المبالغة في الشيء تفسده و قد تسممه // أحمد القضاه

==
المبالغة هي الزيادة المفرطة في الأشياء بأكثر مما تحتمل سواء بالقول أو الفعل أو الشعور …
و قد قالت العرب قديماً إن الشئ إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ،
و المبالغة في الشيء تقضي عليه تماماً، وتؤدي حتماً إلى نتائج عكسية وسلبية ؛
فالمبالغة في الثقة تصبح غروراً ، وفي المديح نفاقاً ، و في التفاؤل سذاجة و في العبادة غلو …
اما المبالغة في المشاعر سواء في الحب و الكره ، في التأييد و المعارضة فقد تقودنا الى التحيز و التطرف في المواقف ، مما يؤدي احيانا عن حجب الحقيقة عنا ، و نصبح مخدرين و معرضين لاتخاذ مواقف خاطئة و نتائج خاسرة نتيجة التشبُّث بالرأي بطريقة متطرفة و دوغمائية أي ( التعصب ، الجمود الفكري ) و هذا قد يكون مصدرًا لخِداع الذات عندما يتضمَّن تقييم موقِف وفقًا لمفاهيم مُسبقة ثابتة ويتجاهَل أو يرفض أيَّة إشارات مُعارِضة لها مما يمنع النفس بالالتفات نحو الحقائق …
# و يُحكى أن جلال الدين الرومي سُئل عن تعريفه للسُّم، فقال: “هو كلُّ شيءٍ يزيد عن حاجتنا…
قد يكون القوة، ، أو الجوع، أو الطمع، أو الحب، أو الغرور، أو الطموح، أو الكراهية، أو الكسل… أو أيَّ شيءٍ آخر…
الصحيح يجب أن يكون ” لا إفراط و لا تفريط
في الحب
في الحرب
في الصداقة
في العداوة
في الفرح
في الحزن
في العلم
في التعليم
في البيت
في الزواج
في الطلاق
في الثراء
في الفقر
وفي جميع مجالات الحياة هناك دائما خط احمر يجب ان لا نتجاوزه؛ لنعطي كل منهم السلوك الصحيح ونحقق المطلوب بصورة كاملة .
اكرَهُ المبالغة في الأشياء، المبالغة في المشاعر، المبالغة في الحب في الخصِام، في الصّداقة وحتّى في العداوةِ، الإسراف يُفقِد الشّيء بريقه، مهما كان حسنًا أو سيئًا!
استلطفُ وأحب أوساط الأمور، أدرك حينها بأنّ كل شيءٍ سيبقى آمنًا، أما من يفرِطونَ في شعورهم، يعودون دومًا منطفئين ومكسورين.🖤
لا تبالغ في اي شعور مهما كان
دعانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى التوسط والاعتدال في أمور الدين والدنيا، وأرشدنا إلى ما ينفعنا من الأعمال والطاعات والعبادات، وعلمنا كيف نؤدي هذه الأعمال والعبادات دون إفراط أو تفريط، وحذرنا من التنطع وهو التكلف والغلو والتجاوز للحدود في الأقوال والأفعال..
يظهر الاعتدال في قوله تعالى: {وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا}.
نشاهد بعض من المنشورات و الحالات على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس قيم الانحطاط الفكري، والتخلف وادرجها تحت مسمى ( العنجهية)
” صورة فنجان قهوة ويكتب بجانبها القهوة مزاج العظماء”
القهوة مزاج للجميع وليس للعظماء،
تستطيع ان تشرب القهوة وانت في البستان، تشرب القهوة وانت تمشي، لك حرية الاختيار في شربها، القهوة مشروب ساخن لا يحدد من انت او قيمتك بين افراد المجتمع .
” دعوة لحفلة زواج، يلي عنده بدله يلبسها ويلي عنده سياره يغسلها، زفاف الغالي ”
اولا : مبارك .
ثانيا : ليش ؟؟ اول واحد بتجوز !! ولا متجوز بنت من كوكب ثاني !!
يعني حالته مثل حالة الشباب يلي تجوزوا، ليه ١٦ او ١٨ سنه موظف وبحوش وبلملم بحاله وما ضل بنك ما اخذ منه، حارتنا ضيقه وبنعرف بعض .
” صور لشب وهو حامل ايفون ولاب توب وكاتب عن التجارة والنجاح ”
اي نجاح بتحكي عنه ؟
انت وارث من ابوك ومش ناجح غير بنومتك
الايفون ولاب التوب دفعه (٥٠) دينار وقسط شهري ( ٢٠) اقتطاع من راتب امك .
” صورة لشخص ماسك سيخ شوي وقاعد بشوي وكاتب شعر عن الكرم”
صحتين يا نشمي
ليش ناشر الصورة ؟؟؟
معقول بتشوي بلحم عنكبوت؟؟؟ معقول ما حدا بعرف يولع نار غير انته ؟؟
وين الكرم بالموضوع ؟؟ انت بتشوي جنحان ولحمه مجمده وكله هالطابق مش مكلف هالتكلفه .
وبعدين انت بتشوي لولادك مش شاوي ليه ولاخوتي
” صور لشب متصور بشرت عند البحر وكاتب انبسط وانسى همومك ”
اولا مبارك الشرت
معروف انك نازل مع قروب وعلى كل شخص ( ١٠) ورايح جاي وماكل شارب .
انت بالذات لازم ما تنسى همومك، ركبك سود وناسي ما تغسل .
” بنت مصوره ايدها وايد جوزها وكاتبه اميرته ”
كيف حالك يا اميرها ؟
اولا لو اميرك رجل كان من يوم الصورة لليوم وهو من مستشفى لمستشفى لحتى يجبر ايدك ..
ثانيا مشاركه الصورة على ايميل اميرك وابشرك الشباب كلها شافتها وشافت صورك .
انت كمواطن لك الحرية بالعيش وتكوين اسرة، بالاحتفال، بالفرح، بالحزن، بجميع الجوانب ولكن ضمن الحدود،
لا يجوز اطلاق العيارات النارية تعبيرا عن الفرح، لان العيارات التي تتطلقها ستؤذي الآخرين، وقبل عدة ايام انتشر خبر مقتل شاب بطلقة عشوائية في احد الاعراس . .
لنرتقي بسلوكنا وطريقتنا بالتعبير عن مشاعرنا، لنحترم الاخرين ونقدر الظروف التي يعيشوا فيها .
لا شك أنّ دين الإسلام دين توسّط واعتدال، لا غلو فيه ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط.
لنرتقي ✋

