الهندسة؛ مثلا، الطاقة الشمسية والأثر البيئي والخرسانة والدراسات المرورية، والمباني الموفرة للطاقة وجماليات المباني وغيرها. وأشار إلى جهد أردني مميز، قام به الراحل أحمد سعيدان، وهو قاموس مصطلحات الرياضيات، ونشره المجمع في ثمانينيات القرن الماضي.
كما أصدر المجمع معجم “لسان العرب الاقتصادي” الذي أعده الدكتور عبد الرزاق بني هاني، وكان على اللجنة أن تدرس مصطلحات حاسوبية، جاءتها من لجنة النهوض باللغة العربية. ونشرت هذه اللجنة كتابا عنوانه “دليل أبحاث حوسبة اللغة العربية” في جزأين، ووضعت في آخره المصطلحات الحاسوبية الواردة في الكتاب، وعددها يقارب 720 مصطلحا، يشمل لكل مصطلح الاسم الإنجليزي، والمقابل العربي المقترح والتعريف، وكان ذلك جهدا محترما من واضعي الدليل.
وفي ورقة بحثية عنوانها “جهود المجمع في (تعريب) المصطلحات العلمية”، حاضر الدكتور غصيب عن بدايات عمل المجمع في المصطلحات، لا سيما في العلوم الأساسية والتطبيقية، منذ أيام تأسيسه الأولى. وتجاوزت ذخيرته المصطلحيّة حتى اللحظة الثلاثين ألف مصطلح، غالبيتها العظمى في هذه العلوم.
وتحت عنوان “تعريب العلوم الطبيعية والتطبيقية إشكاليات تتطلب المواجهة”، حاضر الدكتور إبراهيم بدران، ضمن محاور متعددة، بدأها بالنظرة الرسمية للغة في الدول العربية، بما في ذلك النظر إلى التعريب كمسألة ثقافية أكاديمية، وغياب الرؤية الاقتصادية للغة، وغياب الربط بين التقدم المجتمعي وبين اللغة، وعدم تخصيص الأموال الكافية للمجامع، وللتأليف والترجمة، وللقواميس المدرسية والجامعية، وللإعلام الثقافي.
وانتقل بدران في حديثه إلى التجربة العربية في التعريب، والإشكاليات العملية المتمثلة بالسياسية، واللوجستية، والتأليف، والطباعة، والنشر، والتعميم، والتعليم، والإعلام، وتكوين الخبراء، والأدلة، والنشرات الإرشادية، والاستدامة، والتنسيق مع المجامع الأخرى، إضافة إلى عزوف بعض الأساتذة عن التعريب. وأشار إلى أزمة المصطلحات، من حيث البطء في إنتاجها، وغياب الانتشار، واختلافها بين الدول العربية.
وأوصى بمجموعة من الحلول للخروج من الأزمة؛ أهمها: إنشاء مؤسسة لا ربحية لغايات الترجمة والنشر بتمويل مشترك، واعتماد قواميس محددة على المستوى الوطني والعربي، والمصطلحات على الإنترنت، وقواميس متخصصة صغيرة ومبسطة للفئات العمرية، والتواصل مع المؤلفين، والإعلام، إلى أن يصبح التعريب بمصطلحات مستقرة، مشروعاً وطنياً وقومياً.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة