المدارس الخاصة في جرش: اللجوء للمراكز الصيفية لتعويض الخسائر والتعليم

يحسب للمدارس الخاصة والروضات والمراكز الصيفية والثقافية في محافظة جرش التفاتها المبكر إلى مبلغ الفجوة التي أحدثها نظام التعليم عن بعد في مدارك الطلبة، ما جعلها الأسرع في التقاط اللحظة، عبر تنظيم برامج دراسية صيفية للطلاب لتعويض فاقدهم التعليمي من جهة، ولتعويض جزء من خسائرها جراء توقف التعلم الوجاهي بسبب جائحة “كورونا”.
ويعتقد أولياء أمور ان هذه المدارس والمراكز التي تنتشر بكثرة وجاذبية في هذه الفترة، تعد فرصة كبيرة لإعادة تأهيل الطلبة قبل بدء العام الدراسي الجديد، وإنعاش ذاكرتهم بالمواد الدراسية، خاصة وأن آلاف الأسر لم تلتزم بالتعليم عن بعد، ولم تتابع دراسة أولادها في المنازل لعدة أسباب، منها الحالة النفسية للطلاب وعدم تقبلهم فكرة التعليم عن بعد، وغياب وسائل الاتصال المناسبة للبيئة التعليمية في المنازل، وفق ولي أمر أحد الطلاب خالد العياصرة.
ويقول العياصرة وهو ولي أمر لـ4 طلاب، إن من الصعب أن تتم متابعتهم بشكل متواصل في مسألة التعليم عن بعد لعدم توفر الوقت الكافي، ولعدم تقبل الطلاب لهذا النوع من التعليم، فضلا عن تعطل شبكة الإنترنت مرات عدة في اليوم الواحد، ما يؤثر سلبا على سير العملية التعليمية.
ويبين أن المراكز الصيفية تعد فرصة جديدة ومطورة ومناسبة للطلاب لغاية إعادة إحياء التعليم الوجاهي في ذاكرتهم، غير أنها مكلفة ماديا على الأهالي، وتشكل عبئا ماديا إضافيا على الاسر، مشيرا إلى أنه عمد إلى تسجيل اثنين من أبنائه في هذه المراكز بتكلفة 150 دينارا، فيما عجز عن تسجيل الباقين.
ويناشد وزارة التربية والتعليم أن تحاكي أسلوب المدارس الخاصة وتركز على فصل الصيف واستثمار أشهره قبل بدء العام الدراسي الجديد، خصوصا بعد انقطاعهم الطويل عن التعليم الوجاهي.
بدورها، ترى صاحبة إحدى المدارس الخاصة في جرش المعلمة أم راشد الرواشدة أن مدرستها وجدت أن فكرة المراكز الصيفية تعد من أنجح الأفكار والخطوات التي تساهم في توفير مخصصات مالية مناسبة لسداد جزء من الديون والالتزامات التي تراكمت على المدارس الخاصة من أجور مبان ورواتب معلمين وعاملين، موضحة أن أجور المراكز الصيفية “مناسبة”، مقارنة مع التزاماتها، لاسيما وأن تدريس الطلاب بعد فترة الانقطاع هذه تحتاج إلى وسائل ومعدات حديثة ومعلمين على درجة عالية من الخبرة، وإلى مواد أولية ومستلزمات ضرورية تركز على الجانب التعليمي.
وتعتقد الرواشدة أن هذه الفكرة حظيت بإقبال كبير من أولياء أمور الطلبة، حيث بادر عشرات الطلاب إلى التسجيل فيها، بعد أن شعروا بالحاجة لاستثمار أوقاتهم في فصل الصيف، والتركيز على المواد الدراسية الأساسية التي حرمتهم الجائحة من متابعتها.
وتضيف أن المراكز الصيفية تعد “الأمل الوحيد” أمام أصحاب المدارس الخاصة لضمان استمرارية عملها العام الدراسي المقبل، بخاصة وأنها مثقلة بالديون والالتزامات المالية التي ربما تمنع العشرات منها من العمل مجددا العام المقبل.
إلى ذلك، يؤكد مدير تربية جرش الدكتور فيصل الهواري، أن المراكز الصيفية تتم متابعتها من قبل المديرية، فضلا عن مراقبة عدد الطلاب المقبولين فيها وكذلك المنهاج الدراسي، حرصا على سلامة الطلاب إضافة إلى ضرورة تلقيح الكادر التعليمي بمطعوم “كورونا”.
ويبين أن قسم التعليم الخاص يتابع هذه المراكز وعملها، للحد من المخالفات والتجاوزات، فضلا عن التأكد من ترخيصها ومراقبة الأسعار لضمان عدم استغلال الطلاب في هذه الفترة.

صابرين الطعيمات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة